نبيل حاتم زارع

صدق من قال إن الرجال مواقف , وفي بلادنا نماذج كثيرة لأولئك الافذاذ من الرجال , الذين اذا رأيت مواقفهم استلهمت منها العبر والدروس والحكمة , ولاشك أن الصف الاول من أولئك النبلاء يقف سمو الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة , الامير الذي اذا قال فعل , واذا فعل ابدع , امير الكلمة المجنحة , والادارة المبدعة , وصاحب المثل والقيم والادب والخلق الجم , ولعل من اقرب ما استوقف الكثيرين وانا منهم , منهج واسلوب احتفائه وحفاوته مؤخرا بـ « عمه « سمو الامير سلمان بن عبد العزيز – وزير الدفاع – فطبقاً لصحيفة المدينة ( الأحد 28 /2 /1433هـ ) ظهر سمو أمير منطقة مكة المكرمة في بروتكول بديع ومؤثر ولافت , وذلك خلال الحفل الذي أقامه في قصره بجدة لسمو وزير الدفاع , حيث ظل وقوفاً طيلة زمن الحفل ولم يشأ الجلوس بوجود سمو وزير الدفاع , انه الأدب الجم ودماثة الخلق الرفيع التي يتمتع بها سموه الامير خالد , والحقيقة انه من الجوانب التي تشدني كثيراً في شخصية سموه حرصه الدائم على تطبيق جوانب المراسم والبروتوكول خلال الاستقبالات بالمطار , حيث أتابعها من خلال شاشة التلفزيون , كما انه من الأمور الملفتة للنظر أثناء حضور سموه ورعايته للاحتفالات الرسمية , فإنه مما يشدني – كغيري – والامير يستقبل ضيوفه أو يودعهم أثناء مغادرتهم حجم تقديره لكل من يصافحه من الجنسين .
وقد كنت ألاحظ التزام سموه بذلك المنهج الجميل منذ كان أميراً لمنطقة عسير , لقد كان خلال الاحتفالات التي يقيمها لكبار ضيوف المنطقة – حينذاك – ينتهج ذات الاسلوب وهو الوقوف أثناء جلوس الضيف الكبير على مقعده .
والواقع انني كثيرا ما كنت أتمنى أن يكون ذلك الفعل الجميل من الأمير خالد تقليداً حميداً تتم اشاعته بشكل أوسع في مجتمعنا , ولدى كل فرد سواء من خلال عمله أو على المستوى الشخصي لمنزله وأسرته , وبالتالي فإن هذا الأمر سينعكس كثيراً على سلوكه العام وحضور الشخص في المناسبات والاحتفالات واللقاءات والموائد الرسمية وأسلوب الدعوات , وبالتأكيد سيجد الواحد منا نفسه يسير في حياة منظمة ومنمقة وسيتقيد باحترام الآخرين وحقوقهم وحقوقه أيضاً ..على ان تضاف لكل ما تقدم خصال اخرى مثل البراعة في اختيار الوقت المناسب الذي يتحدث فيه , وكيف تكون نبرته وأسلوب طلبه , وطريقة اعتذاره , اضافة إلى طريقة ارتدائه للملابس المناسبة لكل مناسبة .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *