العقاب الجماعي تحت شعار القاعدة!

• ناصر الشهري

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR][/ALIGN]

إذا كانت القاعدة قد طرحت نفسها كمنظمة إرهابية من خلال ممارساتها التي بدأت بأكبر إعلان قدمها للعالم في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م حين قامت بعملية قصف مركز التجارة العالمي في نيويورك وما تبع ذلك من أعمال إرهابية في عدد من دول العالم؛ فإن ذلك لا يعني أن تكون القاعدة هي المشجب الذي تتمسك به الدول التي تعيش فيها أقليات إسلامية تطالب بحقوقها المشروعة كشريحة من مواطني الدولة نفسها ـ كما هو حاصل في الصين ـ حيث لم تكن احتجاجات الإيجور في ولاية ماتشي الذين خرجوا في مظاهرة حاشدة ترفع شعار أو خطاب القاعدة أو ممارسة عملها على الأرض.. بقدر ما كانوا يطالبون بالخدمات والعمل على مساواتهم ببقية المواطنين الصينيين وحمايتهم من الاضطهاد الذي يواجهونه كمسلمين يصل عددهم إلى ما يقارب 12 مليون مواطن صيني.
وبدلا من أن تستجيب لهم الحكومة وتعمل على معالجة قضيتهم سارعت بالهجوم العسكري على رجالهم ونسائهم في الشوارع حتى امتلأت بالقتلى والجرحى وذهبت السلطات إلى حد اعتقال أطفالهم في حملة عدائية تؤكد دكتاتورية الحكومة الصينية ضد المسلمين هناك، كما دفعت بالأقليات الأخرى إلى مساندة العسكر في مواجهة مسلمي الإيجور في خطوة مكشوفة لتكريس الكراهية ونبذ الأقلية المسلمة عند بقية مواطني الصين رغم القانون الذي يسمح بالمظاهرات هناك.
وأمام هذا الوضع لم يكن أمام الحكومة الصينية سوى \”شماعة القاعدة\” حيث قال المتحدث باسم الحكومة إن القاعدة تقف خلف الأحداث الأخيرة والقائمة حاليا في برمتش وذلك في محاولة لصرف أنظار العالم عن سمعة سيئة يرفضها العالم.
غير أنه ليس من المقبول أن تظل \”لعنة\” القاعدة حاضرة في قضايا الأقليات المسلمة في العالم، خاصة إذا أدركنا أن خطاب هذه الأقليات لا علاقة له بخطاب \”القاعدة ولا بالواقفة\” بقدر ما يعرضون قضاياهم كمواطنين يرفضون التفرقة العرقية المنبثقة من النظرة العنصرية المقيتة.
وحتى لا يرتهن العالم إلى \”شماعة أو مشجب القاعدة\” كشعار يمارس ضد الأقليات الإسلامية في العالم. فإن كلا من منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي عليهما مسؤولية مهمة في هذه المرحلة وذلك من خلال التحرك السريع لمواجهة الموقف والمطالبة بعقد مؤتمر إسلامي يدعو إلى احترام حقوق الأقليات المسلمة في العالم، ووضع حد لهذا العنف الذي يواجهونه في الصين تحت العقاب الجماعي بذريعة القاعدة، وهو شعار يهدف استخدامه إلى النيل من المسلمين على حد سواء.. ويقدم المزيد من الدعاية والترويج للمنظمة الإرهابية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *