[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]نبيل حاتم زارع[/COLOR][/ALIGN]

نطالع بين حين وآخر في الصفحات الأولى لبعض الصحف عن تمكن الأجهزة المعنية بالدولة عن القبض على مجموعة من المرتشين الذين أساءوا استخدام السلطة والذين عبثوا فساداً في الأرض وبالوطن وبالإضافة نقرأ بأن الصحف أوضحت بأن قيمة الرشاوي التي دفعت لهذه الفئة مبالغ خيالية وتكمن المصيبة الكبرى بأن هؤلاء الذين تم القبض عليهم ليسوا من فئة موظفي الدخل المحدود أو الموظفين الصغار أو الذين يعيشون حد الكفاف أو الموظفين المعينين على بند الأجور أو شباب حديثي العهد بالعمل الرسمي ويرغبون بالثراء السريع حتى ولو افترضنا أنهم من الموظفين ذوي المراتب الإدارية العليا ربما يخطر إلى الذهن بأن راتبه الشهري لا يغطي احتياجاته ومصاريفه وهو إنسان معرض لضعف النفس وسيطرة الشيطان .
ولكن المصيبة أن ما نقرأه أن من تم ضبطهم هم أناس نراهم من أصحاب الرموز الشرعية ويمثلون بالنسبة لي صمام أمان وثقة بأن ما أقوم به من إجراء إداري في جهتهم لا أتوقع أن يحدث به تلاعب أو غش أو خداع فهو يتقمص شخصية ملتزمة حتى في هيئته الخارجية فأنا لا أعرف داخله ولكن في هيئته الخارجية يرتدي الزي الذي يوحي بأنه رجل تقي وورع ويخاف المولى عز وجل ويحرص على أداء الفرائض ويؤجل العمل في مرفقه لمدة قد تتجاوز الساعة حتى يؤدي فريضته ويغلق المكاتب وربما ينهر المراجعين في ضرورة حرصهم على أداء الفريضة.
وحقيقة كنت أستمع إلى تعليقات كثيرة حين مراجعة هذه الدوائر وأستمع إلى تعليقات المراجعين بأن هؤلاء مخادعون بدليل نظروا إلى سياراتهم الفارهة فكنت أرد عليهم ليس شرطا من حصل على هذه السيارات أو المظهر الفاخر من الضروري أن يكون مرتشيا ربما هو أصلاً من أسرة تجارية ولديها بعض الأعمال الخاصة وبالإضافة بأن نظرتي بأن الاسلام لا يمانع من تكون بمظهر نظيف وتتمتع بنعم المولى عز وجل ولكن بعدما قرأت في الصحف بأن الأجهزة الرسمية بالدولة قامت مشكورة بالتحقيق وإثبات أن التلاعب الحاصل بحقوق الناس وأراضيهم والرشاوي التي حصلوا عليها واستخراج وثائق مزورة ومن الموظفين الرسميين المفترض فيهم (العدل) وأن الجهات الرسمية كشفت ما يمكلونه من عقار ومال وسيارات حقيقة أصبحت في قلق على وطني الحبيب.فإذا كان الوطن وثق بهم والمواطن وثق به وخدعوا الله ثم الوطن والمواطنين فالله المستعان .يبقى أن أقول يا وزارة التعليم اغرسوا الانتماء الوطني في قلوب أبنائي أفضل من التركيز على الجوانب الأخرى.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *