الرياضة

ملاعب روسيا معضلة بعد المونديال

بدا المشجع الأسترالي جوشوا هيسه مرتبكا؛ عندما عرف اسم الفريق المغمور الذي سيرث الملعب الجديد في مدينة سارانسك الروسية، خلال ترقبه لمتابعة مباراة تونس وبنما في دور المجموعات بكأس العالم. ولم يكن موقف هيسه غريبا؛ لأن عددا قليلا فقط من الناس خارج روسيا سمعوا عن موردوفيا سارانسك النادي المحلي بالمدينة.

وبلغ متوسط حضور المشجعين لهذا النادي العام الماضي 3700 فقط، بينما يسع الملعب 44 ألف متفرج.

ويعتبر ملء هذا العدد الكبير من المقاعد هو التحدي الذي تواجهه روسيا بعد كأس العالم لضمان أن تترك البطولة التي استضافتها على مدار الأسابيع الماضية إرثا مفيدا. وهذا التحدي سبق أن واجهته دول أخرى استضافت بطولات رياضية كبيرة، وأخفقت في كثير من الأحيان. ويعاني مركز التجديف بأولمبياد أثينا 2004 من الإهمال. وتعرض ملعب ماراكانا الشهير في البرازيل -الذي استضاف كأس العالم 2014 ومنافسات كرة القدم بأولمبياد 2016- للنهب كما اقتلعت مقاعده.

ورغم أن روسيا في حاجة لمعظم المنشآت الجديدة التي شيدتها لكأس العالم، فإن الملعب الجديد في سارانسك -وهي أصغر مدينة تستضيف النهائيات- هو أقلها من حيث الجدوى الاقتصادية. وقال مسؤولون محليون بالمدينة: إنهم يعملون على خطة لضمان تحقيق الاستفادة المالية من الملعب بعد انتهاء كأس العالم.

وسارانسك عاصمة منطقة يغلب عليها الزراعة، وكان اختيارها مقرا للمباريات مفاجأة، خاصة مع قلة اهتمامها بكرة القدم. وفي الموسم المقبل سينافس موردوفيا في دوري الدرجة الثانية. وبعد حصول روسيا على حق تنظيم النهائيات، وعد الرئيس فلاديمير بوتين بأن الأندية ستستخدم الملاعب بعد البطولة.

ومن بين 12 ملعبا، شيدت ستة من الصفر لاستضافة النهائيات، بينما جرى تجديد الملاعب الأخرى، وستصبح ستة ملاعب مقرا لأندية بدوري الدرجة الأولى. ويمكن تقليص سعة ملعب سارانسك بإزالة بعض المدرجات حتى تصل سعة الملعب 30 ألف متفرج، لكن حتى هذا الرقم سيكون ضخما بالنسبة لهذه المدينة الصغيرة.

وذكرت تقارير أن بناء ملعب سارانسك تكلف حوالي 16 مليار روبل (257 مليون دولار) وجاء تمويله من الميزانية الاتحادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *