رضا لاري.. الصحفي والإنسان
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR][/ALIGN]
هناك في شارع الميناء المطل على شاطئ البحر الاحمر في جدة القديمة , كان مكتب الاستاذ رضا لاري , وفي القاعة المجاورة كان مكتب الاستاذ عبدالفتاح ابو مدين مشرفا على المنوعات , ثم مكتب كل من الاستاذ عمر كردي والاستاذ محمد صالح باخطمه, والاستاذ عبداللطيف الميمني، وفي الناحية الشمالية قاعة التحرير وفيها مكتب الاستاذ عبدالله الجفري الذي جاء بعده الاستاذ امين ساعاتي , ثم الاستاذ سباعي عثمان في حين كان مكتبي في صالة التحرير كمسؤول عن المحليات ثم مديراً للتحرير , وكان يتوافد الى مقر الصحيفة الاساتذة الكبار احمد قنديل وطاهر زمخشري ومحمود عارف ومحمد حسن فقي ومحمد حسين زيدان ومعهم قناديل من الاضاءات المتوهجة , في مجالات ابداعية ما زالت شاغرة المكانة والمكان , ومن الطائف كان يمطرنا سعد الثوعي الغامدي بصفحته الشهيرة اوراق شعبية ومن لندن سميرة لاري في لقاء الاثنين بصفحتها الادبية وغيرهم الكثير من داخل وخارج المملكة .
هكذا كانت ابرز الكوادر التي عملت مع الاستاذ رضا لاري عندما كان رئيساً لتحرير عكاظ قبل نهاية فترة عمله في عام 1401تقريبا.
مجموعة من الاسماء في عالم الثقافة والصحافة السعودية وجدتُ نفسي بينهم مغامرا في ساحة الكبار , من اجل اكتساب تجربة اولئك الذين سبقوني وقرأت اسمائهم وإنتاجهم كثيرا قبل ان اعرفهم عن قرب , وكانت فرصة لي ان اتعلم ومن الذي يمكن ان تتاح له الفرصة ولا يتعلم من هؤلاء.؟
في الوقت الذي كانت كوكبة من القدرات الصحفية تتوافد في فترة المساء . فهذا يحيى باجنيد كصحفي مبدع وفنان متميز في الاخراج وذاك محمد الفايدي صاحب التحقيقات الميدانية التي تحاكي هموم الناس باسلوب متميز لم ينافسه فيه احد حتى اليوم , وخالد باشويه الذي يضع المادة
السياسية وغيرهم من كوكبة الخبرات الصحفية المصرية الذين يعملون في قسم الصياغة والاخراج الفني وقسم الترجمة, كان كل هذا فريق عمل لم يكن رضا لاري يقول انه هو الذي يقوده بقدر ما كان يؤكد على كل واحد ان يعتبر نفسه رئيسا للتحرير.
وهنا يبدأ الجميع في الاحتراق اليومي وتنفيذ مقترحات الاساتذة الكبار الذين ذكرت اسمائهم اضافة الى رئيس التحرير ومبادرات ذاتية من منطلق التفاعل مع المادة الصحفية والاحداث اليومية.
على ان الجميع يواجه اجتماع اليوم الثاني أو نهاية الاسبوع مع الاستاذ رضا لاري لاستعراض السلبيات والايجابيات وعندها يحصل كل من تميز على الشكر والتقدير والمكافآت المادية ومن يكون عكس ذلك وارتكب بعض الاخطاء يتم لومه وتحذيره ومطالبته بما هو أفضل.
يحدث كل ذلك بأدب واخلاق عالية لا يكترث خلالها رضا من ان ينتقده احد في الاجتماع.. ويعرف بعض الزملاء كيف كنت اصل معه في حدة النقاش الى المدى الذي اعتقد انني بعده سوف \”امسك الباب\”. لكنه يربت على كتفي في نهاية اللقاء ويثني على ما طرحته ويشكرني. مشيراً كعادته الى ان اختلاف الرأي بين اثنين ليس عيباً في احدهما ولكنها وجهات نظر مختلفة , انه الرجل النقي الذي ازعم انني تعلمت منه ومع اولئك الكبار الكثير في عالم الصحافة ومساراتها المهنية ,على أن ابرز ما تعلمته من استاذنا اللاري رضا هو تكريس مفهوم مقولته:
ان هذه المهنة بحر واسع وعميق لن يبلغه بالكامل أي صحفي.. وثانية يؤكد فيها على انه لا كبير في عالم الصحافة.
واليوم اجد ومعي كل قلوب محبي ابا احمد نلتف حول حالته الصحية داعين له بالشفاء العاجل.
التصنيف: