جنون الشهرة .. والسؤال الهام
هل نحن في زمن البالونات الإلكترونية؟.. هل نحن أمام زحمة شخصيات حقيقية في تكوينها.. ورقية في أدوارها.. وثقافتها؟.. أم أن لوثة ظهور هذه الشخصيات اللاهثة خلف الشهرة المزيفة قد جاءت لتنافس لعبة ( البيكمون جو) في محاولة لخطف الأضواء في صور مغايرة تنتقل خلالها في دهاليز السياسة والاقتصاد في تصاميم كرتونية للإعلام من نوافذه الجديدة وذلك في استغلال لمرحلة انفلات و صناعة الخبر وتزوير الحدث. ليكون الركض خلف الدعاية الذاتية من أهم المقومات التي ترى بعض تلك العناصر الفاقدة لأماكن تجاوزتها المحطات في مسار المتغيرات.. ومسافات عمر لم يكن في ملفاته أكثر من الاستعراضات الباهتة!!
هنا تختلط أوراق ذاكرة زمن الادعاءات مع خريف العمر وارتباك شخصيات تقتحم المشهد في محاولة لاختطاف الوعي والقفز من فوق التقييم لتكون حاضرة بكروت شخصية هي كل قدراتها فقط ليس إلاَّ. في حين لا علاقة لها بالمضمون والمحاور الأكثر بعداً عن مفهوم التفاصيل بقدر ما تكون أقرب إلى التضليل.
لقد وصلت لوثة الركض خلف البحث عن الحضور في زفة الإعلام إلى أن يقوم أحدهم بزيارة إسرائيل بصفته الشخصية مدركاً بأن هذه الزيارة سوف تعطيه زخماً من تردد اسمه في أكثر من مكان. وهو الهوس الذي يشكل مرضاً يعصف بالعقل في كثير من الأوقات ويفرض الخروج عن المألوف. من أجل تحقيق ذلك الهدف العجيب.. وليس من أجل مقصد يروج له عن طريقته الخاصة.
وبالفعل.. وبعد فترة من المزالق التي وقع فيها في السابق بنفس الطريقة في الخروج عن الكثير من قواعد التعامل مع قضايا متعددة نجده اليوم – يجني ثمار تردد صورته واسمه على انه كان هناك.. ليتلقى المزيد من الاتصالات من وسائل اعلامية وتكون فرصة التسويق الذاتي المنتج يدعيه على طريقة أهل الحجاز “خشوني لا تنسوني” ومن ثم نجد ان عالم اليوم يواجه الكثير من تناقضات العصر في سباق محموم بين الشخصيات الكرتونية والحقيقية منها.. واستغلال كل عنصر منها لنفسه أو استخدام الآخرين له كل على طريقته الخاصة.
وبالتالي نجد ان الإعلام الجديد يشكل الكثير من المنافذ والمصالح والحسنات والسيئات. غير أن أخطرها يتمثل في اختطاف العقول إلى بوتقة من التيه نحو عالم تتلاطمه الأحداث وتصرفات البشر. في صناعة التسطيح والقفز من فوق قضايا ذات ارتباط مباشر بحياة ومصالح لها انعكاساتها ومؤثراتها. وهو ما اقحم الكثير من الذين دخلوا لوثة السباق المحموم بحثاً عن الشهرة الباهتة. حتى وإن كانت في صورة مغايرة تسيء لأولئك من مرضى الهوس قبل غيرهم وان انفقوا عليها الكثير من المال واذا كانت زيارة بعض الباحثين عن الشهرة لإسرائيل قد حققت اهدافها بالنسبة له هو فقط دون أي مردود لمصلحة القضية الفلسطينية لأنه لا يمثل إلاَّ نفسه التي لا تتجاوز قدراتها ونواياها أكثر من حصاد خبر أو صورة. إلاَّ انها تفتح الباب أمام سؤال يقول: هل من حق من اراد من أبناء بلده أن يسلك نفس المسار بجواز سفر لا يسمح بزيارة إسرائيل؟ وهذا هو السؤال الأكثر أهمية بعيداً عن بالونات الشهرة.
[email protected] — Twitter:@NasserAL_Seheri
التصنيف: