ديمقراطية البيت الأبيض

• ناصر الشهري

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR][/ALIGN]

حديقة عادية ليس فيها ما يمكن ان يميزها عن الساحات المماثلة وأماكن الترفيه في الولايات المتحدة الامريكية.. لكنها فقط حديقة البيت الأبيض التي تغص بالناس على مختلف جنسياتهم واعمارهم وألوانهم.. يتأملون ذلك المبنى الذي لا يعد هو الأجمل أو الأكبر أو الأفضل تصميما معماريا في العالم.. يقفون للكاميرات من أجل التقاط صور يظهر خلفها البيت الأبيض.
سألت نفسي وانا احشرها بينهم: هل جاءوا إلى هنا من أجل النزهة.. أم من أجل السياسة؟
ثم لماذا لا تكون مثل هذه الحشود متواجدة أمام قصر الاليزيه في باريس واقل حجماً من التواجد امام قصر بكنجهام في لندن.. ومحرمة أمام قصر القبة في القاهرة.. وممنوعة تماما على الاقتراب من مقرات قصور الحكم في بعض الدول العربية حتى وان كان من مسافات بعيدة.. بل يمكن ان يواجه من يفعل ذلك بتهمة «يروح فيها» في حال اقترب من الأخيرة عربياً أو التقط صورة للمبنى . كما كان الحال لقصر عزيزية معمر القذافي.. غير انني خرجت من المشهد بانطباع اشعر انه اجاب على بعض الاسئلة ومنها: ان امريكا ورغم كل هواجسها الأمنية تريد ان تشعر الآخرين ان بامكانهم رؤية مركز صناعة القرار من المكان القريب.. وان يشم الزائر لحديقة البيت الأبيض رائحة الديمقراطية في حرم أكبر دولة في العالم تستطيع ضرب مراكز الحكم وتدميرها في اي بلد تختاره .. ثم يقرأ المقارنة كل على طريقته.
أما أنا فقد قرأتها على انها دعاية لا تعكس حجم الممارسة من خلف الاسوار حين يكون الحديث عن حقوق الآخرين في رؤية تراثهم ومعالمهم. خاصة بعد التصويت الأمريكي ضد انضمام فلسطين إلى منظمة اليونسكو.
بل قامت واشنطن بإيقاف دفع حصتها في المنظمة! مع ان اليونسكو هي مجرد مؤسسة ثقافية كان الفلسطينيون يريدون المشاركة فيها بحضارتهم وتاريخهم وثقافتهم وربما بصورة فوتوغرافية لما تبقى من قصر الحكم المهدوم منذ قصفه وحبس ياسر عرفات داخله حتى غادره ميتاً وبقي المشهد الحزين!!
وأمام قصور الحكم تتعدد الأسئلة!!
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *