دولية

كردستان العراق .. تنحي واشتباكات ومصير مجهول

عواصم ــ وكالات

يشهد اقليم كردستان العراق اياماً عاصفة في احداثه السياسية، والتي تعتبر الأهم منذ أزمة الاستفتاء الأخيرة في 25 سبتمبر الماضي.

3 مشاهد رسمت ملامح يوم امس “الاثنين” في الإقليم، بدءا من تنحي رئيس الإقليم مسعود بارزاني، ثم محاولة اقتحام للبرلمان من جانب محتجين اعتراضا على هذا القرار، انتهاء بإقرار قانون يوزع سلطات الحكم الذاتي في الإقليم بين الحكومة والقضاء والبرلمان.

بارزاني.. يتنحى:
البداية كانت مع تأكيد رئيس الإقليم مسعود بارزاني في خطاب موجه لبرلمان كردستان، تنحيه عن منصبه في بداية نوفمبر المقبل.وقال بارزاني في رسالته بافتتاح جلسة لبرلمان كردستان إنه “بعد الأول من نوفمبر ، لن أستمر في هذا المنصب وأرفض الاستمرار فيه.. لا يجوز تعديل قانون رئاسة الإقليم وتمديد عمر الرئاسة”.وأضاف في رسالته “أطلب من البرلمان عقد جلسة لتفادي وقوع فراغ قانوني في مهمات وسلطات رئيس الإقليم ويجب معالجة هذا الأمر”، مؤكدا أنه سيظل “مقاتل بشمركة ضمن صفوف شعب كردستان”.

المفارقة أن بارزاني اتخذ الخطوة بشكل “تلفزيوني” حيث إن قرار التنحي لم يكن مفاجئا، لا سيما مع تأكيد مسؤول بارز بالمجلس الوطني “البرلمان” بإقليم كردستان العراق بأن رئيس الإقليم وجّه رسالة للبرلمان تتضمن رفضه التمديد له في منصب الرئيس، من دون أن يقدم استقالة من المنصب الذي تنتهي الدورة الحالية له بحلول نوفمبر.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن معارضين لبارزاني حاولوا الدفع باتجاه أن يقدم استقالته من المنصب ويحيل صلاحياته إلى رئيس البرلمان ورئيس الحكومة، وهو الموقف الذي ترحب به أطراف سياسية ببغداد أيضا.

ويحمل قسم آخر من المعارضين بارزاني مسؤولية الأوضاع الأمنية الحالية في إقليم كردستان، باعتباره الشخص الذي قاد جهود إجراء استفتاء الانفصال عن العراق في سبتمبر الماضي، رغم التحذيرات الداخلية والخارجية من عدم ملاءمة الأوضاع والتوقيت لتلك الخطوة.

برلمان كردستان يصدق:
المجلس الوطني في كردستان العراق صدّق على تنحي بارزاني مع انتهاء ولايته في نوفمبر المقبل، وذلك بتمرير قانون تقدم به رئيس الإقليم بالتخلي عن سلطاته للحكومة والبرلمان والقضاء، والذي من المقرر أن يسري بعد أسبوع من الآن.

بيان صادر عن برلمان كردستان العراق قال إن “70 عضواً من الاعضاء المشاركين بجلسة اليوم، ويشكلون أغلبية، صادقوا على مشروع قانون جديد يحيل سلطات رئيس إقليم كردستان على الحكومة والبرلمان والقضاء، لحين إجراء انتخابات جديدة منتصف العام المقبل”.

البيان كشف أيضاً عن أن “23 من أعضاء البرلمان المشاركين بالجلسة صوتوا ضد القانون الذي تألف من 4 فقرات تتعلق بنوع السلطات التي تتم إحالتها على الجهات الثلاث”.

بموجب هذا القانون، يذهب الجزء الأهم من السلطات إلى رئيس مجلس الوزراء، وأبرزها قيادة القوات المسلحة للإقليم “البشمركة”، فيما تذهب صلاحيات رمزية للبرلمان.

ومن شأن نقل السلطات أن يشرف رئيس الوزراء وهو ابن شقيق بارزاني، نيجيرفان بارزاني على القوات المسلحة ويمارس سلطات أخرى كانت من اختصاص رئيس الإقليم.

غضب شعبي واشتباكات
التطورات السابقة رسمت المشهد الأخير في هذا اليوم العاصف، الذي يتوقع ألا يهدأ سريعا؛ حيث تحرك مجموعة من الشباب الغاضب باتجاه البرلمان واقتحموا باحته، ما دفع حراس البرلمان إلى إطلاق أعيرة نارية في الهواء للسيطرة على المقتحمين. مدير محطة قناة “إن آر تي” الإخبارية التي تبث برامجها من مدينة السليمانية بكردستان العراق، كاوة عبدالقادر، قال إن “مراسلاً للقناة وأثناء تغطيته جلسة البرلمان، يدعى ريبوار كاكائي، تعرض لإصابة بليغة بعد قيام محتجين بالاعتداء عليه بالضرب” أثناء اقتحام البرلمان اعتراضا على تنحي بارزاني.تزامن مع هذه الواقعة خروج المظاهرات في الشوارع احتجاجا على تنحي بارزاني، وسط غضب شعبي لإقدامه على هذه الخطوة في هذه المرحلة الحرجة، بحسب قولهم، في ظل اتهامات نواب للبشمركة بالتخاذل بعد انسحابها أمام القوات العراقية.

بارزاني من جانبه قال، خلال خطاب تلفزيوني، إن البشمركة انسحبت من كركوك حقنا للدماء، متهما الولايات المتحدة بمساندة القوات العراقية خلال عملية سيطرتها على كركوك.

رئيس إقليم كردستان جدد الدعوة للحوار مع بغداد، موجها حديثه للقوات العراقية بأنه أنه لا يريد “إراقة الدماء ولكن إذا أردتم مس كرامة الشعب الكردستاني فنقول لكم بأننا مستعدون للدفاع عن كرامتنا لآخر مقاتل لدينا”.

الصورة السابقة تشير إلى أن أحداث ربما تكون بداية لتطورات أخرى، وسط مخاوف من المستقبل، غير أنها ربما ترسم مستقبل الإقليم متجاوزا علاقته مع الحكومة المركزية في بغداد، إلى تشكيل ملامح علاقاته الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *