حديث الساعة…!
عنوان برّاق يلفت الأنظار كلما قرأناه على صفحات الصحف والمجلات، أو في الانترنت وإعلانات الشوارع، ثم نصبح في ترقب لمعرفة ماهو..؟! وعندما تنجلي المفاجأة ويظهر ذلك الحدث الذي أصبح يقال عنه حديث الساعة.. نكاد نراه في كل لحظات يومنا، على وسائل التواصل الاجتماعي، وبين حديث الأصدقاء، وفي استراحات ساعات العمل، ومجالس التسلية، وهذه الأخيرة تعطيه نصيب الأسد من السرد والإفاضة، وقد يصل بتلك المجموعة إلى التحليل الدقيق للموقف وملابساته وافتراضاته (السيكولوجية والفسيولوجية)،
ومن الممكن أن يتم البحث في السجل التاريخي القديم لأصحاب الحدث وتأثيره على الوقائع لتصنف بين مقبول ومرفوض.. بعدها يظهر في غضون أيام قلائل حدث آخر ينسينا أصحاب حديث الأمس، فلا نعود بالذكرى على ذلك المتحرش بالأطفال، ولا المعجبة المهوسة بالفنان العاطفي، أو الفرح الأسطوري للفنانة الشابة، أو حتى الحوت الأزرق الذي لم نسمع به في مادة الأحياء ونحن على مقاعد الدراسة، ولم نعرف حتى إن كان منسوب للبحر الأحمر أم الأبيض.. أو يعود أصله إلى بحر الحياة الواسع، لعله ليس بالضرورة البحث في الأعماق عن أصله وفصله مادام سيصبح حديثاً قديماً عندما يظهر حوت آخر ربما بلون مختلف يزيح سابقه من الذاكرة.
قطعنا باع في تلقي المعرفة والعلم تجعلنا نتعجب من هذه السطحية عند تناولنا للأحداث، بل والجرأة في إصدار أحكام وقرارات بشأنها، دون الرجوع إلى أصحاب المعرفة الحقيقية والاختصاص، لنصبح فريسة دسمة لكل من أراد أن يدس أطماعه وميوله بيننا، ونوصف بأننا مجتمع مميّع الرأي، يقوده أصحاب المصالح، وعلى رأسهم.. تجّار التواصل الاجتماعي والإعلام، فانقسمنا إلى فرق، ما بين مؤيد استند على ما قيل وصدقه،
ورافض كذّب الأمر برمته، وثالث حمل لافتة ” دعونا في سلام” حتى لو كان يحيطه الأذى من كل الاتجاهات، فلم ينفعنا بسلامه ولم ينفع نفسه، سبيلنا الوحيد هو الإنتظار لفترة يصبح بعدها حديث الساعة من الأمس، ومن ثم التأهب لملاقاة القادم الجديد.. على أمل أن نستقبله بإدراك أكبر، بعد أن تعلمنا الدرس.. أو لعلنا لم نتعلمه بعد.
للتواصل على تويتر وفيس بوكeman yahya bajunaid
التصنيف: