متابعات

شبكة العرائس .. ماخف وزنه ورخص ثمنه

جدة – حماد العبدلي

تزداد الافراح والمناسبات الاجتماعية في اجازة الصيف ، خاصة حفلات الزواج ومايرتبط بها من استعدادات مبكرة وترتيبات، لكن موجة الغلاء الساخنة جداً كسخونة حرارة الصيف ، تقلق اسر العرسان عند شراء المصاغات الذهبية التي باتت تشكل لهم صداعاً مزمناً ، فالارتفاعات في القيمة جعلت الاسر امام نارين ، إما الغلاء أو التأجيل الذي قد يسبب مشكلات.

حول ذلك قال اسامه الشيخ صاحب محل ، أن أسعار الذهب متقلبة ولاتشهد استقرارا على مدار العام ، وغالبا في تزايد مستمر ولم يشهد سوق الذهب من 20 عاماً ارتفاع السعر كما يحدث حاليا ، حيث وصل الجرام الى 103 ريالات ، بمعنى ان بنجر الذهب المعروف باسم الدعس وصل الى 2700 ريال للواحد بعدما كان في السابق من 1000 ريال.

وأضاف الشيخ ان الشراء من المحلات تراجع كثيرا انتظارا لتراجع الأسعار، بينما البيع من جانب الزبائن هو المسيطر ، ولم يعد أمام الشباب الراغين في الزواج إلا الشراء اضطراريا وبعضهم يفضل الأقل وزناً لتفادي الغلاء ويرضي الطرف الآخر.

التيسير على الشباب
من جانبه اوضح المواطن بدر الغامدي ان سوق الذهب (ولع نار) وليس في استطاعة ذوي الدخل المحدود الشراء في الوقت الراهن مطالبا أولياء امور الفتيات المقبلات على الزواج مراعاة هذا الجانب بتخفيف الطلبات في المصوغات الذهبية أو على الاقل يؤجل البعض منها حتى تعود أسعار الذهب الى وضعها الطبيعي.

وأشار الغامدي إلى كثرة التكاليف الأخرى بخلاف الذهب من تجهيزات ، كمثال المنزل ومصاريف الحفل واعداد طعام المدعوين ، وبلاشك سيواجه العريس مأزقاً مادياً في توفير كل هذه الطلبات متمنيا من أولياء الأمور مراعاة هذا الجانب ليكمل الشاب زواجهم في يسر وسهولة دون تحمل الديون والمتاعب التي تنعكس على اسرته مستقبلاً في ظل غلاء المعيشة.

الذهب ضروري
ولكن ماذا عن رأي الشباب المقبلين على الزواج . التقينا محمد الزهراني وهو يستعد للزواج هذه الايام ، فقال أن شراء الذهب لابد منه وأصبح ضرورياً في الزواج ، وأيضا كهدايا في مناسبات اجتماعية أخرى، مضيفا بأن الغلاء الذي ضرب سوق الذهب بات عبئا على العرسان حيث أصبح الزواج مكلفا في أمور كثيرة ، داعيا الأسر مراعاة هذا الجانب والتخفيف من الطلبات في الذهب ، وبدلا من المصوغات الذهبية التي تشترط على العريس ، يمكن شراء ذهب رمزي للمناسبة فقط وان يساهم الجميع في رسم الفرح على شفاه العرسان لا الشعور بالأعباء بسبب الديون .

في الماضي غير
اما احمد حمد الثابتي فيحكي عن أيام الماضي في الزواج ويقول: لم تكن هناك تكلفة كما يحدث اليوم ، فالأمور كانت ميسرة والزواج تكلفته لا تتجاوز 10 آلاف ريال لمن اراد ان يصنع بهرجاً معيناً، متمنيا من أولياء الأمور مراعاة العريس وان لا يحمله فوق طاقته حتى لا يقع في براثن الديون ، ومن ثم ينعكس على استقرار حياته الاسرية فيما بعد، كما استغرب ايضاً بعض التكليفات التي تصاحب الزواج من اقامة الولائم التي تتجاوز المعقول ، بينما الاعتدال في تكاليف الزواج والأعباء غير الضرورية التي يمكن الاستغناء عنها ، فيه تيسير وراحة وأمان من ضغوط الديون.

من جهته اشار الاستاذ مصلح العتيبي إلى ان بعض الاسر للأسف ترى في مناسبات الزواج لديهم تفاخراً ومبالغة في الانفاق على الولائم والتباهي بالقاعات الضخمة وهذه اشياء بالطبع ليست في مصلحة الزوج الذي لايتم الزواج الا بشق الانفس وتحمل عبء الديون ومن ثم يعيش في دوامة خاصة في ظل موجة الغلاء في كل شيء ، سيما الذهب الذي هو الأصعب مما دفع بالأسر الى التعامل مع هذا الشرط بمرونة والقبول بالأخف وزنا.. ووجد البعض في بعض الذهب المستورد ملجأ لفضّ الاشكال ولو أن هذا النوع لا يصلح لأيام الشدة. في حالة بيعه عند الحاجة.

أخيرا مع محمد النهدي صاحب محل للذهب الذي قال: في الفترة الأخيرة أصبح المواطن يبيع أكثر مما يشتري ، وأن 80٪ من الذي يملكه المواطنون يتمّ بيعه من جديد على حدّ تعبيره وحول أسباب تراجع إقبال الزبائن ،أوضح النهدي أنها تكمن في ارتفاع أسعار هذا المعدن التي يعاني منها الكل، الصانع والبائع والمشتري بحكم الأزمة العالمية الاقتصادية ، وأصبح الزبون يشتري ما خف وزنه من الذهب ورخص ثمنه عكس الماضي حيث كان يختار القطع الذهبية الأثقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *