بعيداً عن الأرقام
الاطمئنان على سلامة آليات الإنفاق الحكومي من أهم المكاسب المؤدية لأداء اقتصادي مثالي مختلف، ذلك أننا نتفق حيال الأهمية البالغة لتأصيل مبدأ ثقافة النزاهة خاصة عندما يتعلق الأمر بمصالح الوطن والمواطن، فتلك الثقافة المنشودة بدت عياناً بياناً فترسخت جذورها في أعقاب “لن تنجو بفعلتك”.
اليوم يكفي أن نودع الهدر المالي فلا هدر بعد اليوم خاصة وقد لمسنا معقولية الصرف وأهمية المصروف فيما يتعلق بالإنفاق الحكومي وفقاً للميزانية المعلنة ،ولهذا نجد أنفسنا أمام حالة مالية متطورة تعتمد الثقافة والتنظيم وتقدس الأولويات، وفي المقدمة كل ما يتعلق بالخدمات بل وصل الأمر إلى البحث عن رفاهية المواطن بعد خلق فرص العمل الشريف في مجالات حديثة لأبناء وبنات الوطن إضافة لتنمية الفرص القائمة في الأصل.
لن أغرق في تفصيلات رقمية فللحسابات متخصصون أكثر مني إدراكاً وفهماً وتحليلاً لهذا فضلت تلخيص حال واقع التفاؤل الذي عم المجتمع السعودي في أعقاب حزمة من الإصلاحات التنظيمية الجذرية وحزم ضخمة من المشاريع التنموية فلا جدل اليوم حول ما تشهده المملكة العربية السعودية من تطور اقتصادي متسارع محوره الوطن والمواطن والغد المرتقب ولا دليل يقاد للاستشهاد أكبر من المشاريع المعلنة المنضوية تحت لواء 2030 ، والتي بدأت ملامحها تلوح في الأفق فأدت لكسب ثقة المستثمر المحلي والأجنبي على حد سواء بل لفتت الأعناق لوطن احتل الصدارة في نادي العشرين الكبار وخطا متقدماً نحو تنمية مستدامة ذات بعد حضاري بعد أن اضحى مضرباً للأمثال بالقدرة الاقتصادية والسياسية والعسكرية. في منطقة تموج بالسخونة فالصدفة – على سبيل المثال – ليست في قائمة محفزات رئيس الولايات المتحدة لتصبح الرياض منطلقاً لزياراته الخارجية في أعقاب دخول البيت الأبيض والاتفاقات الاقتصادية مع معظم دول العالم المتقدم،ستنقل بل توطن التقنية وتحقق المبتغى، ومن خلال هذا العزم والإصرار والتفاني أثمرت زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى روسيا عن توافق تجاوز حدود التوقعات، وبالطبع جاز لنا القول بأن الطمأنينة على مستقبل الأجيال باتت بعون الله وتوفيقه عنوان المرحلة في أعقاب رؤى واضحة وشفافية عالية وعمل دؤوب وجدية ليس لها مثيل يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حازت على تقدير البعيد قبل القريب.
الهدر المالي لن يجد هذه المرة طريقاً معبداً لاختراق بنود النفقات الحكومية ولن ينخر في جسد الأموال المرصودة لخدمة أبناء الوطن فالفساد بات فعلاً ماضياً تحت وطأة حزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وعزم ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.
بقي أن أشير إلى الأهمية البالغة لتعاون المواطن فيما يحقق حزمة الإصلاحات الاقتصادية فالوطن أمانة في أعناق مواطنيه والحاجة قائمة لتحجيم الفساد وتحقيق تطلعات القيادة عبر الإبلاغ من جهة وترسيخ مبدأ النزاهة من جهة أخرى خاصة أن ديننا الإسلامي الحنيف أطّر كل هذا بل أوجب ما تعمل الدولة لتحقيقه، فأكثر المتفائلين لم يتوقعوا ما سمعناه بالأمس رغم الظروف العالمية المحيطة.
التصنيف: