إن ارتفاع فواتير الكهرباء قد أحس به الجميع، فالسعر قد تغير وزاد ثمن الخدمة التي تقدم للمواطنين ،لاشك في ذلك، وهو معلن، وكل مقال قرأته عن ذلك لم أجد فيه معلومات عن شرائح الكهرباء، وسعر كل شريحة، ومقدار ارتفاع فاتورتها، كما أنني لم أدرك بعد، لماذا كلنا عبر الصحف كتبنا عن هذا، ولم تقم صحيفة من صحفنا بإعداد دراسة عما حدث، تظهر فيه الحقائق جلية واضحة، ولم أرى قناة من قنواتنا التلفزيونية قد أعدت برامجاً يتناول المشكلة من وجهات نظر مختلفة، كلها شكوى متوالية وبحرقة ظاهرة عن ارتفاع الفواتير، ولكن مواجهة المشكلة بالبحث عن أسبابها، لم أرَ أحداً تعرض لها، ولم أسمع تصريحاً يغطي هذا الجانب من جانب شركة الكهرباء، ولا تزال السخونة لم تهدأ بعد، ويوم أن تهدأ فلن يعود أحد يتذكرها، وسيرضى الجميع بما حدث، هي عاصفة كهربية مست الأقلام والعقول، ولكنها لم تسع لمعرفة ما حدث، ومتى ينتهي؟ وسيسدد الكل فواتيرهم وستمضي الحياة وما خرج من الجيب لن يعود إليه. أتمنى دوماً أن نناقش كل مشكلاتنا عبر معلومات متوافرة، ودراسات تجري لمعرفة ما يحدث، وأن يقوم كتابنا وصحفنا بالاتصال بطرفي كل مشكلة تطرأ، وأخذ رأي كل فيما حدث، ثم الحكم بنزاهة في القضية لنعلم أبناء مجتمعنا أن المشاكل لا تحل بالصراخ، ولا بقسوة العبارات، وإنما تحلها معلومات أكيدة، وحلول قابلة للتطبيق، وما عدا هذا كله لا يزيد عن إثارة، وعواطف حارة لا تجدي في حل أي مشكلة تطرأ في هذا المجتمع، هذا ما ألاحظه كلما طرأت مشكلة لنا، أسمع ضجيجاً كثيراً ثم ينتهي دون حل للمشكلة، ولا محاولة لمعرفة حجمها، حتى كدت أن أؤمن بكلمة جعلت عنواناً لكتاب، وكنت أعارضها شديد المعارضة، إننا ظاهرة صوتية فقط، أو فلنقل ظاهرة إعلامية، وكلنا لا نبحث عن كل المشكلات من جذورها، برصد كل المعلومات حولها، وعرض ما يمكن أن يكون حلها من جوانب متعددة، أما رفع الصوت فقط فلا يحل لنا أي مشكلة أياً كان حجمها، هكذا تعودنا لأسباب كثيرة.. أعذروني إن لم أعرج عليها، ولكنني أظن أنكم جميعاً مدركون لها، والكلمة المبنية على علم ومعلومات لا يمكنها أن تضر بصاحبها أبداً، ومن ليس لديه معلومات عن أي من قضايا مجتمعنا فليحرص على ألا يتحدث فيما لا معلومات لديه عنه البتة، وليحرص الكتاب والمتحدثون أن يبحثوا الموضوع الذي يريدون الكتابة فيه أو تناوله عبر البرامج الإذاعية والتلفازية أن يلموا بكل المعلومات المتوفرة عنه، حتى لا يقرأ لهم الناس موضوعات خالية من معلومات تماما، وهم لم يحاولوا جمعها عنها، فليس الكاتب من يستثير عواطف قرائه فقط، بل هو من يشبع نهمهم عن معرفة أسباب الموضوع الذي طرحه، وما يتوفر لحله إن كان معضلة، أما رفع الصوت، ومحاولة الإشارة هنا أو هناك لمتسبب في المشكلة ودون تصريح ولا حتى تلميح، فمثل الصمت عنه أولى، وأننا نحتاج إعلاماً يعتمد على معلومات صحيحة وأقوال يدعمها علم وخبرة، فليس الإعلام للتسلية فقط، وهو ما نرجو أن نعتمده عن طرح المشكلات في الاعلام، فهل نفعل؟ هو ما أرجو .. والله ولي التوفيق.
ص ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *