جريمة فوق احتمال العقل
تنتحر العبارة.. وتدوخ الكلمة.. وتتوه المحاور والنصوص وكل مفردات الكلام حين نحاول استيعاب الحدث ومكانة الهدف.. ومشاعر الأمة.. وقبل هذا وذاك هيبة الله ورسوله.. ومقدسات المسلمين.
غضبة عارمة وردود فعل محلية ودولية تجاوزت الخارطة الإسلامية لتكون محل استهجان العالم بأكمله. كانت قمة القذارة ضد الإسلام وأمة تتجه إلى البيت العتيق خمس مرات في اليوم طلباً للمغفرة من رب رحيم وأداء فرض من أهم أركان الإسلام.
كارثة أخلاقية وإسلامية مازالت فوق احتمال العقل عندما اثبت أولئك الخوارج في كل من اليمن وإيران على أنهم جزء يحتل المركز الأول في العداوة للإسلام.
حيث لم يحصل على مدى التاريخ الحديث أن قام من كنا نعتبرهم أعداء العقيدة باستهداف قبلة المسلمين. ولكنهم أكدوا بعد فضيحة إطلاق النار على بيت الله الحرام أن التحذير من أعداء الإسلام في الداخل هو الأكثر خطراً من أعداء الخارج.. هكذا يكتب التاريخ فصلاً جديداً من حروب القرامطة في القرن الهجري الرابع عندما هاجموا مكة المكرمة ووجهوا سيوفهم ضد الحجاج وقطعوا رقاب المحرمين في الحج!!
وخلعوا باب الكعبة وسلبوا كسوتها. وقتلوا أكثر من 30 ألفاً من المسلمين.
هكذا تعود أكثر من قصة في هذا الجانب لكنها في حجمها لا تصل إلى مستوى جرائم إيران والحوثي والمخلوع بهذا المستوى من التحول إلى استخدام الصواريخ لتدمير الكعبة المشرفة.. وإذا كان الحقد من نظام طهران قد قرر أن يتنفس من خلال قرامطة صعدة وصنعاء والذين يمثلهم طفل الأنابيب الإيرانية عبدالملك الحوثي و”علي فاسد” المخلوع. فإن ذلك يعني إعلان حرب ضد الإسلام والمسلمين في مقدساتهم وهو أكبر تحد لمشاعر هذه الأمة التي أعتقد وبدون شك بأن قضيتها قد تجاوزت أهمية مساندة السعودية في حربها ضد أولئك المارقين إلى حرب مقدسة للدفاع عن مهبط الوحي وقبلة المسلمين ومقدسات الإسلام.
نعم نحن أمام حالة تشكل أكبر استفزاز في التاريخ عندما يكون الحديث عن واقع الحدث لهذه الأمة والتحديات التي تواجهها. وهو ما لا يمكن أن يمر دون عقاب. بل دون اجتثاث كامل لأولئك القرامطة الجدد الذين زرعتهم إيران في أرض اليمن العربية التي تشكل على مدى التاريخ مصدر حضارة عربية ذات جذور تاريخية يراد اليوم اختطافها بورقة مذهبية تعمل على تحويلها إلى فارسية خارج الإطار العربي فكراً ومنهجاً وعقيدة تصادر معها أيضاً تضاريس الخارطة الجغرافية لمصلحة النفوذ السياسي بتلك الورقة المذهبية المتطرفة والغارقة في الدماء في أكثر من مكان في الداخل والخارج. والمليئة بالكراهية والعدوان والنوايا الشريرة لهذه الأمة مهما كانت المحاولة في أي عمل من أجل التغيير إلى مسارات سلام يضمن حقوق التعايش السلمي وعدم التدخل في شؤون الغير. وقبل ذلك احترام مشاعر المسلمين ومقدساتهم.
لكنها مرحلة التحول الأكثر إصراراً على أن معاداة الإسلام والعرب ومقدساتهم قد أصبحت عقيدة “مقدسة” عند أولئك الأشرار الذين يجب مواجهتهم بكل قوة وإفشال مخططاتهم. وستبقى السعودية هي الدرع الحصين لحماية الأمن والإيمان.
التصنيف: