أعزائى الأحباء الخونة .. شكراً

نيفين عباس

كان فى وسعهم أن يكونوا أقرب المقربين، لكن عزة النفس تاهت عن طريق هؤلاء ليصبحوا من معذورين لغدارين، فى زمن المصالح أصبح كل خائن مترفاً منعماً فهو يعلم جيداً من أين تؤكل الكتف، يعيش على أوجاع الغير مستمتعاً بكل ذرةِ ألم تخرج منه، يشعر بنشوة عندما يشاهد الأخرين أمامه كالعبيد، أما أصحاب الطريق الصحيح والقلوب النقية فلا عزاء لهم فكتاب الأحرار باهظ الثمن على هؤلاء، يعيش الأحباء الخونة بيننا بالرغم من إكتسابهم سمعة بذيئة يُضرب لها الأمثال، لكننا نكون فى كثير من الأحيان مضطرين للتعامل معهم مجبرين على تقبل ما لا يمكن تقبله، إختلف حجم سلطتهم علينا لكن أبشعها وأعظمها هى سلطة القلب، فالقلب حين يتعلق بمن لا يستحقه يجعلنا نتمنى لو أن الزمن يرجع قليلاً للوراء حتى لا نصل لنهاية ما نحن الأن عليه …

أعزائى الأحباء الخونة أتوجه لكم اليوم أنا وكل مغدور معى برسالة شكر، فنحن اليوم نقف عاجزين أمام حقارتهم اللامتناهية والتى أجبرتنا فى يوم من الأيام أن ننكسر، شكراً لكم فبدلاً من أن نتشارك السعادة تشاركنا الحزن بسببكم، أيها المستهلكين لنا بكل قسوة أنتم الأن أصبحتم فى عيوننا تماماً كالأموات ولا معنى لوجودكم فى حياتنا بعد اليوم، إعلموا جيداً أننا لا نشعر بقيمة وجودكم ولا حتى نشعر بالسعادة جواركم، فوجودكم ما هو إلا عبئ جدد يضاف علينا نكرهه ولا نرغب فى أن يكون حتى بجوارنا لكم أى حضور فأنتم ببساطة لا تستحقون أى مكانة فى قلوبنا بعد اليوم ليس لسبب معين لكننا إكتفينا منكم، هذه سنة الحياة لا أساس لأحد فى قلب أحد، وما أجمل أن نعتبركم كالفصول الأربعة، نرتدى لكم كل ما يناسبكم ونبعثر مشاعركم ونستهلكها وبالنهاية نقاطع كل الطرقات التى تؤدى إليكم … أيها الأحباء الخونة أشكركم على حسن تعاونكم معنا، فأنتم أوصلتونا لمرحلة من النضج كافية لأن نتجنب أمثالكم فيما بعد، أيها الأحباء الخونة إقرأوا تلك الكلمات السابقة وتذوقوها جيداً، فما كتبته هو إنعكاس لما قدمتوه لنا على طبق من نار فى يوم لم يكن مقدر لنا أن نعيشه أو نستحقه منكم، فلم نقدم سوى الحب لتبادلوننا بالكره، فشكراً لكل عبرة أضافت لنا درساً جديداً فى الحياة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *