رؤية قيادة .. ومستقبل وطن

• ناصر الشهري

يمثل الإسكان عنصراً هاماً في الفترة الحالية وذلك بعد الكثير من الأطروحات التي تعثرت على أعتابها حلول قضية ما زالت بحاجة إلى المعالجة الحقيقية خاصة، أن هناك الكثير من المقترحات التي تعاملت معها وزارة الإسكان لا تلبث أن تتغير بين الحين والآخر.
وهو ما تعمل الرؤية على معالجة إشكاليات واحدة من أهم ما يشغل المواطن. وذلك بعد أن كان الاختيار الأول للتمويل السكني من البنوك قد اختصر المستفيدين الذين تنطبق عليهم الشروط إلى ما يقارب 30% فقط. إضافة إلى الضرر الذي لحق بمن وقعوا في “فخ سما” من خلال مديونيات لم يتم التقاضي فيها واثبات استحقاقها على المدانين من قبل البنوك والمؤسسات التجارية المختلفة في القطاع الخاص.
غير أن الرؤية في مضمونها واستراتيجياتها بشكل عام قد أعطت صورة مشرقة لمستقبل يتوق إليه الجميع. خاصة بعد حديث سمو ولي ولي العهد في الأيام القليلة الماضية. وهو الحديث الذي تردد في عدد من العواصم العالمية حول مستقبل المملكة كقوة عظمى في جوانب متعددة استعرضها سمو الأمير بكل وضوح يرسم من خلالها ما يعزز النجاح. ولا شك أن التنفيذ سوف يعطي مساحات من المعالجة لكل محاور الاستراتيجية. وذلك طبقاً للمتغيرات التي تفرض نفسها على الساحة سواء في الداخل أو الخارج. والتي تستدعي إصلاحات تمثل الجوانب اللوجستية التي تعمل على تحقيق الأهداف الأساسية. وبالتالي فإننا أمام الكثير من الطموحات المدعومة بالإيمان والإصرار لقيادة تعودت على مواجهة التحديات رغم كل التحولات والمؤشرات في عالم اليوم المضطرب. وهي ظروف ليست جديدة على المملكة التي تعايشت مع محطات متعددة عبر التاريخ.
وخرجت منها أكثر قوة وصلابة.. ولا شك أن ما يزيد من هذه الثقة هو تأكيد سمو الأمير محمد بن سلمان علي الصعيدين السياسي والعسكري في مواجهة كل ما يمكن أن يهدد أمن الوطن ومكتسباته. وفضح السياسة الإيرانية واستراتيجيات سياسة ملالي طهران التي قد تغيب عن الكثير. وهي قضية هامة في أجندة ذلك النظام الذي يعتبر توسيع النفوذ وغزو البلدان العربية والإسلامية من أساسيات مشروع ما يعرف بالثورة الإسلامية في إيران وهو “الميثاق” الذي أسسه الخميني وفرض ما يسميه بولاية الفقيه ذات مواصفات تمتد إلى خرائط وتضاريس تخترقها تلك المواصفات المحددة لحكم الملالي إلى تحقيق أحلام “فارسية” الأرض والإنسان بكل سلاح الجرائم المتعددة والتي تنطلق من مشانق طهران وصولاً إلى “أكفان” الأبرياء في سوريا ولبنان.
ولعل عاصفة الحزم.. والاستمرار في تعزيز الموقف السعودي في المشهد الحالي قد أعاد “جنون” أولئك الملالي إلى داخل جحورهم وأحجامهم الطبيعية.
وهو ما يؤكد حديث ولي ولي العهد الذي أشار إلى أننا لن نلدغ من “الجحر مرتين”. وقد كانت قراءة سياسية متمكنة حظيت بالمزيد من الثقة والتقدير لمكانة الأمير الشاب. هذا بالإضافة إلى ما أشار إليه حول العلاقات السعودية المصرية والتي أكد على قوتها ومكانتها التاريخية بعيداً عن أعلام “الاخونجية” الذين يحاولون بالفعل “العك” في اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي أكدت على حق السعودية في جزيرتي تيرانا وصنافير وذلك بموجب وثائق لدى الطرفين وفي المنظمات الدولية. على أن عقلاء مصر من كل الفئات يدركون ذلك وتحدثوا عنه كثيراً مؤكدين سعودية الجزيرتين.
ورغم أن إعلام “الدكاكين” (الإخونجية) قد غضب من كشف نواياه.. إلاَّ أن ذلك قد عزز من ثقة الشعبين السعودي والمصري في رفض كل ما يشوب علاقات تاريخية لها جذورها بين الرياض والقاهرة. ولا يمكن أن ينجح من يحاول النيل منها.
باختصار يمكننا التأكيد على أن ما جاء في الرؤية بكاملها. وما تحدث به الأمير محمد بن سلمان حول الكثير من المحاور الاقتصادية والسياسية يحتاج إلى مساحات كبيرة.. واستعراض حجم ردود الفعل المحلية والدولية على ما جاء في ذلك من ردود فعل تؤكد أن المملكة قد فرضت نفسها كدولة عظمى تنطلق نحو المزيد من النجاح بإذن الله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *