الطقس السياسي في الشرق الأوسط!!
تخيم أجواء وتقلبات الأحوال الجوية وسط طقس سياسي ساخن في الشرق الأوسط .. بعد انتقال العواصف الأكثر حرارة من سوريا إلى العراق مصحوبة بالأسلحة والمدافع الثقيلة واستقرارها في عدد من المدن العراقية بعد أن اقتلعت الجيش العراقي بغبار التغيير مشحونة بالطائفية وفرض التقسيم. ساعدها في ذلك تحرك موجة قوية رياحها من كردستان حملت معها (البيشمركة) لتتوقف في مدينة كركوك وهي البلدة التي كانت تعيش حالات المد والجزر منذ زمن بعيد. ولكنه فوق سطح الأرض العسكرية القريبة من المياه الدافئة. في حين استنجد الخطاب المذهبي بولاية الفقيه في إيران التي تحركت بوادر سحاباتها من خلال كتلة حارة ومؤللة من جماعة بدر ..مصحوبة بقوة نظامية للمساندة. لتلتقي مع طائرات سورية تمطر قوات المعارضة دون إصابة داعش التي ترتدي عباءة النظام السوري للوقاية من براميله!
وفي الوقت الذي تراجعت سخونة الحرب ضد بشار الأسد في أجواء باردة..إلا أن هناك ارتداد ساخن على الجيش الحر الذي تعودت واشنطن أن تصفه بالمعارضة المعتدلة في كل الفصول والذي ينتظر النجدة الأمريكية التي تمتد من اجزاء في الخليج العربي وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط مع إمكانية أن تتوقف عند الحدود العراقية الملبدة بالغيوم في مستقبل مجهول قد يغرق في فيضانات نهر الفرات الذي يوشك على انفجار كبير يتجاوز الحدود. ومعارك مازالت تعيش المد والجزر في الموصل .
أما الحالة الجوية في ليبيا فقد زادها الصيف حرارة من خلال توسيع نطاق الحروب القبلية وجيش تقاعد بعد عواصف خريف أوقف الحياة واطاح بمصادر النفط رغم قتل الرئيس. في حين تسيطر الجماعات المسلحة على تقلبات الأجواء السياسية.
وفي مصر حالة من هدوء الطقس ..لكنها محفوفة بالكثير من السحب التي مازالت تتمركز على بعض المحافظات وذلك أمام الانفجارات المتعددة ضد الطائفة المسيحية. في حين تشهد بعض مناطق الخليج سحابات صيف عابرة رغم ركاميتها في بعض الأوقات .
وفي ظل هذه الأجواء الرعدية الممطرة في مناطق متعددة على خارطة الوطن العربي ..أخذت دول خارج نطاق استقرار تلك السحب احتياطاتها لمنع مؤثرات الحالة.. من خلال حواجز تعمل على صد انعكاسات تلك المؤثرات.. وكبح جماح أخطارها وتفجير ركاماتها في الفضاء الخارجي بعيداً عن تضاريسها الجغرافية.. وتحصين مجتمعاتها بسياج أمني غير قابل لاختراق غلافها الجوي ومكتسباتها الوطنية والاجتماعية على الأرض.
على أن بعض هذه الدول تمتلك خبرة عالية من خلال تجاربها التاريخية في مواجهة الكثير من العواصف التي تجاوزت اخطارها بترسانتها الثقافية الدينية ووحدتها الوطنية مثل المملكة العربية السعودية. وهو ما ازعج البعض من المتدثرين بعباءة الارهاب في مرحلة بدأت تنذر بالجفاف الذي يحصد المنظمات المتطرفة في أجواء تفرض (تعرية) الداعمين لتغيير مناخ يجتاح غبائهم ويكشف عواتهم.
وإلى اليمن حيث عادت السحب السياسية الركامية تمطر ناراً في مختلف المناطق القبلية مصحوبة بخطابات مذهبية عادت بالحالة إلى المربع الأول من عواصف الربيع التي مازالت تخيم على تونس منطلق التجربة الأولى دون أن ترى زوال غيوم السماء!.
هكذا يبدو مشهد الطقس السياسي في الشرق الأوسط الذي يتبادل سكانه اليوم تهاني شهر رمضان المبارك وسط مشاعر الحزن والخوف.. ومخيمات العراء والتهجير ودعوات العزاء والغفران لضحايا اغرقتهم سيول ربيع ساخن وصيف أكثر حرارة وقسوة على الأرض.. حصل ذلك ويحصل أمام مرصد الفضاء للطامعين الذين يتطلعون إلى انتقال موجة أكثر تأثيراً في توزيع الخارطة العربية وجدولة من فرض تقسيم التضاريس تحت سماء تتحكم في أجواء الأرض والإنسان!!.
التصنيف: