لأن فينا من لا يحترم المسؤولية.. ولأن فينا من لا يحترم النظام .. ولأن فينا خاملين غير قادرين على الإنتاج وآخرون فينا أيضاً يبحثون فقط عن «البرستيج» في المؤسسات الحكومية والأهلية.. وكذلك مؤسسات المجتمع المدني.. وفينا الغارقون في التنظير والجدل العقيم من خلال آراء تهدم ولا تبني.. وفينا أيضاً من يدعي الفقر وهو بكامل قواه العقلية والجسدية. ولكنه يرفض العمل إلاَّ بمواصفات وظيفية خاصة .. ودون ذلك يكون «النوم» سيِّد الحياة!!
وفينا أيضاً من يمارس «النفاق» على حساب الحقيقة ومصالح الآخرين. هذا بالإضافة إلى أنه مازال فينا من يبحث عن الكسب غير المشروع على حساب الضمير والمبادئ!!
وأمام كل هذا وذاك .. وأمام كل ما تقدم وما تأخر وما لم يأت هنا من دوائر وتقاطعات ترسم صورة سوداوية في تضاريس الكلام و”تدويخ” الحلول.. وأمام تحديات دولية وإقليمية ذات انعكاسات اقتصادية واجتماعية على المنطقة العربية ماذا نحن فاعلون؟.
وللإجابة عن السؤال فإنني أجزم أننا كسعوديين بحاجة إلى «ثورة» من نوع آخر أساسها الانتصار على الذات . وتغيير نمط الممارسة الفردية والجماعية لكل السلبيات التي أشرت لها في بداية الكلام, وان ننطلق نحو مرحلة تحقق استغلال معطيات الدولة في التنمية والبناء ولكنها تحتاج إلى بناء ذاتي مصدره الإنسان في هذه الأرض وهو الذي يستطيع الارتقاء والوصول إلى مستوى المنافسة في الإنتاج وتحسين مستوى الدخل القومي والفردي على حد سواء.
إن ما نشهده من تزايد في أعداد العمالة وحجم التحويلات المكتسبة والمذهلة لهذه العمالة سواء النظامية منها أو السائبة وما يقابل ذلك من بطالة غير مقبولة من بعض شبابنا يؤكد أننا بحاجة إلى إعادة صياغة رؤيتنا للحاضر ومواجهة تحديات المستقبل.
لقد خرجت دول صناعية لا نفط فيها ولا إنفاق حكومي لدخل الفرد لكنها استطاعت أن تثور على نفسها بالإنتاج كما حصل في اليابان في السابق.. وما هو حاصل في كل من البرازيل والكوريتين وماليزيا. وهذه في نظري هي الثورات الحقيقية التي تضمن التغيير إلى الأفضل وبالتالي فإنني أجزم مرة أخرى أننا كمجتمع سعودي قادرون على المنافسة من خلال استغلال مقدراتنا وعقولنا ودعم الدولة لتنمية الأرض والإنسان.. قادرون فقط متى ما قررنا الثورة على الخمول والاتكالية وصادرنا كل ممارسات السلبية في حياتنا اليومية.
[email protected]
Twitter:@NasserALShehry

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *