الرياضة

( عربية السيدات 2018) أحلام كبيرة وطموحات تتجه نحو منصات التتويج

الشارقة- وكالات
باتت دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، التي انطلقت في العام 2012، حديث الأوساط الرياضية في الآونة الأخيرة، لما تتمتع به من زخم وألق على صعيد الارتقاء بواقع رياضة المرأة العربية، فالحدث الرياضي الأبرز من نوعه على مستوى المنطقة العربية، يجمع في منافساته فرقاً رياضية جاءت من دول عربية شقيقة للتنافس على أرض إمارة الشارقة، التي تحتضن فعاليات نسختها الرابعة، ابتداء من 2-12 فبراير الحالي. وانطلقت الدورة بحفل افتتاح أمس، حضره الشيخ خالد بن أحمد بن سلطان القاسمي، رئيس اللجنة المنظمة العليا للدورة، وصاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، وكيل الرئيس للتخطيط والتطوير في الهيئة العامة للرياضة، والأميرة هيفاء بنت محمد بن سعود آل سعود، مدير عام تطوير الاقتصاد الرياضي، وعدد من الشخصيات الرسمية، والرياضية من الدول العربية.

حضور عربيّ لافت
وتشهد النسخة الرابعة للدورة التي تنطلق بشعار (العالم ملعبكِ.. شاركوها لحظات الفوز)، هذا العام حضوراً لافتاً ومشاركة كبيرة من 16 دولة عربية، يمثّلها 68 فريقاً يتنافسون جميعاً على صعيد تسع رياضات هي: كرة السلة، وكرة الطائرة في الألعاب الجماعية، وكرة الطاولة، والمبارزة، والقوس والسهم، والرماية، وألعاب القوى، والفروسية (القفز عن الحواجز)، ورياضة الكاراتيه، التي تشكّل الوافد الجديد على جدول المنافسات للمرة الأولى ضمن الألعاب الفردية هذا العام؛ إذ يتوقع أن تحقق الدورة نجاحاً ملحوظاً على صعيد المشاركة، واكتشاف بطلات جديدات قادرات على رفع أعلام بلدانهن في المحافل الرياضية الإقليمية والدولية.
وسجّلت الدورة في نسختها الرابعة أرقاماً تخطّت سابقاتها، حيث ارتفع عدد الفرق المشاركة ليصل إلى 68 فريقاً مقارنة بـ51 فريقاً شارك في دورة العام 2016، كما شهدت الدورة في ذات الوقت زيادة ملحوظة في أعداد اللاعبات والأجهزة الإدارية، حيث بيّنت أرقام دورة العام 2016، حضور ومشاركة 586 لاعبة وإداري، ليرتفع العدد إلى الضعف، مسجلاً أكثر من 1000 لاعبة وإداري في دورة العام الحالي 2018، ما يعكس مدى الانتشار والنجاح الذي حققته على مختلف الأصعدة؛ سواء كانت التنظيمية أو التحضيرية أو الترويجية، للارتقاء بواقع الدورة، والوصول إلى مجالات أكثر رحابة على مستوى الرياضة النسوية.
تنافس شريف يجمع الأشقاء العرب
وتخوض الأندية العربية، منافسات الحدث الرياضي وعيون لاعباتهن على الألقاب، حيث تشارك المملكة العربية السعودية بخمسة فرق رياضية تنافس على ألقاب خمس ألعاب، حيث يسعى فريق جدة يونايتد للظفر بلقب منافسات كرة السلّة، فيما ينافس فريق نادي جدة الأخضر ضمن فعاليات كرة الطاولة، في وقت يسعى فريق نادي أكاديمية الاتحاد السعودي لانتزاع لقب منافسات المبارزة، ويخوض فريق نادي جامعة الأميرة نورة منافسات ألعاب القوى، بينما يمثل المملكة على صعيد لعبة الكاراتيه لأول مرة في الدورة فريق الصالة الحيوي. ولكن ستغيب عن البعثة النسائية السعودية، عدة أسماء بارزة مثلت البلاد في المنافسات الدولية، وفي مقدمتهن، العداءة الشهيرة سارة عطار (25 عامًا)، التي مثلت المملكة مرتين على المستوى الأولمبي، كانت في أولمبياد لندن 2012، ثم أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل 2016.
وأيضًا تغيب عن بطولة الأندية العربية للسيدات، لاعبة الجودو السعودية، وجدان شهرخاني (22 عامًا)، التي نجحت في أن تكون أول سعودية تشارك في الأولمبياد، وكانت في أولمبياد لندن 2012، حيث خاضت مباراتها الأولى قبل مواطنتها العداءة سارة عطار بأيام، لتُصنف كأول سعودية في الأولمبياد.
والاسم الثالث اللامع الذي سيغيب أيضًا عن الدورة الرابعة، هي لاعبة الفروسية السعودية، دلما ملحس (26 عامًا)، التي حصدت الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الصيفية للشباب 2010 في سنغافورة، لتكون أول لاعبة سعودية تحقق ميدالية في مسابقة دولية رسمية.
وبسبب عدم إدراج رياضة الجوجيتسو في الدور الرابعة من الألعاب، ستغيب اللاعبة السعودية فرح الزهراني عن البطولة، وهي التي حصلت على المركز الرابع في بطولة التحدي الدولية، التي نظمتها إمارة أبو ظبي في العام الماضي.
دورة خضراء صديقة للبيئة
وكانت اللجنة المنظمة العليا لدورة الألعاب للأندية العربية للسيدات 2018، قد وضعت خططاً رائدة وفريدة من نوعها، تُطرح لأول مرة على صعيد الدورات الرياضية التي تنظمها، بغرض الاستفادة من جميع المقومات التكنولوجية الحديثة والصديقة للبيئة والتي تراعي في أسس تنظيمها الحفاظ على البيئة.
إلى جانب ذلك، سيتم عرض الإعلانات وجداول المباريات اليومية خلال الدورة عبر شاشات ذكية تتوزع على مختلف المرافق الرياضية، كما تم تخصيص دراجات هوائية مجهّزة بالكامل بالمستلزمات الأمنية وذلك لتسهيل التنقّل والحركة، وذلك بما يعكس حرص اللجنة المنظمة على استخدام وسائل تنقّل الخضراء تضمن عدم المساهمة في زيادة الانبعاثات الكربونية الضارّة، بالإضافة إلى الاعتماد على الأوراق المعاد تدويرها معتمدة بذلك على أحدث الأساليب الخاصة بهذا الغرض.
ضيوف شرف إثراء للدورة
تستضيف الدورة هذا العام نخبة من كبار الشخصيات الرسمية والرياضية البارزة، حيث سيحلّ كل من الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، وكيل الهيئة العامة للرياضة بالسعودية، رئيسة اتحاد الرياضة المجتمعية، والأميرة هيفاء بنت محمد بن سعود آل سعود، مدير عام تطوير الاقتصاد الرياضي، إدارة التطوير والتخطيط بالهيئة العامة للرياضة في المملكة العربية السعودية.
كما تستضيف الدورة معالي المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، والمهندس شريف العريان الأمين العام في اللجنة الأولمبية المصرية في جمهورية مصر العربية، وبطلة العالم في لعبة الاسكواش نور الشربيني.
دورة خالية من المنشطات
وكانت اللجنة المنظمة العليا للدورة قد عقدت وبالتعاون مع لجنة الرقابة على المنشطة التابعة لها مؤخراً، ورشة عمل لتثقيف اللاعبات وزيادة وعيهن حول مخاطر تناول المواد المنشطة وتداعيتها على الصحة الجسدية والمستويات الرياضية، حيث عرّفت الورشة التي ضمت لاعبات مشاركات في الدورة بالمواد التي تندرج ضمن قائمة المنشطات المحظورة من قبل الوكالة الدولية للمنشطات، إضافة إلى الكشف عن الطرق التي تنتهجها اللجنة في اختيار اللاعبات من أجل الكشف الطبي.
وأعلنت اللجنة عن اعتمادها لمختبر برشلونة في إسبانيا لفحص المنشطات، أحد المختبرات المعتمدة من قبل الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، بالإضافة إلى اعتماد مختبر باريس بفرنسا كمختبر بديل للكشف عن 45 عينة أخذت من لاعبات يشاركن من داخل إطار المنافسات وخارجها، إلى جانب مشاركة اللجنة الوطنية للرقابة على المنشطات في الاجتماعات الفنية للألعاب.
10 منشآت رياضية تستعد لأضخم مشاركة في الألعاب
واهتماماً بالمستوى الذي تقدمه الدورة لجميع اللاعبات المشاركات، خصصت اللجنة المنظمة العليا للحدث مرافق ومنشآت رياضية مجهزة بالكامل بأحدث الوسائل الرياضية العالمية لاستضافة فعاليات المنافسات، حيث تحتضن الصالات الرياضية التابعة لمؤسسة الشارقة لرياضة المرأة ونادي الشارقة الرياضي – سمنان
منافسات كرة السلة، كما تستضيف صالات المؤسسة منافسات كرة الطائرة، والرماية إلى جانب صالة نادي الذيد الرياضي.
وتستضيف صالة كلية التقنية العليا منافسات كرة الطاولة، فيما تستضيف المرافق الرياضية التابعة لمؤسسة سجايا فتيات الشارقة منافسات المبارزة، بينما يحتضن نادي الثقة للمعاقين فعاليات ألعاب القوى، وتحديات القوس والسهم، وتحتضن مضامير نادي الشارقة للفروسية منافسات الفروسية، كما يستضيف نادي الشارقة الرياضي – الحزانة لمنافسات الكاراتيه.
يذكر أن دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات انطلقت في العام 2012 بمبادرة كريمة من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وتقام منافساتها في إمارة الشارقة كل عامين، وتعكُف مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة حالياً على الاستعداد لتنظيم نسختها الرابعة في فبراير المقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *