المسئولية الاجتماعية ودورها في خدمة المجتمع

• د. علي محمد الغامدي

المسئولية الاجتماعية هي التزام أخلاقي يفرض على أي كيان؛ سواء كان منظمة أو فردًا أو مجموعة أن يقوم بعمل يهدف إلى إصلاح المجتمع ، وتحسين أوضاع أفراده دون البحث عن أي مردود مادي أو مصلحة شخصية ، كما تعني الامتناع عن القيام بأي عمل ضار يتسبب في أذى للمجتمع أو أحد أفراده بصورة مباشرة او غير مباشرة ، ولعل اهم مظاهر المسئولية الاجتماعية هي إعطاء الحقوق كاملة لمن له حق ، كما أن من مظاهر المسئولية الاجتماعية حماية البيئة ، وعدم الإضرار بها ومن مظاهر حمايتها التوقف عن استعمال كل ما يتسبب في أذى للبيئة او المجتمع او احد افراده كما هو حاصل من إسراف في استخدام الأدوات المصنوعة من البلاستيك والذي يصعب تحلله وما يسببه من تشويه للبيئة وزيادة انتشار التصحر كما ان من أبسط مظاهر المسئولية الاجتماعية المساعدة في جعل المدن والقرى نظيفة وذلك بتحمل المسئولية حيال وضع النفايات في أماكنها المخصصة لها وإزالة الأذى عن الطريق والذي يعتبر أحد شعب الايمان كما ورد في الحديث الشريف ، فلا يكفي عندما نرى النفايات منتشرة في الشوارع والأزقة ان نضع الحمل على عامل النظافة ولكن يجب ان نساعده برفع ما قد نراه في الشارع من نفايات حتى لا يشعر عامل النظافة بالدونية ، بجانب انصافه ومنحه الراتب الذي يتناسب مع عمله ومجهوده.

يكثر الحديث عن المسئولية الاجتماعية وما تقوم به الشركات والبنوك من أنشطة وأعمال تصب في خدمة المجتمع وتقام الندوات والمؤتمرات وتكتب المقالات التي تتناول التكافل الاجتماعي وفضائله، وعن المسئولية الاجتماعية ودورها في خدمة المجتمع، ويشارك في هذه الملتقيات والندوات بعض أساتذة الجامعات ومندوبون من الغرف التجارية ومن النوادي الرياضية ومن تعينهم الشركات الكبرى والبنوك للتعامل مع المسئولية الاجتماعية ويتنافس المتحدثون والراعون والمشاركون في تلك المؤتمرات والندوات في شرح أهمية المسئولية الاجتماعية، كما يسهب مندوبو الشركات والبنوك في الحديث، عما تقوم به الجهات التي يعملون لديها أو يتكلمون باسمها من خدمات للمجتمع. وهي في بعض الأحيان لا تزيد عن ما يصرف للدعاية للجهات، التي جندتهم وأغدقت عليهم الأموال والعطايا لتتم الدعاية للجهة المانحة وتسليط الضوء على رعايتها وبذلها في سبيل إقامة تلك الندوات والمؤتمرات، ويتركز الحديث على ما تبذله لخدمة المجتمع وان كان ما ينفق لا يرقى الى ما تعنيه المسئولية الاجتماعية وربما يكون الهدف هو الحصول على العقود والصفقات، وقد يكون لزوم سير أعمال هذا المقاول أو ذلك .. وعلى أي حال هذا الكلام ليس على إطلاقه فقد يكون هناك شركات وبنوك ورجال أعمال يصرفون على أسر فقيرة وفي بناء المساجد ويعتبرون ذلك جزءا من المسئولية الاجتماعية، ولأن الدولة لا تفرض ضرائب. فيجب والحالة هذه ان يقدر رجال الأعمال والشركات والمقاولون ذلك ويتقدمون من عند أنفسهم بمبادرات سخية لخدمة المجتمع كبناء مستشفى أو مدرسة أو ملجأ لكبار السن أو دار للأيتام وقبل ذلك كله ان يعطى العاملون لدى هذه الشركات والمقاولين رواتب مجزية وان تصرف هذه الرواتب في اوقاتها وان لا يكلف الموظف او العامل فوق طاقته وان لا يطلب منه العمل في الأوقات شديدة الحرارة او شديدة البروده وان يوفر لهم المساكن الجيدة والطعام الجيد، وبيئة العمل الجيدة فلا معنى لتخصيص مكاتب وموظفين للدعاية للمسئولية الاجتماعية، إذا كان بعض العاملين لدى تلك الشركات والمقاولين لا يحصلون على كل حقوقهم في الأوقات المحددة .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *