الثورات المرتدة في صراع الأجيال

• ناصر الشهري

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR][/ALIGN]

لا أحد يستطيع الإنكار بأن الثورات العربية لم تخلق نوعاً جديداً من الصراع داخل المجتمعات العربية دون استثناء يبدأ من داخل الأسرة وينتهي عند الأنظمة بكل تركيباتها ومكوناتها. وذلك في صورة جدل لا ينتهي.
حيث دشنت الثورات العربية لما يمكن أن اسميه «صراع الأجيال» خاصة وقد انطلق احد طرفي هذا الصراع من أدوات الإعلام الجديد عبر شبكات التواصل الاجتماعي الذي لا يجيده إلاّ القليل من الجيل القديم. ما أدى إلى أن يحتل الشباب موقع الصدارة في محاولة لإدارة الأزمة من منابر الحوار.
غير انه تطور المشهد في شموليته إلى انعكاس يدعو إلى المصادرة والاقصاء ونشوء تمرد من نوع جديد في تأثير مباشر للإطروحات والقناعات التي لا ترتهن إلى ثقافة ناضجة لدى الكثير من الشباب بقدر ما هي استلام سريع للفكرة والمضمون وهي مسلمات تستطيع اختراق نسبة كبيرة من الفئات العمرية لدى الجيل الجديد الذي يغيب عنه الكثير من المحددات السياسية والاقتصادية وكذلك العوامل الامنية والاجتماعية وصولاً إلى المنطلقات في نمط الممارسة والتجارب التاريخية للمكان أو خارج الحدود.
وبالتالي يبقى شعار الرفض «العبيط» احياناً هو السائد في عقيدة الجيل الجديد دون الاجابة المقنعة أو المعدومة اصلاً عن: لماذا.. وكيف.. وما هي النتائج.. وما هي البدائل وما هي حدود الحرية المطلوبة في السلوك وبناء الإنسان وأبعاد المرحلة في المنظومة الاجتماعية بكل تفاصيلها؟
ومن ثم نجد ان الجيل القديم بكل تجاربه ونضوجه حتى على المستوى الأكاديمي والأسري حائراً أمام قراءة الكثير من المخاوف تجاه ثورات ألقت بظلالها على جوانب أخرى من السلوك واختراق القيم تحت شعار الرفض والمطالبة بالحرية والخروج عن المألوف داخل تركيبة المجتمع في انفلات من نوع مختلف لا يرتكز على اصلاحات منهجية تتفق ومبادئ هذه الأمة واخلاقياتها.
على ان هناك البعض من الكبار في الفئة العمرية قد قبلوا بمبدأ المصادرة.. ووقفوا دون قناعة إلى جانب الجيل الجديد وركبوا العربة من الباب الخلفي.. في محاولة لاختصار المسافة واحتسابهم ضمن الشباب هرباً من المقارنة وتهمة التخلف!!
هذا هو واقع الثورات العربية التي وان انتصرت في بعض الاماكن. إلاّ أنها قد افرزت صراعاً مرتداً مضمونه حجم الفكر ونوع الممارسة على خارطة المجتمعات العربية. وفرضت نوعا من صراع الأجيال. ومن يقول غير ذلك فله عندي ذبيحة!!
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *