متابعات

 عالم التسول .. استجداء إلكتروني واستعطاف في الشوارع

جدة – مهند قحطان

يتفاجأ العديد من المواطنين والمقيمين يوميا برسائل عشوائية عبر تطبيقات وبرامج التواصل الاجتماعي من اشخاص مجهولين تنص ( نحن بأمس الحاجة والرجاء منك التبرع لي لو بمبلغ زهيد لظروفي المادية الصعبة كون لي طفلين) وغيرها من الرسائل الموجهة خصوصا للمواطنين. وفي واقع الحياة اليومية يقوم بعض عمال النظافة بالتسول في شوارع جدة، موزعين بطرقا مدروسة على الإشارات ومحطات الوقود والأماكن التي يقصدها المواطنون لقضاء مستلزماته الشخصية أو التمتع بالخروج مع العائلة.

حول ذلك يقول أحد الشباب: لقد تفاجأت من وصول رسالة استنجاد من احد الارقام الدولية تناشدني بالمساعدة المادية للظروف الصعبة التي يمرون بها، لكنني تفاجأت من الرقم المرسل منه ، وتساءلت عن كيفية حصولهم لرقمي ، وبعد ذلك تكررت الرسالة والاتصالات المزعجة من نفس الرقم، فقمت بحظر الرقم من جميع التطبيقات، ولكن اكتشفت فيما بعد أن الرقم نفسه باختلاف بسيط قد بعث مؤخرا لزوجتي وجميع العائلة يطالبنا بالتبرع .

من جانبه يروي المواطن خالد العمري حكايته مع التسول قائلا:لقد اتتني العديد من الرسائل عبر (الواتساب) والتطبيقات الاخرى واتصالات كثيرة من ارقام تطلب المال، وكثرت هذه الاتصالات في الفترة الاخيرة ولم اجد حلا لهذه الظاهرة الا بعدم الرد ووضع حظر لكافة الارقام الدولية، وعدم الرد على الارقام الداخلية الغريبة حتى توقفوا عن الارسال.

في نفس الموضوع أكد سالم الدوسري أن شخصاً اتصل به من داخل المملكة وحاول استجداء عطفه بأن عائلته لا تملك أي طعام ، وعندما لم استجب له قام بإرسال بياناته عبر (واتساب) فيها عنوانه في احد الدول العربية وعن كيفية ارسال الأموال له.

واضاف سالم أن ظاهرة التسول تنتشر وتتفاقم بشكل كبير خلال الفترة الحالية وللأسف فإن ما يشجعها البعض من أفراد المجتمع الذين يقدمون الأموال لهؤلاء الأشخاص تعاطفاً منهم وهم لا يدركون حقيقة هؤلاء المرسلين وأنهم أشخاص يستغلون طيبتنا في الاستيلاء على أموال الناس بالنصب، مستغلين التقنيات الحديثة في استعطاف قلوب الناس للحصول على الأموال بطرق النصب والخداع التقليدية. مستخدمين أسلوباً احتيالياً، يتنوع بين ادعاء المرض ورغبة المتسول في مغادرة الدولة، وعدم العمل، والحاجة للطعام، إضافة لادعاء الإصابات الجسدية.

* التعاون بالإبلاغ
من جانبه أكد احمد تركي المالكي أنه يجب الإبلاغ عن المتسولين من هذه الفئة خصوصا للجهات المعنية مثل مكافحة التسول والجرائم الالكترونية المختصة لتكثيف مراقبتها وتعزيز تواجدها والمساهمة بالحد من هذه الآفة وتعميم ثقافة رفض كل ما يسيء إلى صورة المجتمع في المملكة.

وأشار المالكي إلى دور المواطنين والمقيمين بعدم صرف أموالهم الا في وجهاتها الصحيحة مثل الجمعيات الخيرية ودور الايتام وغيرها التي تنطلق تحت إشراف الجهات المعنية، والتصدي لمختلف الظواهر المجهولة خصوصاً محاولة المتسولين استغلال عاطفة الناس طلباً للمال والمساعدة الإنسانية تحت حجج واهية، ويدفع بالكثير من المنتفعين الى التســول وجمــع المـال ، مشددا على عدم التعاطف مع هؤلاء المتسولين الذين يحاولون استغلال طيبة وكرم أفراد مجتمعنا، والميل إلى مساعدة المحتاجين في ارض الواقع وليس من خلف شاشات الهواتف المتنقلة وعمال النظافة والسيدات المتواجدين بالواقع على الاشارات المرورية والبحر وغيرها من المواقع الحيوية.

من جهة أخرى قال سعود السليماني أن الاهم ليس التسول الالكتروني بل يجب مراقبة عمال النظافة في المنطقة لان الاغلب بدا يمارس وبحرية تامة (التسول) وبشكل احترافي وكأن خطة وضعت لهم لزيادة دخلهم الشهري او بتجاوزه اذا بقوا على هذا الحال، واضاف السليماني أن إن هذه الممارسة هي مخالفة لشروط العقد والعمل الذي جاءوا من اجله.

وتجولت (البلاد) على عدة اشارات مرورية ورصدت عددا من عمال النظافة مؤكدين أن الموضوع مختلف تماما، وقالوا : نحن لا نتسول أمام الناس ، هم من يقدمون ذلك بدون طلب منا، حيث أن الشركة تقوم بفصل والغاء عقد من يتم رصد من يحصل على طعام أو مبالغ مالية من المارة.

وتببن أن اغلب العمالة لا تطلب بيدها من المواطنين المتوقفين بمركباتهم، بل كأن التسول بأعينهم التي عندما تشاهدها تريد ان تدمع ومن التنظيف تحت المركبة المتوقفة على الاشارة المرورية، هذه هو تسولهم ، كون التسول يدر عليهم بالأكل والمال وغيره من المستلزمات التي لا تغطيها رواتبهم الضعيفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *