القمة السعودية المصرية.. ومسؤولية المرحلة

• ناصر الشهري

تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى جمهورية مصر العربية تأكيدا على موقفه الذي يعكس في الوقت نفسه إرادة شعبه نحو أهمية أمن واستقرار مصر لما يربط البلدين من علاقات تاريخية لها تأثير سياسي واقتصادي لصالح الشعبين الشقيقين..خاصة في مرحلة مهمة تواجه الكثير من التحديات على مستوى المنظومة العربية.. وذلك في ظل الصورة المؤلمة التي تشهدها ساحات الصراعات المتعددة في الشرق الأوسط، وما نتج عنها من ويلات الحروب التي عصفت بأمنها وفتحت أبواب الهجرة ومخيمات النزوح.
ومن ثم فان الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خلال عقد القمة السعودية المصرية الأولى لزعيم عربي مع القيادة المصرية الجديدة المنتخبة قد جدد بل عزز الموقف السعودي تجاه مصر وشعبها. وكانت هذه الزيارة هي بمثابة رسالة للعالم بأن مصر خط أحمر لا يمكن الاقتراب منه والعبث بأمنه واستقراره أو تحويله إلى نسخة من التجربة التي تعاني منها دول عربية دفعت وما تزال تدفع ثمن التدخلات العبثية لأهداف لا تخدم الأرض ولا الإنسان..بقدر ما تطمع في تمزيق وحدة الأمة وزرع الأحقاد والصراعات داخل وخارج أوطانها. وتقاسم خطاباتها السياسية والدينية وولاءاتها.. وتوسيع نطاق مقابر شعوبها.
ولاشك أن محاولات النيل من مصر ليست وليدة المرحلة. بل كانت قد بدأت منذ زمن بعيد. وهو ما لم يتنبه له بعض المصريين وأكدته نتائج ثلاث سنوات سلبية من الانعكاسات السياسية والاقتصادية والأمنية للأسف الشديد.
ومن ثم وبعد هذه التجربة فان الموقف السعودي الصادق والأمين لا يختزل علاقته واهتمامه من خلال قيادة سياسية بعينها..ولكنه من واقع الحرص الكامل والشامل الذي يصب في مصلحة الشعب المصري وسلامة وحدته وأرضه ومقوماته وتحقيق تطلعاته التنموية مدعومة بأمنه واستقراره. وهو ما يؤكد عليه خادم الحرمين سواء من خلال المساعدات السعودية للأشقاء أو الدعوة إلى مؤتمر دولي لدعم هذا البلد المهم على خارطة الوطن العربي.. ومن ثم فان هذا الموقف هو أيضا لمصلحة الشعوب العربية في حجم وأبعاد الانعكاسات المباشرة لأمن واستقرار مصر بكل مكوناتها.
وإذا كانت مصر والسعودية تمثلان عمقاً للأمة العربية. فان لقاء خادم الحرمين وأخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي يدشن بالتأكيد لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك. والعمل سوياً نحو عودة الأمن والاستقرار للمنطقة وكبح جماح تحديات لم يعد بامكانها اخفاء شرورها وأهدافها ضد الدول العربية ومكتسبات شعوبها.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *