[COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR]
في مرحلة صعبة من تاريخ الأمة الإسلامية يتطلع أعضاء منظمة التعاون الإسلامي إلى الدور الذي سوف يقوم به أمينها الجديد معالي الاستاذ أمين مدني.
ولأن المؤسسات في كل منظوماتها الدولية بدءاً من الأمم المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي وصولاً إلى جامعة الدول العربية ومروراً بمجلس التعاون الخليجي. قد اخفقت في الكثير من مشاريعها السياسية والاقتصادية وبقي ميثاقها مرهوناً بلقاءات وخطابات رنانة ما تلبث أن \”تتبخر\” على صخرة الواقع المؤلم. أمام الكثير من الصراعات والمؤثرات. وهو ما يجعل أمناءها في دوامة من التشتت أو الإحباط أو عدم القدرة على التفكير في صناعة الحلول من منطلقات وأبعاد سياسية عند قراءة الأوضاع القائمة واستشراف المستقبل. وذلك من معطيات دور فاعل لدبلوماسية قادرة على الحوار وخلق نوع من الانسجام ما بين الميثاق ومستجدات المرحلة.
ونتيجة لذلك الاخفاق ظلت هذه المنظمات الدولية مراكز للتداول الخالي من أي انجاز.. إلاَّ من المواسم المنبرية في منصات الكلام !!
وقد شكل هذا الواقع احباطاً لدى الشعوب وصل إلى حد اليأس من رؤية ما يمكن ان يمثل جزءاً من نفقات هذه المؤسسات.ومنها منظمة التعاون الإسلامي .مع كل تقديري لأولئك الذين تعاقبوا على أمانتها. خاصة أن تحديات كبرى قد واجهت هذه الأمة سواء في جانبها السياسي أو مفاهيم دينها ومذاهبها بفعل المؤثرات الخارجية أو الحروب البينية في استغلال خاطئ لمنهج الاعتدال. وتصاعد التشدد الذي انعكس سلباً على مقومات التنمية والاستقرار..هذا بالإضافة إلى ما يواجه الأقليات الإسلامية في بعض بلدان العالم الآخر من اضطهاد وقمع ومصادرة للهوية.
غير أنني أجد نفسي اليوم وبالتأكيد معي الكثير أمام تحول كبير مدعوماً بشخصية ذات مواصفات ناجحة وفكر ناضج خرج من رحم التجربة في كل من وزارة الحج ووزارة الاعلام.شكل خلالها علاقات دبلوماسية متميزة ونال تقدير الجميع من أعضاء دول المنظمة.
وكان منجزاً نال اعجاب الجميع. وهو معالي الأستاذ القدير اياد أمين مدني. الذي سيتولى أمانة منظمة التعاون الإسلامي وهي مهمة كبرى أثق تماماً لو لم يكن لديه القناعة على مواجهة كل تحدياتها لما قبل بالمكان. وقبلها لو لم تكن الثقة في اياد لما كان تم اختياره أميناً.
وبالتالي فإننا نتطلع إلى ذلك التحول الذي يتناسب مع الوضع الراهن لعالم اليوم في ظل ميثاق جديد وفكر يرسم خارطة الطريق للعمل الإسلامي المشترك.
ويحاكي هموم هذه الأمة وقضاياها بروح العصر ومواكبة التغيير السياسي. والثقافي والاقتصادي وصولاً إلى تحريك الدور الذي يحقق الطموحات والآمال دون أن تستمر المنظمة نسخة باهتة من جامعة الدول العربية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *