[COLOR=darkblue]ناصر الشهري[/COLOR]

في مسيرة التاريخ العربي الحديث ترسم التحولات منعطفات أشبه بالافلام \”المكسيكية\” ومنها ما هو أقرب الى \”الكرتونية\”.كان ومازال المشهد يفرض دراما العمل السياسي. خاصة بعد العام 1948م لتكون قضية فلسطين هي مصدر الالهام.. ومصدر الانتاج. وصياغة العبارة ونبض الشعر ونص القصيدة. قيادات سياسية في الوطن العربي توزعت \”آباء\” القضية وتجارة الشنطة والمناضلين الوهميين لفترة طويلة من الزمن باسم فلسطين.
أنظمة عربية قمعت شعوبها. حين يطالبون بحقوقهم. وتحويلهم الى \”عملاء وخونة\” ضد القضية. في محاولة لتسطيح قضاياهم المحلية التي يتم تجييرها من منبر الخطاب لبعض أولئك القادة بكلمة رنانة (عاشت فلسطين حرة أبية) وحينها لا عزاء في من لا يصفق مردداً \”عاش الرئيس\” قضية كانت وما تزال بقايا الاهتمام بها \”خيمة\” يستظل تحتها أولئك الذين يرون أنها الرهان على حضورهم في معترك السياسة العربية وقناعة المواطن العربي من خلال شحذ عواطفه وتفاعله. لكنه رهان خاسر في زمن الوعي الثقافي الذي لم يعد يقبل ذلك التسطيح أمام واقع حال فلسطين الارض. وفلسطين الانسان! لكن كيف تحولت القضية المركزية. بل كيف غابت من المشهد الى ما هو أكثر خطورة وانشغالاً لا ينقصه الصراع المسلح؟ وللاجابة على هذا السؤال يمكن القول: ان الحروب الدينية والمذهبية. قد برزت في خطاب سياسي. مستخدمة ضمن أوراقها قضية فلسطين أيضاً. وذلك في ممارسة للاستغلال العاطفي من أجل أهداف سياسية وهي ورقة محدودة في ملفاتها. لكنها أي بعض هذه الجماعات ترى أنها هي التي تستطيع أن تجعل \”الدجاجة تبيض ذهباً\” خاصة في الدول ذات الموارد المحدودة. انها تستطيع ان تملأ الأرض عدلاً ونوراً. وأن من يخالفها لا يستحق الحياة؟!
حصل ذلك بصورة أكثر حضوراً بعد الثورات العربية التي جاءت بما لم تكن تشتهي شعوبها.. وهو ما أدى الى كثافة الاحزاب السياسية الناشئة. وأشعل فتنة صراع من نوع آخر ودخول أحزاب دينية على خط المعارك على الارض كما هو حاصل من حزب الله وجبهة النصرة في سوريا.
وبالتالي فان كل هذه التحولات في مسيرة التاريخ العربي قد خطفت الأضواء من القضية الفلسطينية. وأسدلت عليها الستار الأقوى تأثيراً من السور الاسرائيلي العازل لتفرض الحالة منعطفاً أكثر خطورة في الداخل مشحونة بولاءات لشخصيات تقاسمت الذمم باسم العقيدة.. وأخرى باسم الحرية والديمقراطية. خلافات ألقت بظلالها على الشارع السياسي والاجتماعي. وفرضت الشك والريبة بين شعوب المنطقة. من خلال سؤال يقول: أنت مع من؟!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *