مركز اقتراع للصحافة الإلكترونية بجامعة كولومبيا أجري على 420 صحفيا ينتمون إلى 50 ألف صحيفة متفرقة بجميع أنحاء الولايات المتحدة ، وذلك نهاية العام الماضي ، حول مستقبل الصحف الورقية في ظل تزايد انتشار الصحف ومنصات النشر الإلكترونية .

بشكل عام أبرزت الاستنتاجات التي صدرت عن هذا الاستطلاع أن هناك أعدادا كثيرة تؤيد بشدة منصات النشر الصحفية الإلكترونية وما تقدمه من محتوى ، كما أنهم يرغبون في معرفة المزيد عنها وما يمكن أن تضيفه إلى العمل الصحفي .

كما بين الاستقصاء أن نسبة كبيرة من المشاركين بالاستطلاع كانوا متفائلين للغاية بشأن مستقبلهم في ظل العصر الصحفي الإلكتروني ، على نحو فاق توقعات من قاموا بذلك الاستطلاع . يذكر أن غالبية الصحف اليومية والأسبوعية المطبوعة في الولايات المتحدة وعددها 6,851 صحيفة من أصل 7,071 تعاني من نقص الموضوعات التي تغطيها .

وأشار العديد من المشاركين إلى أن أهم قرار بشأن حماية إيرادات الطباعة الورقية يتمثل في وجود موقع إلكتروني ثابت حتى يتسنى للجمهور شراء النسخة الورقية . التصميم الفني هو أحد الحلول لإنقاذ الصحافة الورقية من الاندثار وكيفية إنقاذ النسخ الورقية من الصحف . ثانيا التطوير في أسلوب كتابة القصص الصحافية واستخدام الجرافيكس بشكل مبتكر وكتاب الرأي والخبرة يجذبان القارئ لشراء النسخ الورقية ويجعلانه يفضلها عن النسخة الإلكترونية .

والدليل على ذلك أن إحدى الصحف البولندية اضطرت إلى أن تغلق أبوابها بعد 50 عاما من تأسيسها ، بسبب المنافسة مع الصحافة الإلكترونية ، إلا أنها أعادت بناء ذاتها عبر حزمة من إجراءات التطوير ، لتعود مجددا من خلال أساليب شيقة وغير تقليدية في كتابة القصة الصحافية المدعمة بالجرافيكس والصور وكتاب الرأي ، لتنطلق بنجاح ويصل عدد توزيع نسخها الورقية إلى أكثر من 250 ألف نسخة بعد أن كان لا يتجاوز 10 آلاف نسخة قبل التطوير .

وأجزم بأنه لا يزال بإمكان الصحف الورقية الانتعاش لسنوات طويلة إذا ما تم تطويعها مع عصر سرعة وصول المعلومة ونقل الأخبار عبر الهواتف الذكية ، بشرط استخدام التصاميم التي تزيد حجم المواد الحيوية والعميقة ذات الجودة العالية . إننا نلاحظ في السنوات الأخيرة أنه رغم انتشار المواقع الإلكترونية التابعة للصحف المختلفة بل والتي حل بعضها بديلا للصحف ذاتها ،

نلاحظ أن الصحافة الورقية ما زالت تجاهد في البقاء ولا يبدو لها نهاية في المنظور القريب بل إن الصحف الورقية التي توقفت لأسباب مالية ربما تتصل بسعر الورق ما زالت تحتفظ بوجودها وأعداد قرائها رغم وجود كل الأدوات الإلكترونية الحديثة متاحة للجميع تقريبا ، إن الخبر قد تستقيه إلكترونيا ولكن الرأي تفضله ورقيا لذلك فالنهاية ليست حتمية على الإطلاق للصحافة الورقية فهي تمثل الخبر والصورة والرأي . فالورقية حية بإدارتها وبتحريرها وكتابها وأهلها . نداء لأهل الورقية اقتدوا بالصحف البولندية . إن الإنسان عدو ما يجهله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *