ناصر الشهري

في زمن التحولات السياسية والاقتصادية التي صاحبتها منظومة من سلسلة المتغيرات في حياة المجتمع العربي. تظل هذه الأمة بعيدة عن النهوض لمواجهة واقع هذه المتغيرات والدخول في المنافسة بثقة الانتماء واكتساب المعرفة. والتعامل بروح العصر.
حدث هذا ومازال كذلك لأننا لم نخرج بعد من دائرة الصراع العقيم واجترار قضايا خاسرة وتعميق الخلافات والمزايدة على تحديد الهوية العربية والتوزيعات المذهبية وتجيير الكراهية من منابر الحوار في محاولة لتوريث الممارسة للأجيال القادمة.
هكذا تبدو صورتنا أمام المشهد العام لمتغيرات المرحلة.. وهكذا نرسم مستقبلاً أكثر ضبابية لما يمكن أن يلقي بظلاله على طموحات أجيال هذه الأمة نحو التنمية وصناعة الحياة .. وإذا كان العرب قد حاولوا في أكثر من تظاهرة سياسية واقتصادية سواء على المستوى القيادي أو الوزاري عبر السنوات العجاف وصولاً إلى قمة شرم الشيخ الأخيرة.فإن ذلك في نظري لن يكون حدثاً أكثر منه لقاء علاقات عامة يضاف إلى المؤتمرات السابقة التي تبخرت قراراتها بعد «بروتوكلات» الوداع .
يحدث هذا في الوقت الذي تتقدم فيه المجتمعات الأخرى من خلال طفرة تنافسية سواء تلك التي على شكل تكتلات مثل الاتحاد الأوروبي أو المنفردة بثقلها الاقتصادي مثل الولايات المتحدة الأمريكية .وصولاً إلى ظهور قوى اقتصادية جديدة في أمريكا الجنوبية مثل البرازيل وفي آسيا كما هو حاصل بالنسبة للصين والهند.وبالتالي فإن الشعوب العربية لا تستطيع أن تصل إلى هذا المستوى من الإنتاج إلاَّ في حال تفعيل مفهوم الإجماع العربي. وتفعيل القرارات السياسية والاقتصادية التي يمكن أن تفضي إلى استراتيجيات جديدة منها الدخول في صناعات متعددة ومشتركة تستقطب الشباب العربي وتزيح أخطار البطالة المتزايدة.
ومن ثم فإن مثل هذه الإصلاحات سوف تفرض واقعاً مختلفاً في نمط حياة الإنسان وستلقي بظلالها على الممارسة في ثقافة المجتمع العربي الذي سينتقل من السجال العقيم وجلد الذات كنتيجة طبيعية للإحباط إلى مرحلة التحديات والإنتاج نحو المنافسة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *