اقتربت الحرب.. وبدأت الأسئلة!!

• ناصر الشهري

في شرق أوسط تتوالى مراحل تطوراته.. وملامح تحولاته الجديدة.. تبرز مخاوف مشحونة بالكثير من الاسئلة في منطقة مضطربة تواجه تحديات أكثر صعوبة وترقبات لما قد يأتي.. وقد لا يأتي. وذلك من خلال الحملة الدولية ضد شر لابد من حربه لاقصاء الارهاب.
وهنا لابد من استعراض بعض النقاط الهامة. ومنها الموقف السعودي تجاه الحرب على الارهاب. ثم السيناريو المحتمل للابعاد السياسية وانعكاساتها المستقبلية.
وفي المحور الأول تأتي المملكة العربية السعودية كقبلة للعالم الاسلامي ومرجعية هامة لمنظماته الدينية المعتدلة. وخطابه الديني الذي تحكمه قواعد العقيدة الصحيحة حين يتعلق الأمر بالمخرجات والثوابت. ومن هذه المنطلقات تجد المملكة انها امام مسؤولية كبرى لمواجهة خطاب متطرف تمارس عناصر منظماته عبثاً شديداً باسم الاسلام. في حين ان هذه العناصر الارهابية تشكل خطراً على الاسلام أكثر من أعدائه.
لذا كان من الطبيعي أن تتحرك السعودية. ليس خوفاً على اراضيها وخارطتها ومكانتها السياسية. فهي تمتلك كل مقومات الردع.. ولكن من اجل حماية العقيدة الاسلامية وأمة المسلمين من شرور الانحراف في مسار الدعوة الى الارهاب من خلال استغلال شعارات دينية خارج العقيدة. وذلك في محاولة لمصادرة المنهج امام المجتمع الدولي بكل دياناته وتركيباته وهو ما استجاب له التحالف الدولي في دعوة ردعها ايماناً بخطورة الانعكاسات السلبية للارهاب الذي لن يتوقف عند حدود الشرق الاوسط. لكن كيف سيكون سيناريو الحرب؟.. وهنا أشير الى انه كان من الافضل ان تم اقصاء ايران من التحالف وذلك لان مشاركتها سوف تعطي لمنظمة داعش استقطاباً بذريعة ادعائها بانها جماعة سنية وتواجه حرباً من ايران الشيعية. كما ان الاستبعاد كان في صالح ايران. وهو ما نأمل ان تدركه طهران جيداً.
غير انه في المقابل يرفض نظام بشار الاسد ضرب داعش في سوريا دون الاتفاق معه. وهو ما لم يوافق عليه التحالف لان ذلك الطلب يعني اعادة الاعتراف بشرعيته. وفي هذه الحالة. قد يقوم النظام بتوجيه دفاعاته الارضية نحو الغارات الجوية على اراضيه.. الأمر الذي سيؤدي الى منح فرصة لردة فعل تدمر كل قواته وتسهل عملية اسقاطه.
ومن ثم يبرز السؤال: هل تقبل بذلك ايران التي لها قوة عسكرية ولوجستية في سوريا لدعم النظام. اضافة الى حزب الله؟
وعند ذلك ايضاً: هل تقبل روسيا بالمشهد على الارض. خاصة في ظل رفضها لمشروع الحملة واحتجاجها على عدم عرضه في مجلس الأمن الذي تمتلك فيه صوتاً مؤثراً. هذا بالاضافة الى الحرب القريبة من “الساخنة” مع أمريكا نتيجة تداعيات الوضع في اوكرانيا. ثم اعلان واشنطن أمس عقوبات جديدة على موسكو التي بدأت في أواخر الاسبوع الماضي تدريبات عسكرية. واطلقت تجربة جديدة لمنظومة صواريخ استراتيجية تحمل كمية كبيرة من الرؤوس النووية؟.
وعلى الجانب الثالث: هل تحسم الضربات الجوية نتيجة المعركة مع الارهاب ضد داعش التي اعترف العراق بأن لديها قوة تفوق قدرة الجيش العراقي وتبلغ منظومتها أكثر من 20 ألف مقاتل. وما هي المدة المتوقعة لانهاء المهمة. اضافة الى انعكاساتها الاقتصادية في المنطقة. ورفع بوليصة التأمين على السفن التجارية. وكذلك تراجع الاستثمارات في منطقة يرى المستثمرون انها مضطربة وغيرآمنة .
إنها ترقبات مليئة بالاسئلة في انتظار اجوبة يلفها الغموض ومخاوف التطورات .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *