كان عبدالـله بن عبدالعزيز باسمه يسبق اي لقب وهو يخاطب الجموع عندما قال : جئتكم مــن مــهــوى قلوب المسلمين مــن بــلاد الحرمين الشريفين حاملاً معي رسالة عن الأمــة الإسلامية ممثلة في علمائها ومفكريها الذين اجتمعوا مــؤخــراً في رحاب بيت اللـه الحرام رسالة تعلن
أن الإســلام هو دين الاعتدال والوسطية والتسامح، هكذا هو عبداللـه بن عبدالعزيز يخاطب وجــدان أمته واضعاً في صواها بذور الخير والصلاح والفلاح تاركاً اولئك الذين يصورون هذا الدين بأنه دين التشدد والبغضاء والكراهية والبحث في أضابير التاريخ عن تلك الهنات التي سطرتها أقلام لا تريد لهذا الدين الزهو والارتقاء فظلت رهينة ذلك الحصار الذي تعيش في داخله
راسفة في ذيوله .فهاهو يقول : لذلك علينا أن نعلن للعالم أن الاختلاف لاينبغي أن يؤدي
إلى النزاع والصراع .ولنقل أن المآسي التي مرت في تاريخ البشر لم تكن بسبب الأديان
ولكن بسبب التطرف الذي ابتلي به بعض أتباع كل دين سماوي وكل عقيدة سياسية .
نعم ان التطرف هو البلاء الذي شل حركة الأمة ووضعها في هذه الحال التي تعيشها تنافراً وتباعداً وتدير الدسائس ضد بعضها البعض فوجد أصــحــاب النفوس المريضة طريقهم للنيل من الآخــر لا لشيء إلا لإرضاء سوداوية في داخلهم .
ان هذا الحوار الذي رعاه هذا \” الملك \” لهو بحق حوار العقل والضمير وإذا كانت قد فشلت معظم الحــوارات في الماضي لكونها تحولت الى تراشق يركز على الفوارق ويضخمها فهذا
مجهود عقيم يزيد التوترات ولا يخفف من حدتها ..بهذا التوصيف الدقيق الذي قام به حفظه الله فإن هذا الحوار إذا ما تجاوز كل ذلك فسوف يؤتي أكله بــإذن الله، وذلــك هو ما ينشده ويرجوه لهذه الأمة لكي تعمر الأرض ويشيع بها الأمن
والسلام .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *