متابعات

مشروعات ضخمة في المشاعر المقدسة.. خدمات الحج..مرحلة جديدة ورؤية مستقبلية متطورة

مركز المعلومات- عبدالله صقر

لعبت التوسعات المستمرة والنهضة العمرانية التي تشهدها المشاعر المقدسة بما يصاحبها من الارتقاء بالخدمات وصولا إلى إنشاء البنى التحتية من وسائل نقل وطرق ومطارات وفنادق سكنية ومخيمات للحجاج في المشاعر المقدسة وغيرها من الخدمات المقدمة من حكومة المملكة دوراً كبيراً في ازدياد أعداد الحجاج القادمين لأداء الفريضة خلال السنوات الماضية.

ففي الوقت الذي لم يتجاوز عدد الحجاج القادمين لأداء فريضة الحج من الخارج عام 1390هـ (431.270) حاجاً كأقل نسبة توافد للحجاج خلال 48 سنة الماضية، بلغ عددهم في العام الماضي (1.325.372) حاجا.

ولا شك أن ازدياد عدد الحجاج كل عام يقابله ازدياد مطرد في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وخير مثال على جهود المملكة هو مشروع جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به وفي مشعر منى وفي مزدلفة وتوسعة منشأة الجمرات التي تتكون من أربعة طوابق إضافة إلى الدور الأرضي إضافة الى الخدمات المصاحبة من نظام آلي لتنظيف الساحات ونظام النقل الترددي بالقطارات لنقل الحجاج من مزدلفة ومن مخيماتهم في منى إلى جسر الجمرات

وكذلك إيجاد جسور مظللة وأنفاق عالية التهوية لضيوف الرحمن وقت النفرة إلى الحرم المكي الشريف، وربط هذه الجسور بمخيمات الحجاج بمشعر منى، وإنشاء عدد كبير من المستشفيات والعيادات الطبية لخدمة ضيوف الرحمن ومشروع الرش برذاذ الماء لتلطيف الجو لضيوف الرحمن أثناء سيرهم في شوارع عرفات.

آلاف الموظفين والموظفات في الميدان:
أكثر من 51.700 موظف وموظفة يمثلون 22 جهة حكومية يعملون هذه الأيام وعلى مدار الساعة في مكة المكرمة والمدينة المنورة ، والمشاعر المقدسة ويقدمون مئات الخدمات العامة لضيوف الرحمن. وفقا لما اعلنته الهيئة العامة للإحصاء.

وهذا العدد الكبير من العاملين يمثلون 22 جهة حكومية يعملون هذه الأيام وعلى مدار الساعة في مكة المكرمة والمدينة المنورة ، والمشاعر المقدسة ويقدمون مئات الخدمات العامة لضيوف الرحمن.

وأوضحت الهيئة بأنَّ الخدمات العامة التي تقدم لحجاج بيت الله الحرام تشمل أنشطة الأمانات والبلديات ، وخدمات الرقابة والتفتيش ، والكهرباء والمياه ، والتوعية الدينية والإعلامية إضافة إلى عدد من الخدمات المساندة ، ولا تشمل هذه الخدمات (الخدمات الصحية والنقل والاتصالات وتقنية المعلومات) التي يتم نشرها بشكل منفصل في الروزنامة الإحصائية لحج 1438هـ .

وتعمل إمارة منطقة مكة المكرمة في مجال الإشراف والمتابعة والتنسيق عن طريق أكثر من 200 مشرف ميداني على المتابعة والتنسيق مع الجهات الحكومية التي تقدم خدماتها لضيوف الرحمن ، فيما يعمل في إمارة منطقة المدينة المنورة أكثر من 400 موظف على المتابعة والتنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية والخيرية والتطوعية ، لتقوم تلك الجهات بأداء المهام المناطة بها بالشكل المطلوب ، والعمل على رفع مستوى الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين زائري المسجد النبوي الشريف في منطقة المدينة المنورة .

كما تعمل هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة على النهوض بمهمة التطوير والتنمية في المنطقة والمشاعر المقدسة حيث تقوم الهيئة وعبر أكثر من 14,000 موظف ، و 488 آلية بالإشراف على منحدرات المشاة عبر المشاعر وتظليلها والإشراف على عمليات تلطيف الأجواء داخل المشاعر عبر أجهزة الرذاذ المنتشرة في جميع الممرات والطرق , إضافة إلى تشغيل وصيانة قطار المشاعر .

وفي مجال الإشراف على سير أعمال الحج التنفيذية , تعمل وزارة الحج والعمرة بكامل طاقاتها الفنية والبشرية بمهام إشرافية, وتنظيمية, ورقابية على جميع الجهات المقدمة لخدمات ضيوف الرحمن من الداخل والخارج حيث يقوم أكثر من 3.633 موظفاً بالإشراف على استقبال الحجاج في منافذ الدخول الجوية والبرية والبحرية وإنهاء إجراءاتهم والإشراف على نقل الحجاج بين مدن الحج (مكة المكرمة ، المدينة المنورة ، جدة ) وكذلك المشاعر المقدسة ،

ومتابعة الخدمات المقدمة للحجاج من سكن وإعاشة في أماكن تواجدهم , واستقبال شكاوى الحجاج والمسارعة إلى حلها وإثبات المخالفات وأوجه القصور والإشراف على تصعيد الحجاج من وإلى المشاعر المقدسة ، ومتابعة تفويج الحجاج إلى منشأة الجمرات بالتكامل مع الجهات الأخرى ذات العلاقة ، وضبط مغادرة الحجاج إلى بلدانهم عبر مختلف المنافذ خاصة الجوية منها ، وإرشاد الحجاج التائهين بالتنسيق مع جمعية الكشافة السعودية ، والتحقق من جودة الخدمات المقدمة من قبل مؤسسات وشركات حجاج الداخل ، والمشاركة في جميع اللجان المعنية بمتابعة شؤون الحج .

وفي مجال استقبال ضيوف الرحمن يقوم أكثر من 1,630 موظفاً في مصلحة الجمارك العامة باستقبال الحجاج عبر 10 منافذ بحرية وبرية وجوية ، وتقديم الخدمات الجمركية التي تتعلق بالقدوم والمغادرة ، فيما تقدم المديرية العامة للجوازات عبر أكثر من 4,470 موظفاً بتجهيز وتهيئة المنافذ لاستقبال الحجاج بمنافذ المملكة والترحيب بهم وإنهاء إجراءاتهم مروراً بمتابعتهم في مؤسسات الطوافة القادمين عليها وذلك للاطمئنان على سلامتهم وتوفير الخدمات اللازمة لهم حتى توديعهم بالمنافذ وإنهاء إجراءات مغادرتهم إلى بلدانهم ، وتشارك مع الجهات الأمنية بمراكز مداخل مكة المكرمة للإشراف على تصاريح الحج إضافة إلى إصدار تصاريح التنقل للمقيمين الراغبين في الدخول للعاصمة المقدسة لارتباطهم في أعمال بها أو توفير العربات بالمشاعر المقدسة التي تقوم بتقديم الخدمات الإلكترونية للحجاج .

وفي مجال سلامة الحجاج وحمايتهم تقدم الإدارة العامة للدفاع المدني بالعاصمة المقدسة عبر أكثر من 2,280 رجل دفاع مدني وإطفائي ، لخدمات الإطفاء والإنقاذ – لا سمح الله – والإشراف على إجراءات السلامة, والتوعية الوقائية, والمساهمة في عمليات الإخلاء الطبي والتعامل مع كل ما يسبب تهديداً مباشراً أو غير مباشر للأرواح والمساكن والممتلكات العامة والخاصة ، ويبلغ عدد مراكز الدفاع المدني في مكة والمدينة والمشاعر 67 مركزاً وأكثر من 492 آلية وسيارة .

وتقوم وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بتوعية الحجاج والمعتمرين عبر أكثر من 3,380 موظفاً وداعية بأعمال التوعية للحجاج بكافة أعمال التوعية والإرشاد والإشراف على برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – للحج والعمرة حيث تنشر أكثر من 130 مكتباً بجميع اللغات لتقديم خدمات الإفتاء والإرشاد .

ويعمل أكثر من 240 مفتشاً من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في مجال الرقابة على المنشآت على متابعة التأشيرات الموسمية والتحقق من تطبيق أنظمة العمل في المنشآت التي تقدم خدماتها لضيوف الرحمن لضمان نظامية العمل وتقديم الخدمات المناسبة للمستفيدين .

وتسهم هيئة الرقابة والتحقيق بمنطقة مكة المكرمة عبر أكثر من 1,023 موظفاً في الرقابة على الجهات الحكومية التي تقدم خدماتها لحجاج بيت الله الحرام وعلى المنشآت والشركات والمؤسسات الخاصة التي تشرف عليها تلك الجهات خلال موسم الحج للتأكد من سلامة إجراءاتها ومتابعة أدائها في تقديم الخدمات ، أما في مجال الرقابة والسلامة الغذائية والتموينية فتقوم وزارة التجارة والاستثمار من خلال 277 موظفاً يعلمون لخدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج لتقديم الخدمات التموينية لحجاج بيت الله الحرام لتمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان ،

للإشراف على خدمات التموين والإعاشة التي تشمل التدابير الخاصة بضمان عرض الكميات المناسبة من متطلبات الحجاج من المواد الغذائية وغيرها ومتابعة توفر الكميات المعروضة من السلع والمواد التموينية الأساسية والوجبات الغذائية في مكة المكرمة , والمدينة المنورة , وجدة , والطائف , والمشاعر المقدسة ,

ومتابعة توفر الكميات لدى الموردين وتجار المواد الغذائية والتموينية الأساسية والمصانع الوطنية وكميات البضائع المرتبط عليها والواردة من ميناء جدة الإسلامي والموانئ الأخرى ،

ورصد المخزون ومتابعة توفره بكميات كافية لتلبية أي زيادة محتملة في الطلب ، أو حدوث حالات طارئة تستوجب إمداد غذائي أو تمويني ، مع الاستمرار في الإمداد التمويني دون معوقات ، واستقبال طلبات أصحاب البرادات , والثلاجات , والسيارات المتجولة المحملة بالسلع الغذائية وسيارات الإمداد التمويني لتقديم الخدمات التموينية في المشاعر المقدسة خلال موسم الحج عن طريق برنامج إلكتروني ، ومتابعة تسهيل دخولها وخروجها من وإلى المشاعر المقدسة ووقوفها في مواقعها المحددة لها ، وتكثيف أعمال الرقابة على المحلات التجارية للتأكد من جودة السلع الغذائية المعروضة وصلاحيتها للاستهلاك ومطابقتها للمواصفات القياسية ، والتأكد والتحقق من نظامية محلات بيع الذهب والمعادن الثمينة ،

والتأكد من التزام محطات الوقود بمعايرة مضخاتها والتزامها بنظام المعايرة والمقاييس ، ومتابعة محلات بيع وتغيير إطارات السيارات ، والتحقق من التزام المحلات و المباسط التجارية بوضع بطاقة السعر على السلع المعروضة والالتزام بالأسعار الموسمية للسلع المحددة أسعارها ، والتعامل مع الشكاوى والبلاغات الواردة عبر مركز الاتصال والبلاغات ، ورفع رضى ووعي الحاج وكذلك مساعدته على حسن الاختيار وجودة الانتقاء ، وتوعية التاجر بهدف نشر مفهوم البيئة التجارية المثالية لتقديم خدمات تموينية عالية الجودة لضيوف الرحمن .

كما يتواجد في الميدان أكثر من 279 موظفاً ومراقباً من الهيئة العامة للغذاء والدواء بهدف ضمان سلامة الغذاء ، ومأمونيّة وجودة وفعالية الدواء ، وسلامة وكفاءة الأجهزة والمستلزمات الطبية ، حيث تتولى الهيئة مهام الرقابة على (الأغذية , والأدوية , والأجهزة , والمنتجات الطبية) الواردة مع الحجاج وبعثات الحج وتقديم الدعم للجهات الرقابية المعنية بالتفتيش على المنشآت التي تقدم وجبات غذائية لحجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة , والمدينة المنورة , والمشاعر المقدسة ، عبر 6 برامج : برنامج التفتيش على الأغذية والأدوية والأجهزة الطبية الواردة عبر عدد من منافذ دخول الحجاج الجوية والبحرية والبرية ، وبرنامج الرقابة الصحية على المنشآت الغذائية الواقعة في نطاق أمانة العاصمة المقدسة ،

وعلى المنشآت الغذائية الواقعة في نطاق أمانة منطقة المدينة المنورة ، وبرنامج التفتيش الصحي على الأضاحي التي تذبح في المسالخ الواقعة بمشعر منى بالتنسيق مع البنك الإسلامي للتنمية ، وبرنامج إجراء الدراسات الميدانية المتعلقة بسلامة الأغذية ، وبرنامج التوعية خلال موسم الحج بسلامة الأغذية والأدوية والأجهزة والمنتجات الطبية .

فيما تقوم أمانة العاصمة المقدسة وعبر أكثر من 4,480 موظفاً ومراقباً وأكثر من 1.648 آلية وسيارة بتقديم الخدمات البلدية لضيوف الرحمن والمواطنين والمقيمين في مكة المكرمة , والمشاعر المقدسة , وتشمل النظافة العامة وتجميع ونقل النفايات والتخلص منها للمحافظة على مستويات عالية من الإصحاح البيئي ، لمكافحة الحشرات الضارة والقوارض ، ومراقبة الأسواق والكشف على المواد الغذائية ، وتنظيم المباسط والبرادات الموسمية في مكة المكرمة , والمشاعر المقدسة ، والتشغيل والصيانة للمرافق البلدية من أنفاق وجسور وطرق وإنارة ودورات مياه وحدائق ومسطحات خضراء ومواقف حجز السيارات ، ونظافة وحدات الذبح بالمشاعر المقدسة ،

والإشراف على المسالخ بمكة المكرمة ، وتقديم خدمات لتجهيز ونقل المتوفين , والمشاركة في الكشف على مساكن الحجاج ومكافحة الظواهر السلبية في ساحات الحرم والطرق المؤدية إليه والتنسيق وتكامل الخدمات على طرق المشاة بالمشاعر المقدسة , والمساهمة في مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي .

وتعمل الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مجال الخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن في الحرمين الشريفين على تهيئة جميع السبل لتوفير بيئة طاهرة آمنة في الحرمين الشريفين ، مفعمة بالروحانية ، معظمة لمكانتها حيث يقوم أكثر من 6.300 موظف خلال موسم الحج بتوفير مياه زمزم وتقديمه مبرداً في مواقع قريبة من المصلين والحجاج والمعتمرين في داخل الحرمين الشريفين وساحاتهما والمشاعر المقدسة ، وتأمين عربات متعددة الأنواع لذوي الإعاقة , وتقديمها لهم مجاناً ،

وتوفير المطوفين على مدار الساعة , والعناية بساحات المسجد الحرام ، وتوفير كل ما يحتاجه الحرمان الشريفان من مصاحف بعدة لغات تتناسب مع رواد وقاصدي الحرمين الشريفين , إضافة إلى القيام بالجوانب الإرشادية والتوجيهية لقاصدي المسجد الحرام لأداء عباداتهم على الوجه الشرعي فضلاً عن الإشراف التام على نظافة الحرمين الشريفين والعناية بهما وبنظافتهما ، والقيام بأعمال المراقبة وحراسة الأبواب للحرمين الشريفين وتنظيم فتحها ومتابعتها ،

وتقديم الخدمات لزوار مكتبة الحرم المكي الشريف من الباحثين والمطلعين ، واستقبال الحجاج وزوار معرض عمارة الحرمين الشريفين واستقبال الزوار الباحثين عن التراث ، والإسهام في أمن وراحة قاصدي المسجد الحرام مع الجهات الأمنية والإدارات العاملة بالمسجد الحرام ، وترجمة وبث لمعاني القرآن الكريم إلى اللغات ( الإنجليزية , الفرنسية , الأوردية , المالاوية) ، والإسهام في التوجيه والنصح والإرشاد للنساء حيث تتواجد أكثر من 450 موظفة متخصصة للتواصل مع النساء في الحرم ومباشرة تقديم الخدمات لهن .

ويتوزع في المشاعر المقدسة في مجال مساعدة الحجاج وإرشادهم أكثر من 3.706 من أفراد جمعية الكشافة العربية السعودية موزعين على 243 فرقة كشفية يقدمون عدد من الخدمات منها إرشاد الحجاج التائهين وإيصالهم إلى مقراتهم ، وتوزيع المصاحف والكتب والمواد التثقيفية بعدد من اللقاءات ، والمساهمة في تنظيم الحجاج أثناء تواجدهم في مواقع وزارة الشؤون الإسلامية ,

ومتابعة المباسط العشوائية ومحلات بيع المواد الغذائية والحلاقة ونظامية الباعة المفترشين وضبط المخالفين بمشاركة فرق أمانة العاصمة ، وتنظيم دخول الحجاج وتوجههم داخل المنشآت الصحية ومساعدة من يحتاج النقل بواسطة العربات والإرشاد إلى وجهاتهم ومساندة وزارة الصحة ، ومراقبة المحلات التجارية والاطمئنان على توفر السلع بالأسعار المحددة ومساندة وزارة التجارة ،

وتنظيم دخول الحجاج إلى المجازر وفك الازدحام من خلال إرشادهم إلى المسارات المخصصة وتوزيع النشرات التوعوية على الحجاج وإرشادهم إلى المشاعر أثناء خروجهم بمساندة البنك الإسلامي ، وتفويج الحجاج من مكاتب الحجاج إلى الجمرات مرجعاً ، وإصدار أدلة وخرائط إرشادية لجميع الجهات الحكومية لمشعري منى وعرفات ومكة المكرمة (العزيزية) والمدينة المنورة (للمنطقة المركزية) .

منى في التاريخ
مِنى (بكسر الميم وفتح النون) هي وادي تحيط به الجبال، تقع في شرق مكة، على الطريق بين مكة وجبل عرفة. وتبعد عن المسجد الحرام نحو 6 كم تقريباً. ويحدها من الشمال الغربي جمرة العقبة، ومن الجنوب الشرقي وادي محسر، ومن الشمال جبل القويس، ومن الجنوب جبل مثيبر.

تعرف منى بأنها موضع أداء إحدى شعائر الحج إذ يبيت فيها العديد من الحجاج كما أنها موقع رمي الجمرات والتي تتم بين شروق وغروب الشمس في آخر أيام الحج.

تؤوي منى سنوياً ما يزيد عن مليونين من الحجاج، فضلاً عن غيرهم من العاملين ومقدمين الخدمات المختلفة، وذلك ابتداءً من 8 ذي الحجة حتى نهاية أيام التشريق بمجموع قدره ستة أيام. ويبلغ طول منطقة المشعر المستغلة حوالي 3.2 كم، وتقدر مساحة منى الشرعية حوالي 7.82 كم2، والمستغلة فعلاً 4.8 كم2 فقط، أي ما يعادل 61% من المساحة الشرعية و 39% عبارة عن جبال وعرة ترتفع قممها حوالي 500م فوق مستوى سطح الوادي

ويقول المؤرخون: إن تسمية (مِنى) أتت لما يراق فيها من الدماء المشروعة في الحج، وقيل لتمني آدم فيها الجنة، ورأى آخرون أنها لاجتماع الناس بها، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس مِنى.

وبمنى رمى إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدية لابنه إسماعيل عليه السلام، وفيه قال عز وجل (( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ )).

وذكر بعض المؤرخين أنه كان بمنى مسجدٌ يعرف بمسجد الكبش.
وبمنى نزلت سورةُ النصر أثناء حَجة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم، وبمنى تمت بيعة الأنصار المعروفة ببيعتي العقبة الأولى والثانية حيث بايعه عليه السلام في الأولى 12 شخصاً من أعيان قبيلتي الأوس والخزرج، فيما بايعه في الثانية 73 رجلاً وامرأتان من أهل المدينة وكانت قبل هجرته عليه أفضل الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة.

وعلى امتداد الخلافة الإسلامية بَنى الخليفة المنصور العباسي مسجداً عُرف بمسجد البيعة في ذات الموضع سنة 144هـ وأعاد عمارته لاحقاً المستنصر العباسي ويبعد نحو 300 متر من جمرة العقبة على يمين الجسر النازل من منى إلى مكة المكرمة.

ومن أشهر الأماكن في مشعر منى وادي محسر وقال فيه ابن القيم :” سُمي ذلك الوادي محسراً لأن الفيل -فيل أبرهة الحبشي- حسر فيه أي أعيي وانقطع عن الذهاب، وقال أيضا هو المكان الذي أهلك الله فيه الفيل”.

جسر الجمرات
يعد جسر الجمرات من أبرز المشروعات في مشعر منى الذي بلغت تكلفته أكثر من 4 مليارات و 200 مليون ريال وتبلغ طاقته الاستيعابية 300 ألف حاج في الساعة ويبلغ طوله 950 مترا وعرضه 80 مترا وصمم على أن تكون أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا، وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك و يتكون من 5 طوابق تتوفر بها جميع الخدمات المساندة لراحة ضيوف الرحمن بما في ذلك نفق أرضي لنقل الحجاج بحيث يفصل حركة المركبات عن المشاة , ويبلغ ارتفاع الدور الواحد 12مترا .

ويشتمل المشروع على ثلاثة أنفاق وأعمال إنشائية مع إمكانية التطوير المستقبلي , كما يشتمل على 11 مدخلاً للجمرات و12 مخرجاً في الاتجاهات الأربعة، إضافة إلى تزويده بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارئ وأنفاق أرضية ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ نوعاً من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات مما يسهم في خفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة .

ويعد المشروع من أبرز المشروعات التي تقضى على المخاطر التي كانت تحدث بمنطقة الجمرات وتجنب جميع المشكلات الناجمة عن الزحام الشديد الذي كان يحدث عند رمي الجمرات.

ويشتمل مشروع منطقة الجمرات إضافة إلى الجسر إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على 6 اتجاهات ؛ ثلاثا منها من الناحية الجنوبية وثلاثا من الناحية الشمالية وتنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادي التجمعات بها والسيطرة على ظاهرة الافتراش حول الجسر إلى جانب مسارات الحجاج.

كما يحتوى المشروع على أنفاق لحركة المركبات تحت الأرض لإعطاء مساحة أكبر للمشاة في منطقة الجسر ومخارج للإخلاء عن طريق 6 أبراج للطوارئ مرتبطة بالدور الأرضي والأنفاق ومهابط الطائرات , فيما أسهم تصميم أحواض الجمرات والشواخص بطول (40) مترا بالشكل البيضاوي في تحسن الانسيابية وزيادة الطاقة الاستيعابية للجسر، مما ساعد في الحد من أحداث التدافع والازدحام بين الحجاج أثناء أداء شعيرة رمي الجمرات.

تبريد منشأة الجمرات برذاذ الماء
إنفاذا لتوجيهات مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل.

شرعت هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة في تنفيذ مشروع تبريد مناخ منشأة الجمرات والاستفادة من المرحلة الاولى للمشروع في موسم حج هذا العام 1438هـ وذلك بتغطية كامل مساحات الساحة الغربية للجمرات وطرق العودة من الجمرات الى مشعر منى.

وأوضح ‘المتحدث الرسمي’ للهيئة المهندس جلال كعكي ان هذا المشروع يأتي ضمن حزمة من المشاريع التي تشرف على تنفيذها هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة هذا العام بالمشاعر المقدسة حيث تحظى تلك المشاريع باهتمام ومتابعة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس الهيئة صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل ، وباشراف مباشر من قبل نائب أمير منطقة مكة المكرمة نائب رئيس الهيئة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن بندر.حيث سيسهم هذا المشروع بإذن الله في التخفيف على الحجاج من درجات الحرارة المرتفعة بالإضافة لمشقة العابرين في ساحات منشأة الجمرات وكذلك طرق العودة الى مشعر منى.

وأضاف كعكي تمتد شبكة المشروع لأكثر من 10 الآف متر طولي ستنصب فيها تقريباً 750 عاموداً لرش رذاذ الماء المبرد عبر محطتين رئيسيتين.

وابان ‘المتحدث الرسمي’ ان الكمية المستخدمة في رش رذاذ الماء المبرد تبلغ 235 متر مكعب في الساعة، مشيرا ان أعمدة الرش تعمل على فترات متواصلة طوال ايّام الحج في مشعر منى ومنشأة الجمرات وذلك بهدف تخفيف العبء على الحجاج اثناء تنقلاتهم للوصول لمنشأة الجمرات للرمي بكل يسر وسهولة.

قطار المشاعر ومشروع النقل العام بالقطارات
بانطلاق قطار المشاعر و بتكلفة أكثر من ستة مليارات ريال ..تمت الاستفادة من قطار المشاعر ،وبذلك تدخل خدمات الحج مرحلة جديدة بآليات ورؤية مستقبلية متطورة .حيث يربط المشاعر من عرفات ومزدلفة نزولًا عند الجمرات في منى في حركة ترددية آلية بدون سائق

وينقل القطار ضيوف الرحمن عبر الأودية وسفوح الجبال في طبيعة جغرافية صعبة وهو يسير على سكةٍ طولها عشرين كيلو مترًا تنقسم إلى مسارين مرتفعين عن الأرض بحيث تخلو الشوارع من دخول 35 ألف مركبة وحافلة إلى المشاعر ويخف الضغط على حركة المرور، مما سينعكس على حركة السير في طرقات وسيخفف من الازدحام والاختناقات المرورية والاستفادة من المنطقة الخالية لسيارات الطوارئ والخدمات.

ويقف القطار في المشاعر في (9) محطات تتيح للحجاج الركوب والانتقال للمشعر الآخر، حيث يوجد في كل مشعر ثلاث محطات اختياريه يبلغ طول الواحدة منها 300 متر ، يتم الوصول إليها عن طريق منحدرات للدخول والخروج منفصلة ، بالإضافة إلى سلالم متحركة ومصاعد كهربائية ، كما تضم تلك المحطات ساحات للانتظار بقدرة استيعابية تقدر بـ 3000 حاج.وزودت المحطات بجميع وسائل السلامة وخدمات التبريد عن طريق ملطفات الجو ، بالإضافة إلى ساحة انتظار أسفل المحطة يتم تفويج الحجاج عن طريقها تباعا.

على صعيد آخر دشنت أمانة العاصمة المقدسة مؤخرا أول جزء من أعمال مشروع النقل العام بالقطارات في مكة المكرمة , بإطلاق أعمال إنشاء أنفاق المترو من خلال البدء بصب الخرسانة لجزء من مسار خط القطار “ب” الواقع ضمن مشروع طريق الملك عبدالعزيز الموازي الذي يمتد على طول 3.4 كم ويشتمل على محطتين للمترو , المحطة التبادلية مع محطة قطار الحرمين ومحطة جامع الملك عبدالله حيث تم صب قرابة 120 متراً مكعباً من الخرسانة التي تشكل اللبنة الأولى من مشروع النقل العام بالقطارات في مدينة مكة المكرمة.

ونوه معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار بما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – من عناية فائقة بتنمية الوطن وتوفير كل ما من شأنه تحقيق الرافية والراحة والاستقرار للمواطن والمقيم والزائر والحاج ,مشيداً في ذات الوقت باهتمام وحرص من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة بتنمية المكان وبناء الإنسان في منطقة مكة المكرمة والعمل على تنفيذ المشروعات الحيوية والعملاقة في المنطقة بشكل عام وما يخص النقل على وجه الخصوص لتوفير كافة سبل الراحة للجميع في هذه المنطقة المباركة من بلادنا الغالية .

وأفاد معاليه أن طول مسار القطار “ب” في المرحلة الأولى لمشروع النقل العام بالقطارات يبلغ 11 كم ويشتمل على عدد 7 محطات ابتداءً من محطة الجمرات ” نهاية قطار المشاعر” مروراً بحي الملاوي وشمال شرق الحرم المكي الشريف حيث محطة النقل الثلاثية بالمروة والتي تشمل على قسم للقطار وقسم للحافلات وقسم لسيارات الأجرة ويستمر باتجاه غرب المسجد الحرام حيث المحطة التبادلية المتقاطعة مع مسار القطار “ج” الذي يبدأ من جامعة أم القرى بالعابدية مروراً بحي العزيزية ومن ثم يتجه إلى طريق المدينة المنورة مروراً بجنوب وغرب الحرم المكي الشريف إلى ما بعد مسجد السيدة عائشة -رضي الله عنها- بحي التنعيم

مبيناً أن هذه المرحلة من المسار بطول 33 كم وعدد 15 محطة جزء منها تحت الأرض وجزء على الجسور في منطقة البيبان ويستمر باتجاه طريق جدة السريع مروراً بمحطة جامع الملك عبدالله والمحطة التبادلية مع قطار الحرمين الواقعتين ضمن مشروع طريق الملك عبدالعزيز، وانتهاءً إلى ما بعد الطريق الدائري الثالث , لافتا النظر إلى أن غالبية هذا المسار تحت الأرض باستثناء جزء يسير منه على جسور.

عدد من المشاريع التي تم تنفيذها في المشاعر

• مشروعات تنفيذ جسر المشاة قرب مستشفى منى الوادي

• تعديل بعض طرق النقل الترددي بمشعر مزدلفة

• مشروع تنفيذ جسر لفصل حركة المشاة عن حركة الحافلات بمزدلفة

• إضافة منحنى التفاف وتطوير المواقع أعلى منطقة حجاج تركيا وتهذيب المنطقة الواقعة أعلى مناطق حجاج تركيا وأوروبا بمزدلفة.

• إنشاء جسر لتسهيل حركة بعض الحافلات بمشعر عرفات

• تنفيذ السلالم الخرسانية للمشاة مع برج المراقبة الأمنية حول جبل الرحمة

• مشروع فصل حركة المشاة حول جبل الرحمة

• تعديل طرق نقل الترددي لخدمة حجاج إيران وإفريقيا غير العربية بمزدلفة وإضافة سور معدني على الحواجز الخرسانية وإزالة الإسفلت وتسوية ساحة بمزدلفة

• تسهيل دخول وخروج الحافلات لحجاج أفريقيا الغير عربية في المصاطب العلوية بعرفات.

• مشروع محطة معالجة مخلفات الأضاحي بالمعيصم :

تستهدف معالجة 9 آلاف طن من مخلفات مجازر الأغنام ومجازر الجمال والأبقار بمكة المكرمة و2600م3 من الدم، بعملية حرقها وتحويلها إلى رماد عضوي يستخدم كأسمدة حفاظاً على البيئة من التلوث.

ويتكون المشروع من خزانات لتجميع مخلفات الذبح بسعة تصل إلى 12 ألف طن من المخلفات، وطاحنات لطحن المخلفات القادمة من المجازر بواسطة الشاحنات، ونظام محارق متكامل يعمل بالوقود ويحتوي على أجهزة ونظام تبريد لها، ونظام لنقل المخلفات من خزان التجميع إلى المحارق، ومحطة لمعالجة المياه المحملة بالدم بقدرة من 300 إلى 500م3 يومياً، ونظام فلاتر لمعالجة الأبخرة والغازات الصادرة من المحارق، ونظام تبريد المخلفات وتكييف المحطة،

إضافة إلى نظام خاص بإضافة حمض الفورميك ( Formic Acid) إلى المخلفات بخزان التجميع لتثبيت حالة المخلفات ومنع الروائح من الانبعاث، ونظام التخلص من الغازات والأبخرة الصادرة من المخلفات، و نظام لضخ المياه المحملة بالدماء من المجزرة الحديثة إلى محطة معالجة المياه، ونظام إنذار ومكافحة الحريق، وغرف التحكم والتشغيل والصيانة ومكاتب وسكن.

• إنشاء عدد من مراكز الإيواء بالمشاعر المقدسة خلال السنوات الماضية والتي انشاتها وزارة المالية لإيواء المتضررين من الكوارث – لا سمح الله – ، حيث يوجد أربعة مراكز تبلغ طاقتها الاستيعابية أكثر من 30 ألف شخص.

• مشروع جسر جديد لتقاطع طريق المسجد الحرام مع طريق مزدلفة بمنطقة دقم الوبر, وتم تشغيله بالكامل للاستفادة منه خلال موسم حج1438هـ .

• عقد نظافة وصيانة لشبكة تصريف مياه الأمطار والسيول بمشعر منى بقيمة 2.686.900 ريال،

• مشروع تظليل منحدر الصعود لمحطة منى 3 الجمرات إلى محطة قطار المشاعر المقدسة

• مشروع تظليل منحدرات الصعود والنزول لمحطتي منى 1 ومنى2

• مشروع تظليل طريق المشاة لمشروع ربط العزيزية بالدور الثاني للجمرات (المرحلة الأولى) يجري حاليا أعمال التركيبات النهائية للمظلات بنسبة إنجاز 70% ،

• مشروع توسعة الساحة الغربية لمنشاة الجمرات مع تنظيم الطرق والشوارع المحيطة.

• مشروع تهيئة البنية التحتية حول محطات قطار المشاعر المقدسة بمشعري مزدلفة وعرفات

• إنجاز 90% من أعمال السفلتة بمشعر عرفات للشوارع الجديدة ، و 85% من أعمال إعادة سفلتة الشوارع بمشعر مزدلفة ، كما تم إنجاز حوالي 70% من أعمال سفلتة المواقف بمشعر مزدلفة (3).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *