سلمان .. والتحديات الصعبة

• ناصر الشهري

لأن الدول والمنظمات المارقة والإرهابية قد وضعت في استراتيجياتها ما يمكن وصفه بالهدف الأكبر والأهم في مساراتها. على أن تكون بقية أوراقها ثنائية تأتي تباعاً دون مصاعب في نظر أولئك الذين يناضلون سراً وعلانية من أجل ذلك الهدف الأكبر الذي أشرت إليه والذي يحتل ناصية منظومة أوراق الاستراتيجيات. لكن. ما هو الدافع.. وما هي الهواجس ومرتكزات البرمجة السياسية لتكريس عدوانية المنهج في خارطة التنفيذ. وتحقيق كل الأبعاد في أولويات تضمن النجاح؟
أسئلة متعددة يمكن اختصارها في المحور الأساسي. الذي بدونه لن تتحقق رؤية التكامل في بقية المراحل بقدر ما تواجه الفشل والإحباط.
ولأن ذلك الهدف الأكبر الذي يختصر مسافات التنفيذ هو تحجيم المملكة العربية السعودية وأقصاء دورها دينياً وسياسياً واقتصادياً. والعمل على “خلخلة” وحدتها الوطنية من خلال أدوات متعددة منها الخطاب الديني والمذهبي والقبلي بكل ما يؤدي إلى تنويع تلك الأدوات. وذلك في محاولة لاستنساخ تجربة الصراعات في داخل الوطن العربي. وممارسة الدعم اللوجستي من خارج الخارطة.
وهي تجارب كان يرى أولئك المخططون انها كانت قد بدأت وصولاً إلى الهدف الأكبر الذي من أجله كانت الاستراتيجيات لرؤية نتائج خارطة طريق الوطن العربي والإسلامي. من منظور يؤكد ان السعودية هي التي تمثل الثقل بكل محاوره. وان غيابها عن المسرح سيكون هو المنفذ الذي يحقق العبور لكل الأطراف الشريرة في عالم يرى بعض أطرافه مكاسب يتم تقاسمها سياسياً واقتصادياً. وتضيع من خلالها مقومات الشعوب أرضاً وانساناً. غير أن ذلك الهدف الأكبر قد كان أكثر وعياً. وأكثر تجربة. ويمتلك كل مقومات وادوات التحدي التي من ابرزها الحجم الكبير في الوعي السياسي مدعوماً بما أكتسبه من محطات التاريخ والمواجهة الحقيقية مع كل مرحلة استهدفت أمنه واستقراره. فكان مصيرها الفشل الذريع وذلك في تأكيد قد لا يتنبه له البعض من أولئك الذين لا يدركون الواقع السعودي. وهو ان قيادات هذا الوطن. ليست مجرد مناصب تقليدية بقدر ما تأتي إلى المكان وقد “رضعت” من ثدي الثوابت وتجارب متعددة “ترعرعت” وشاركت في كل محاورها لتكون جاهزة تأخذ من الماضي – نجاحاته وتضفي للقادم ما يتناسب مع العصر. ويدرك تحدياته التي يسهل مواجهتها من خلال ذلك الرصيد الواعي والقادر على احباط كل المؤامرات مهما كانت قوة مصادرها وشركائها. ليس لحماية مكانها ومكانتها.. ولكن ايضا لحماية الأمتين العربية والإسلامية. ودعم أمن واستقرار الشعوب المحبة للسلام. والعمل على الشراكة الحقيقية من أجل التنمية المستدامة بعيداً عن الأهداف التي يمارسها أولئك الذين يرون ان وجودهم في إدارة شؤون بلادهم بمثابة “الفرصة” التي ينفثون منها أحقادهم وكراهيتهم ضد المملكة.
وهنا ومن خلال ما تقدم وما تأخر. وما سوف يأتي .. نجد أن الملك سلمان بن عبدالعزيز قد استطاع ان يجسد هذا المشهد في منظومة من هذه الإنجازات في الداخل وفي الخارج. وفرض سياسة بلاده كقوة عظمى ومؤثرة أمام عالم اليوم. وفي مرحلة من أهم مراحل التاريخ التي تشهدها الأمة العربية والإسلامية. ليثبت سلمان المنجزات انه قائد أكبر من كل التحديات الصعبة.
[email protected]
Twitter:@NasserAL_Seheri

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *