أيها المسؤولون .. اهربوا من جيوب المنافقين

• ناصر الشهري

هل نحن كمجتمع مصدر إفشال المشروع الاصلاحي .. وهل ثقافتنا المتأصلة في مصالحنا الخاصة قد عجز الإصلاح عن تجاوزها .. في كثير من الدوائر الحكومية بدءاً من الوزير حتى الصغير؟ .. نعم حصل ذلك ومازال يحصل نتيجة ممارسات الكثير فينا على طريقة «الواصل» في شخصيات متعددة ومختلفة المناهج في النفاق والتكسب على حساب الأنظمة الإدارية وعلى حساب مصالح الوطن والمواطن.
على حساب كل هذا وذاك يتم التطبيل وعبارات المديح والإشادة من خلال زيارة وزير أو مسؤول إداري لأحد القطاعات التابعة لمرفق تفقده بحكم مسؤوليته أو الحديث عن مشروع مولته الدولة .. وليس من جيبه . رغم ذلك «نصنج» آذان الحضور بالتصفيق.
حتى أن بعض إدارات العلاقات العامة توزع أخبار المسؤولين فيها حول تصريحاتهم عن تلك المشاريع .. وكأنها «كرم» من المسؤول .. حيث تصدر عبارات الكيل بأنه بتوجيهات فلان .. وحرصاً منه .. يرافقه فلان وفلان وعلان، إلى آخر الجوقة ثم يبدأ الكلام عن المنجز أو تفاصيل القضية!!
في حين أن الأخير في المضمون هو ما يريده الناس . وهو جانب لا يرى الغارقون في الثناء والمديح أهميته إلاَّ في مصالحهم الذاتية بكل ما تعنيه من أبعاد مادية ومعنوية وصولاً إلى تحقيق مكاسب وظيفية في حينها أو مؤجلة قد تأتي وقد لا تأتي.
ومن فوق منابر الكلام ما هو أكثر نصاً في خطابات التمجيد ونصوص الشعر التي قد «تحرج» المسؤول أمام الحضور.
هكذا يبدو المشهد مؤلماً لحجم المسؤولية التي تريدها الدولة من ذلك الذي يشغل منصباً وضع فيه لتحقيق أهداف تنموية لا فضل له في أداء مهامها المنوطة به.
صحيح أنه يجب أن نشكر كل من يتفاعل مع المنجزات.. لكن لا يعني أن نصل إلى حد توصيله إلى أنه «الدافع» وليست الدولة إلاَّ أن الأول هو ما يمارسه المنافقون لأهدافهم الخاصة كما أشرت في السابق وذلك في الوقت الذي تؤكد القيادة على أهمية خدمة المواطن من خلال الباب المفتوح والزيارات الميدانية ومواجهة الفساد والسرعة في الإنجازات المعتمدة في مرحلة لا تقبل المجاملات .. وفي مرحلة يمتلك فيها الوطن ثروات مادية وبشرية لا تتوقف عند شخصية قيادية في أي وزارة أو مصلحة حكومية تبحث فقط عن الأضواء وزفة الطبول . وهي زفة تتناقض مفرداتها وألحانها بعد مغادرة المكان!!
ومن ثم فإنني أرى أن أولئك الذين ينطلقون في تعاملهم مع المسؤولين من ممارسة ما يعرف «بمسح الجوخ» هم من يفسدون مبادئ الإصلاح .. وبالمقابل على المسؤول الذي يقبل بالنفاق ويبتسم للمديح أن يهرب من التخريجة المتعارف عليها والتي تقول : «فلان في جيبي».

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *