دولية

صراخ روحاني يعكس ذعر النظام (ناتو عربي) ضد الملالي .. وواشنطن: هدفنا تغيير سلوك إيران العدائي

واشنطن ــ وكالات

كشف مسؤولون أميركيون أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تمضي قدما في مساع لتشكيل تحالف أمني وسياسي جديد مع دول الخليج ومصر والأردن بهدف التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة.
وترمي الخطة إلى تشكيل ما وصفه مسؤولون بالبيت الأبيض بنسخة عربية من حلف شمال الأطلسي أو “ناتو” عربي.

وتهدف هذه النسخة إلى تعزيز التعاون فيما يتعلق بالدفاع الصاروخي، والتدريب العسكري، ومكافحة الإرهاب، وقضايا أخرى مثل دعم العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية، الإقليمية. وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب قد هدد في تغريدة له عبر تويتر، الرئيس الإيراني حسن روحاني قائلا: “إياك أن تهدد الولايات المتحدة مرة أخرى وإلا ستواجه عواقب لم يواجهها سوى قلة عبر التاريخ”.

وأضاف ترمب لروحاني: “لم نعد دولة تتهاون مع كلماتكم المختلة بشأن العنف والموت. احترسوا!”، وأكد ترمب عبر تويتر: “لن نقبل بأي تهديد للولايات المتحدة مجددا”.

وجاء ذلك بعد أن “حذر” الرئيس الإيراني حسن روحاني من استراتيجية دونالد ترمب تجاه بلاده، قائلا إن “الولايات المتحدة الأميركية أسست استراتيجيتها على العقوبات وإسقاط النظام في طهران وتفكيك إيران”، على حد قوله.

ووصف المواجهة العسكرية المحتملة بين إيران والولايات المتحدة بأنها ستكون “أم الحروب”، على حد وصفه، قائلا إن التفاوض مع واشنطن في الوقت الراهن يعد “استسلاما” من الجانب الإيراني.

ومن المفترض أن تبدأ المرحلة الأولى من العقوبات الأميركية في الرابع من أغسطس القادم، حيث ستقوم واشنطن بفرض عقوبات على قطاعي السيارات والذهب وبضائع رئيسية أخرى. وفي السادس من نوفمبر، ستنتقل العقوبات إلى مرحلة أشد حزما، وهي منع تصدير النفط والغاز الإيرانيين، وفرض عقوبات ضد الشركات التي تتعامل مع طهران في هذين المجالين. الى ذلك أكد وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، أن الولايات المتحدة تهدف إلى تغيير سلوك إيران في المنطقة.

وأوضح ماتيس أن الولايات المتحدة تهدف لتغيير السلوك الإيراني، لا سيما التهديدات التي تمثلها مليشيا الحرس الثوري الإرهابية ووكلاؤها في المنطقة. يأتي هذا في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بشكل ملحوظ، حيث تبادل الطرفان، خلال الأيام الماضية، التهديدات باللجوء إلى الخيار العسكري ضد بعضهما البعض.

في غضون ذلك قالت صحيفة “لكسبريس” الفرنسية إن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإيران كانت محسوبة جيداً، وأن عملية التصعيد في التصريحات بينه والنظام الإيراني وميليشيا حرس الثوري، تختلف تماماً عن التراشق الذي دار بينه والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.

واستبعدت الصحيفة أي قمة مرتقبة بين ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني على غرار قمة كيم جونج أون وترامب.

فيما فسر مراقبون، عملية اختلاف التعاطي الأمريكي للملف الإيراني والكوري الشمالي بأن “إيران ليست منطوية على نفسها مثل كوريا الشمالية ولابد لطهران من مراجعة نفوذها عبر مليشياتها زرعتها في سوريا والعراق واليمن ولبنان”. ووفقاً للصحيفة فإن “تصريحات نارية وحازمة موجهة من قبل الرئيس ترامب إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني مباشرة في نبرة تصعيد غير مسبوقة، في تغريدة من 270 كلمة بثت رسائل تحذيرية مباشرة، مكتوبة بأحرف استهلالية كبيرة”.

وأشارت إلى أن “روحاني لم يلبث حتى رد في صراخ يعكس ذعر النظام الإيراني من التهديدات الأمريكية، ملوحاً بإغلاق مضيق هرمز الذي تمر بره نحو 30% من حركة التجارة العالمية للنفط”.

وأوضحت الصحيفة أن “ذلك المستوى من الحوار، يٌشبهه البعض بالحالة الكورية الشمالية، عبر التصريحات النارية التي سبقت قمة سنغافورة الشهر الماضي، والاتفاق الذي أعقبها على تفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي”.

ووفقاً للصحيفة فإن “تلك المقارنة بين الحالتين تظهر العديد من الاختلافات أكثر من أوجه التشابه”، موضحة أن “كوريا الشمالية تقع في منطقة معزولة بأطراف قارة آسيا، في المقايل تقع طهران في قلب منطقة الشرق الأوسط
وتابعت:”أن هذه القدرة لا يمكن مقارنتها بالعزلة الإقليمية لنظام بيونج يانج، الذي فشل في النجاح في تصدير منتجاته”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “الأمر الثاني الذي يجعل حالة كوريا الشمالية مختلفة عن نظام الملالي في العلاقات مع الولايات المتحدة، هي أن النظام الإيراني يهدد أمن المنطقة عبر نفوذه في كل من “العراق، وسوريا، ولبنان عبر ميليشيا حزب الله، واليمن وحتى قطاع غزة)، في حين أن كوريا الشمالية لا تشكل تهديداً مباشرةً لدول المنطقة”.

وأضافت أن “السبب الثالث، هو الوضع الاقتصادي المزرى التي تعيش فيه البلاد، ويعكس هشاشة وضعف النظام من الداخل الذي يشهد موجة احتجاجات واسعة منذ نهاية العام الماضي، وأعقبتها عودة العقوبات الدولية على صادرات النفط الإيرانية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *