البوح الثقافيـة ثقافة

حينما كنت هنا – بقلم نرمين عباس

نرمين عباس

أشعر كل يوم أن يومى يبدأ قبل الآخرين، أستيقظ في السادسه صباحاً امارس عاداتى اليوميه التقليديه بدون أدني تغير

تمضى ساعات الصباح أسرع مما ظننت، لا أعلم حتي الآن سر ارتباطى بساعات الصباح، أشعر أن علاقتي بها أكبر من مجرد وقت أمضيه وحدى

أحيانا أشعر بالضيق عند استيقاظي متأخره، رغم إنني من كارهي الروتين ولكن هذا النوع من الروتين أصبح جزء منى، ساعات الصباح تمحو ما خلّفه الليل من هم وضيق

فأنا أعاني من الأرق في الآونة الأخيرة، أشعر أن كل شخص له طقوس خاصه يفعلها قبل النوم

منا من يحب القراءه، أو يحب الحديث مع شخص ما أشياء عديده تختلف بأختلاف الأشخاص

ولكني لا أحب أن أفعل شيئاً علي الإطلاق، أعتبر تلك الساعات قبل النوم هي ملكي وحدي

أخبرتني صديقه من قبل ان الشعور بالإرهاق يجعلنا نغفو فور ذهابنا للنوم

كنت أنصت لحديثها بأهتمام ولكني جلست أفكر حينها ما هو مفهوم الإرهاق بالتحديد؟

غالباً يعتبره البعض تعب يصيب الجسد نتيجه لفعل أشياء عديده بدون راحه

ولكن كعادتي لا أنظر للأمور بطريقتها المألوفه أو السطحيه إن جاز التعبير

فأنا بقلبى جروح أكاد أشعر أحيانا أن من يجلس بجوارى يراها، لكن من يكترث؟ إننا بالكاد لا نرى أبعد مما تراه أعيننا..

المسافات التي تفصلنى عن الآخرين لم يعلم مقدارها أي شخص حتي الآن

لا أعرف هل هذا يعود لقدرتي علي مشاركه الجميع أوقاتهم بلا تردد أم لعدم قدرتهم علي الوصول لقلبي!..

قلبي.. يستحق أن أتأمله جيداً وبوضوح الآن، العام الماضي كان الأصعب والأكثر قسوه

الخسارات والإنكسارات جعلت قلبي ينطوي برغبه حقيقيه في الانعزال، انعزلت فقط بقلبي وظل جسدي باقياً

أننا مجبرون معظم الوقت علي الابتسام ومشاركه الآخرين أحاديثهم حتي وأن لم نعبأ بها

ولكني لا أملك في الدنيا سوي ذلك القلب الذي لا أود مشاركته مع أحد

من حين لآخر يغمرني ذلك الحنين الذي يعيدني للحياه في كل مره

أتساءل كيف بهذه السهوله تعيدنا بعض الذكريات للحياه، رغم أنها من سرقت منا الحياه حينها، أسير علي خيط رفيع جداً

أشبك يداي معاً للحفاظ علي توازنى أكثر، أشعر بالفخر أحيانا لقدرتى علي النهوض كل مره

رغم أن قلبى لم يتجاوز بعض الذكريات.. لكني أدركت بأنك لتعيش عليك أن تكون قوياً بك..

منذ عده أيام قررت أن أقوم بتغيير لون شعري، ترددت كثيراً قبل الإقدام علي هذه الخطوه ولكني فعلتها

نظرت لنفسي في المرآه وشعرت بغربه حقيقيه فقررت أن أعيده مثلما كان، مثلما أفعل مع كل محاوله للنسيان

أعود الف خطوه للوراء ومع كل خطوه أعود إليك فأعود لنفسي، وأصبح ممتنه لك وللذكرى..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *