لعل أبرز ظهور للرشاوى في المجال الدولي هو ما تم التحقيق فيه في مجال الرياضة في جهاز الفيفا او الاتحاد الدولي للكرة، والتي فاحت روائحها بسبب حصول قطر على حق استضافة المونديال عام 2022 والتي مست عدداً من الشخصيات البارزة العاملة في الفيفا ولعل أبرزهم بن همام مهندس حصول قطر على استضافة كأس العالم في عام 2022 رغم كل التحذيرات المتلاحقة من عدم صلاحية المكان. ولفوح روائح الرشاوى التي ذهب ضحيتها رجل قطر الشهير بن همام، والذي حرم من كل المناصب الكروية الدولية، وفازت قطر حتى قبل ان يعلن رسمياً بفوزها عبر قناة الجزيرة الشهيرة – مع الاعتذار الشديد لجزيرتنا العربية من هذه الاساءة البالغة، فقد سميت بها أكذب وسيلة إعلامية عرفها العالم قناة الجزيرة القطرية، ولم تطو حتى اليوم صفحة التحقيقات في اشهر رشاوى دولية ظهرت في العصر الحديث، والتي يتوقع الا تقام مباريات الكأس عام 2022 في قطر بسببها، ولكن قطر استمرأت هذا الأسلوب لتحصل على ما تريد عبر المال، بسبب راجح ان ليس لديها من مقومات الدول ما يجعل لها مكانة بين دول العالم في هذا العصر، والذين أقيلوا او حكم عليهم في إدارة الفيفا بسبب سلوك ابن همام القطري ودخلوا السجون علامات شاهدة ان الرشاوى الدولية ستلغى في المجال الدولي، ليعلن العالم نظيفاً من عوالم الرشاوى، التي ينحدر اليها من لا يملكون مقومات النجاح في أي مجال يدخلونه، وإنَّا لنرجو ان تفشل كل قضية رشوة جديدة للحصول على مكاسب قطرية العامل الأساسي فيها خراب الضمائر، ولعل ما يجري اليوم بالنسبة لمنصب رئيس اليونسكو، وهي المنظمة المعنية بالثقافة والآثار، والساعية للمحافظة على تاريخ الإنسانية الثقافي، ألا تشتري قطر المنصب بالمال، فتسجل قضية جديدة في الرشاوى الدولية عظيمة الأثر السيئ في سياسة هذه المنظمة الدولية، وأظن ان حدوث مثل هذا سيقرب زمن القضايا قطر السيئة زوال لا تعود به الى العالم ابداً، فان استطاعت قطر النجاح على المنصب فان كثيراً من مثقفي العالم لن يعودوا مهتمين بهذه المنظمة، على ما لها من أهمية في عالمنا اليوم، واذا غزت الرشاوى مثل هذا المجال، فان من يسمح بها سيقضي بذلك على الاهتمام بمثل هذه المنظمات التي تعمل من اجل الحفاظ على تراث الإنسانية الثقافي وستبدأ هذه المنظمات التي تعمل من أجل الحفاظ على تراث الإنسانية الثقافي وستبدأ هذه المنظمات بالتدهور منذ اللحظة التي تترأسها قطر، ذلك ان الثقافة حساسة جداً تجاه كل ما يمكن له ان يلوثها، ولهذا فان المثقفين اليوم ملزمون بإبراز مواقف حازمة من كل من يريد العبث بالثقافة في هذا العالم، الذي بدأ يشيع فيه حروب على الثقافة من اجل ابعادها عن المجالات التي تتخذ فيها القرارات الحاسمة من اجل ثقافة انسانية نقية وراقية .. فهل ستستطيع قطر بأسلوبها هذا ان تقضي على كل ما هو جميل في هذا العالم، وهو ما لا نرجو ان تنجح فيه أصلا، وان نجد بين مثقفي العالم ومفكريه من يحمي مؤسسات العالم الثقافية والإنسانية حتى لا يعبث بها من يقدمون الرشاوى ومن يتلقونها، انها صرخة نطلقها في زمن أخشى ما أخشاه ان تغيب روح الثقافة عن هذا العالم، بعد ان لوثته المحاور السياسية الضاربة في عمق الفساد، فهل يحدث، هو ما لا نرجو ان يحدث ابداً، والله ولي التوفيق.
ص ب 35485 جدة 21488 فاكس 64070
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *