“خالد قاضي: حُمَّ الفراقُ وَطنّ البكاء!!”

• د.عدنان المهنا

** ماذا عسى المرء أن يقول، وقد عقد (الحزنُ) اللسان.. وصدع الخطبُ الفؤاد.. واكتوى الأحبة بلوعة الفراق المفاجئ ؟! ونبأ الرحيل الذي أذهل العقول وألهب المشاعر؟!

ماذا عساه أن يقول، وقد لبىّ داعي ربه الإعلامي الرياضي (خالد قاضي ) صحفي حكيم ومحسن بالقول، كرس حياته وجهوده يواري صدى رياضة الوطن، وناديه الأهلي والأندية الأخرى ويرافق نشاطات تدلت على الرياضيين ويجمع صفات كريمة قد السفين، كان قلمه وصوته صنو (الأيادي النظيفة) التى تبني بيهقاً للأمل ومساءً للندى والبخور الندية!! والتي تأخذ بجمع ما وهبها الله، لتضعها في مناجح الأعمال.!

**(ونحن نسلم بقضاء الله) ولكن وقع مالم يهجس في ضمير، وما لم يعلق به ظن ولم تختلج به حاسة، فأمسينا في غمة من أمرنا، والأسى والجزع يطبقان على مخنق مشاعرنا ..فاللهم لك الحمد ؛ مهما أصاب الخطبُ القلوبَ بالذوبان والأحاسيس بالهيجان والأقلام بالخفقان.
و مهما جُنَّ علينا ذلك الليل حين حُمَّ الفراق و المحبون مولهون باكون تتصدع مشاعرهم زفرات وتتقطع حسرات.!

**وكان جمع مبارك قد شيع جنازة الفقيد، يتقدمهم “الأمير الملكي خالد بن عبدالله”، المسابق دوماً مع الناس جميعاً في قضاء الأوطار.. والذي تتولى شخصيته الدمثة الخلق (بالفضل.. والمعروف والإحسان ) فتوردهم موارد الخير والأمان.. وتستفيض (عملاً صالحاً) وفضلاً شمل الداني والقاصي، فمدت روحه يد العون والغوث للآخرين وبادرت النجدة الأشقاء والأصدقاء البعيدين والأقربين.

**وقد شُقّ على الأمير خالد بن عبدالله، تحمل هذا الرزء العظيم والخطب الفاجع الجسيم فشخص إلى حيث لا يسمع المرء سوى الدعاء و طنّ نشيج الباكين.. يشجو المحبون إلى بارئهم وفي قلوبهم غصة وكربة وحسرة وحرقة!! لأن “أبا عنان” غادرنا إلى جوار ربه راضيا مرضياً.. هادئ البال.. وادع النفس مطمئن القلب.. وقد كان (الأحبة) جموعاً خاصة (كانوا) وهم يذرفون الدموع يدركون أنه أودع بينهم “أيمن سمعة”، فتحرَّى الأمير بصمتِهِ ثمة النصح وتوخى بهدوئه مناهج الرشد، وبصّرهم بمواقع السداد برأيه الرزين الحصيف، فخالد بن عبدالله بعيد المدارك متوقد الذهن.. سريع الفطنة.. أروعي.. ذكي القلب.. شهم الفؤاد، سريع الأخلاق، غَرّ المكارم عزيز الجانب، شريف المناقب..

** نعم إن رحيل (خالد قاضي ) يومٌ تجلى فيه وفاء محبيه، فما أن حان حين الوداع حتى جاش الخلق، وطنت وسائل الاتصال وماجت الجموع وامتلأ المسجد الكبير وتوافد (لوداعه) محبوه من كل مكان، وانثالوا من كل مكان..يشيعون جثمانه الطاهر ويمشون بين يدي نعشه وخلفه يهللون ويكبرون في جحافل زاخرة، وقد شق عليهم تحمل هذا الرزء العظيم والخطب الفاجع الجسيم فلا يسمع المرء سوى الدعاء ونشيج الباكين.

** اللهم لا تحرم أولئك الأحبة الذين تصافوا المُشَايعة “لخالد قاضي” خير ما عندك، لشر ما عندهم.. وإن لم تقبل نصبهم فلا تحرمهم أجر المصاب على مصيبته!!

واللهم ان عبدك (خالد قاضي) أطاعك في أحب الأشياء إليك شهادة أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، ولم يعصك في أبغض الأشياء إليك، الشرك بك فاغفر اللهم له ما بين ذلك..

يا محسن
يا مجمل يا مفضل يا الله..
**فلله المصاب بفقدانك أيها الإعلامي الحبيب ما أفجعه.. وما فجعنا برحيلك عنّا ما أوجعه..!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *