حين نغرق في الكلام ولكن !!

• ناصر الشهري

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR][/ALIGN]

أجزم أننا أكثر شعوب العالم من حيث التنظير ومن حيث القرارات والإغراق في الكلام ..لكننا أكثرهم ترهلاً وتخلصاً من المواقف بطرق سلبية . واقلهم تنفيذا وتفاعلا مع المعطيات والامكانيات المتاحة .
هناك أطنان من القرارات ..وهناك ندوات وورش عمل ..وهناك جيش من الكُتَّاب والصحفيين والأكاديميين يخوضون في قضايا وطنية لا حصر لها ولكنها في الأخير تصبح كلاماً للاستهلاك في كثير منها أيضاً ..ولعل قضية الشباب ومتطلبات المستقبل واحدة من أهم وأخطر القضايا الاجتماعية وذلك لما لها من انعكاسات على التنمية المستدامة وأبعادها الاقتصادية والأمنية ..ورغم حرص الدولة على معالجة هذا الجانب : إلاّ أننا مازلنا بحاجة إلى تفعيل هذه التوجهات من خلال برامج تؤدي في النهاية إلى حل مشكلة الشباب سواء في القبول بالجامعات أو التوظيف خاصة أن الأمرين الأخيرين مازالا يسيران بعيداً عن تحقيق الهدف المطلوب ودرء مخاطر البطالة ..وهنا يمكن تلخيص بعض ما نحن بصدده حول قضية الشباب في التالي :
أولاً : القبول المدفوع في الجامعة من خلال التعليم الموازي يعد مبلغاً باهظاً حيث لا يستطيع الجميع دفع مبلغ وقدره ثمانية آلاف ريال في الفصل الدراسي الواحد ليصل إلى ١٦ ألف ريال سنوياً إن لم يتمكن من التحويل ثم أن قبول الطالب بالمدفوع يعني أن هناك مقاعد !!وبالتالي فإن الطالب الدافع يشعر بالألم حين يكون بجوار زميله الذي يتلقى تعليمه المجاني !!
هذا من ناحية ..ومن الناحية الأخرى فإن الطالب الذي يذهب إلى القطاع الخاص طلباً للوظيفة يواجه مشكلة الفترة التجريبية وهي المحددة بثلاثة شهور حيث يمكن خلالها الاستغناء عنه عندما لا تثبت جدارته ..وهذه فترة غير كافية ومن ثم فإنني أتمنى من وزارة العمل أن تعمل على اعطاء مهلة أطول تصل إلى سنة كاملة للفترة التدريبية وإلغاء الفقرة الخاصة بالزام جهة العمل بتثبيت الموظف بعد مرور أكثر من ثلاثة شهور خاصة أن النظام لا يشمل القطاعات الحكومية التي يستمر فيها الموظف فترة تزيد على الثلاث سنوات أحياناً دون تثبيت !!وإذا كان التدريب من أهم المشاكل التي تواجه سوق العمل وخاصة في الجوانب المهنية فإن علينا أن ندرك جيداً أن \” العيب \” ليس في الشباب الذين نصفهم بالخمول وما أنزل الله به من سلطان للالقاء باللوم عليهم . لكنها مخرجات التعليم الضعيفة التي لم يتم تحديثها لمواكبة سوق العمل ..وعلينا أن نأخذ مثالاً على ذلك ونسأل : لماذا فشلت المعاهد المهنية ونجح مركز عبداللطيف؟
أعتقد أن الإجابة واضحة وهي أن الأخير لديه استراتيجية ومخرجات تعليمية جيدة تفتقدها المعاهد المهنية والثانويات الصناعية .
ومن ثم فإن علينا أن نغلق المعاهد المهنية في ظل وجود كليات التقنية ونعمل على تطويرها بشكل أفضل أو تسليمها أي المعاهد المهنية إلى القطاع الخاص . باختصار هناك تحديات كبيرة تواجه التنمية الاجتماعية إذا لم يكن هناك استراتيجيات يتم تفعيلها بعيداً عن منابر الكلام . كما أننا بحاجة إلى مرجعية مستقلة تراجع ولي الأمر مهمتها جمع المعلومات والحقائق وشرح المعوقات التي تواجه متطلبات مستقبل الشباب ووضع الدراسات والحلول التي تجنبنا تزايد البطالة بين الشبان والشابات وحجم انعكاساتها السلبية .
[ALIGN=LEFT]nsr2015@hotmail .com[/ALIGN]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *