يحتفل العالم العربي سنويا باليوم العالمي للغة العربية ، كما تحتفل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو ) بالمناسبة، وهي التي جعلت من يوم 18 ديسمبر من كل عام يوما عالميا للغة العربية ،وقد تم اعتماد هذا التاريخ كيوم عالمي للغة العربية في عام 2012 ، ويصادف ذكرى اليوم الذي اعتمدت اللغة العربية كلغة سادسة في الأمم المتحدة في العام 1973 ، وقد تم ذلك بعد جهود بذلت من قبل الدول العربية .. أما اهتمام اليونسكو باللغة العربية فيعود الى وقت قديم ،

وعلى وجه التحديد الى المؤتمر الثالث للمنظمة الذي عقد في بيروت في عام 1948 وقرر اعتماد اللغة العربية كلغة ثالثة، بجانب اللغتين الإنجليزية والفرنسية ، كما أكد مؤتمر المنظمة في عام 1960 اعترافه بأهمية اللغة العربية، ودورها البارز في نشر أنشطة المنظمة . تعقد بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الندوات وتبث البرامج ، وتكتب المقالات ، وتلقى القصائد في مدح اللغة العربية والتغني بجمالها ، وذكر فضلها وأهميتها وعلو قدرها ، ويتم إبراز إسهامها المعرفي والفكري والعلمي في مختلف جوانب الحياة ، بجانب كونها لغة القرآن الكريم ، وأنها بهذه الصفة قد اكتسبت أهمية عظيمة وفضلا كبيرا، ليس للعرب فقط وإنما لجميع المسلمين ، حيث تدخل اللغة العربية في عباداتهم وصلواتهم، التي لا تصح إلا بقراءة الفاتحة ، وما تيسر من القرآن الكريم باللغة العربية ، كما أن جميع الأسر المسلمة في جميع أتنحاء العالم تحرص على تلقين أطفالها كلمة التوحيد وبعض آيات من القرآن الكريم منذ أن يبدأ الطفل في الكلام والتحدث ، وإن كان مع الأسف الشديد يقتصر الاهتمام على القراءة والنطق دون فهم ما يقرأ وينطق .

الاهتمام باللغة العربية والحفاظ عليها ، لا يعني الاحتفال السنوي وبأهميتها وأفضالها فقط كما أنه لا يعني الانغلاق عن اللغات والثقافات الأخرى ، ولكنه يعني أن تكون لها السيادة والمكانة التي تستحقها ، وأن تدرس كل العلوم والمعارف للطلبة العرب باللغة العربية ، وأن يكون الاهتمام باللغات الأخرى كلغات ثانوية بجانب اللغة العربية ، كما أن من واجب العرب تجاه اللغة العربية نشرها وتشجيع الآخرين على تعلمها وإتقانها ، خصوصا الجاليات الأجنبية التي تعيش بيننا، وعلى وجه الخصوص الجاليات المسلمة التي تعتنق الدين الإسلامي، وتعترف بمكانة اللغة العربية وأهميتها التاريخية والدينية ، ولكن ذلك يحتاج إلى جهود من قبل العرب أنفسهم تتمثل في فتح مراكز وفصول لتعليم اللغة العربية ودعوة أفراد الجاليات الأجنبية إلى هذه المراكز وتخصيص الجوائز والهبات لمن يبرز ويتميز في تعلم اللغة العربية، كما تفعل الأمم الأخرى تجاه لغاتها وثقافاتها؛ حيث تفتح المراكز وتقيم الحفلات وتعرض الأفلام الثقافية وتخصص الجوائز للمتميزين في تعلم لغاتها .

كما أن على أئمة المساجد واجب ولهم دور في تشجيع تعليم اللغة العربية ، فلو خصص كل إمام مسجد نصف ساعة بعد إحدى الصلوات لتعليم من يرغب من المصلين غير العرب مبادئ اللغة العربية بجانب القرآن الكريم لوجد الإقبال كبيرا ولكانت النتائج جيدة ، وكذلك جمعيات تحفيظ القرآن التي تهتم بالتحفيظ دون الفهم بالنسبة لأبناء الجاليات ، ففي اعتقادي أن تحفيظ جزء من القرآن بفهم خير من تحفيظ عشرة أجزاء بدون فهم ومن يحفظ عدة أجزاء بفهم معانيها فسوف تصبح قدرته على تعلم اللغة العربية سهلا وميسرا ، والله ولي التوفيق .

• دبلوماسي سابق
متخصص في شئون جنوب آسيا

التصنيف:

One Response

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *