[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]نبيل حاتم زارع [/COLOR][/ALIGN]

أحترم وأغبط بعض الجنسيات الصديقة والشقيقة على سعيهم للاستمتاع بالحياة وحرصهم على قضاء أجمل الأوقات الأسرية .. ويأتي هذا من خلال متابعتي لبعض الأحياء السكنية حيث أرى بعض البلكونات في شكل جمالي يبث الحياة في نفس سكان الشقة وأيضاً للناظر إليها حيث أرى أنها تضم بعض أحواض الزرع وعدداً من المقاعد الخاصة بالحدائق وبعض أقفاص الطيور وبعض اللمسات الرائعة ورغم إن طبيعة الطقس لدينا حارة إلا أن الرغبة في الاستمتاع بالحياة تفرض ذاتها ويسعى لأن يجد متنفساً جميلاً يعيش هو وأسرته من خلالها بزرقة السماء واشراقة شمس الصباح واحتساء فنجان القهوة في عصرية جميلة أو سهرة زوجية على ضوء القمر ومقاطع موسيقية تعيد ذاكرة أيام جميلة لاتعود إلا من خلال الذكرى الجميلة .
وأنا أقارن بين هذه البلكونات وبين مجتمعنا الذي يجعل من البلكونة إما مستودعاً عشوائياً تتكاثر فيه الحشرات وإما سجناً حديديا أو زجاجياً بحجة ألاَّ حاجة له لهذه المساحة فهو يفضل أن يقبع بين أربع جدران ولا يعلم ما هو الوقت الذي يعيشه أهو صباح أو مساء ويظل أسيراً لجهاز التكييف الذي ينفث في جسده هو وأسرته وهو مستسلم لأنين الجهاز ومحاط بأجهزة الجوال والتلفزيون وكأنه يحكم على نفسه بالدفن حياً.. فأنظروا الفرق في النظرة إلى الحياة .
أما من وهبهم الله فيلا وبها فناء أو بالعامية (حوش) فأحزن عليهم كثيراً خاصة من يقوم برفع الأسوار وكأن منزله يحتوى على عدد من المساجين ويخشى عليهم من الهروب وكل هذا بحجة أن لا يقوم جاره بالنظر إلى أسرته الفائقة الجمال والخوف على عرضه بالفتنة .. ولا أريد أن أقول شيئاً آخر فأنتم أعزائي القراء الذين تقولون.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *