حرارة الأرض ..أم انتهاك العرض ؟
مفارقات عجيبة في منظمات دولية أكثر عجباً من منابر الكلام للحديث عن قضايا بعضها هامشية والبعض الآخر لتسجيل مواقف فقط. لكنها جميعها تستهلك نفقات عالية سواء تلك التي تكون على مستوى القمة أو ممثلين لدول بعضها لا علاقة لها بمحور القضية!!
بالأمس القريب انتهت قمة المناخ التي عقدتها الأمم المتحدة في مدينة مراكش المغربية دون أن تتجاوز تجربتها في مؤتمر باريس السابق. ودون أن تحقق ما يمكن أن يصل إلى طموحات البلد المضيف أو التكلفة التي تم صرفها لبناء قرية لمقر المؤتمر بلغت أكثر من 450 مليون درهم مغربي حيث تعاقدت إحدى الشركات الفرنسية على تنفيذها. لتعيد إلى الذاكرة قمة الأرض التي عقدت في (Rio de Janeiro) البرازيلية العام الماضي.
هنا يتضح أن المنظمة الدولية في عهد بان كي مون مازالت تغرد خارج السرب أو خارج المناخ.. وأكثر بعداً عن حالة الأرض.. وذلك لسبب بسيط يؤكده مشهد يقول: إن ما يشهده عالم اليوم على الأرض يفوق متغيرات الأجواء.. وحرارة الطقس.. وانبعاثها من الأرض.
بقدر ما تكون من منطلقات المتغيرات السياسية وهطول “الكيماويات” من السماء الحربية كما هو الحال في أجواء سوريا التي بلغت اسقاطاتها الكيماوية على السكان أكثر من 20 عملية اجتاحت الأبرياء من نظام مازال يمارس قتل وإبادة شعب يعيش ما بين انقاض الأرض وعراء البرد والهجير والتهجير..
وحرارة الأرض وممارسة العنف والاغتصاب ليست أكثر خطورة من معاناة سكان الموصل الذين يواجهون كارثة انسانية داخل وخارج مساكنهم وسط طاحونة الحرب والجوع والظمأ.. إضافة إلى ممارسة المليشيات المارقة في اليمن ورئيس ينتقم من شعب اسقطه من السلطة..
حيث يمارسون القتل والاعتقالات وحصار المدن بدعم من دولة تعهدت بدعم الإرهاب في المنطقة العربية من أجل تصدير ثورة الاعدامات والمشانق الإيرانية بخطاب مذهبي.
حصل ويحصل كل هذا ومازالت منظمة بان كي مون تناقش قضايا حرارة الأرض.. والبيئة وتغيرات المناخ. دون تفعيل أي دور ملموس في قضايا مناخ ممارسات روسيا بأساطيلها ضد سكان حلب الذين يتم اغتيالهم مع اطفالهم من فوق سمائهم وعلى أرضهم. ومن ثم اجزم أن مؤتمراً دولياً تجاه جرائم روسيا ونظام الأسد وإيران على الأرض أهم بكثير من حرارة الأرض وبرد السماء!!
وأمام كل هذه المشاهد بكل حالاتها ومعاناتها لابد من الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية تعودت ومنذ زمن بعيد بأن تكون أمماً متحدة في حجم نفقاتها على مناطق متعددة في العالم سواء من خلال الإغاثة في الحروب أو الكوارث الطبيعية.
ولعل ما تم ضخه من معونات الإغاثة التي أطلقها مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز لمناطق دول الصراعات وإغاثة منكوبيها بلغ ما لم ولن تصل إليه منظمة أمم متحدة يهتم أمينها بتبريد أرضها.. ربما من أجل أن يسهل دفن ضحايا نيران حروبها!!
والسؤال الذي لن يجيب عليه كي مون حرارة الأرض أم انتهاك العرض؟!.
التصنيف: