مصطلح يرمز لعادة مقيتة، وصفة ذميمة، وسلوك مشين !!
الخيانة والغدر فعل شنيع، وعمل قبيح، لا يتصف به إلا من فقد السمو الإنساني الرفيع، والأخلاق البشرية السوية !!
لا أجد في حقيقة الأمر أسوأ من نتائج الخيانة والغدر على العواطف والمشاعر والأحاسيس!! وهذا أبشع من كل نتائجه المادية التي يخلفها!! بل إنها أبشع في نظري من القتل!! فالقتل نتيجته الموت مرة واحدة، لكن الغدر والخيانة تعني الموت ألف مرة !!
ويبلغ هذا الشعور قمته عندما تصدر الخيانة والغدر من إنسان له مكانة كبيرة عندك، وقد منحته كل ثقتك!! فوقتها يصعب عليك تصديق الأمر أو تحمله، لكن واقع المصاب أكبر بكثير من النصاب !! قال الله {إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ}.. والوفاء يقابل الخيانة وهو عكسها، والأمانة صفة الوفاء..
ولكن !! ماهي أهم أسباب الخيانة والغدر في حياة البشر ؟!! وهل هي نتيجة لعوامل ذاتية داخلية؟!! أم عوامل خارجية ؟!! وبمعنى آخر هل الخيانة والغدر سببها الريئسي الوراثة أم التنشئة والاحتكاك والمعايشة ؟!!
أم هي إفرازات لظروف معينة أجبرت البعض لارتكاب هذا السلوك المشين ؟!!
قد تختلف إجابات الكثير من الناس حول أسباب الخيانة حسب اختلاف تربيتهم، وتدينهم، وبيئاتهم التي نشأوا فيها، وعاداتهم وتقاليدهم التي توارثوها، وثقافتهم وجنسهم، ومراكزهم الاجتماعية المتغايرة، ومناصبهم المختلفة !!
فقد تكون وجهة نظر البعض أن عامل الدين والوازع الديني قد يكون الدرع الواقي لصاحبه والمانع الحقيقي للنفس البشرية من ارتكاب الخيانة !! فقد قرن الله تعالى هذه الصفة بالكافرين و المنافقين فقال {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُور}.
وهناك من يقول إن الدين يوجه للأمانة ويحث عليها، ويحذر من الخيانة ويمقتها، ولكن يوجد هناك أناس ليسوا متدينين، بل البعض منهم ليس بمسلم ولا يخون!! نقول أن هذا السلوك للمسلم ينفعه في الدنيا والآخرة فيثاب على أمانته بينما الغير مسلم قد تنفعه أمانته في الدنيا بينما لا تنفعه في الآخرة !!
ولو نظرنا للقضية من زاوية أخرى نجد الرؤية تختلف!! فعلى سبيل المثال تنظر المرأة لزواج زوجها عليها أنها غدر وخيانة!! في حين ينظر الرجل لذلك أنها خير وعبادة!! وعلى ذلك فَقِسْ!!
والخلاصة أنه لا خيانة أشد قسوة وأعظم أثم وأرذل طريقة، وأقبح سلوك، إلا خيانة الله ثم الوطن أتفق على معناها كل فئات المجتمع وطبقاته!! قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}.
وقال تعالى {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} ..
وقال النبي صلي الله عليه وسلم:”المكر والخديعة والخيانة في النار”. حسنه الألباني في صحيح الجامع.
ومن سوء هذا السلوك نجد الرسول الكريم يتعوذ منها : قال صلي الله عليه وسلم:”اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، و أعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة”. قال الألباني: حسن صحيح.
فخيانة الوطن لا يعدلها شئ بعد خيانة الله سبحانه وتعالى ..

[email protected]
Twitter:@drsaeed1000

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *