الأرشيف البوح

حوار مع امرأة مملة

لم ينطفئ نهار بيروت بعد، فالشمس لا تزال تتدلى برتقالة صفراء يحاول البحر إغراءها بالغرق.. صخرة «الروشة» تنتصب فنارا لبعض الرسامين والمصورين وراغبي الرحيل من الدنيا.. المجانين وحدهم يتكلفون عناء تسلق تلك الصخرة من أجل الانتحار.. لماذا يصعدون وأسباب الموت مشاعة في القاع؟!
اغمض عيني وأتجاوز تلك الصخرة تلاحقني قارئة كف لها وجه شحاذ وألف كف:
ــ سأذكر لك أسماء أعدائك بعشرة آلاف ليرة.
ــ ولكنني أريد نسيانهم ولو بمائة ألف.
ــ سأخبرك بمن جعل شعرك يتساقط وصلعتك أكثر لمعانا.
ــ لا يهم ذلك يا امرأة طالما أن لدي دستة من الكوافي .
ــ في حياتك عشرة رجال يحقدون عليك؟
ــ لا بأس .. فهناك امرأة تحنو علي.
ــ لكن بذلتك ضيقة.
ــ إنها مشكلة الجينات التي ورثتها عن جدي، فهي لم تراع مقاس البذلة جيدا.
ــ وشرابك مثقوب.
ــ لكي تطل قدماي على الدنيا.
ــ وعيناك حمراوان.
ــ كانت السهرة ملونة .
ــ حظك يفل الحديد.
ــ لكنني تكعبلت البارحة في الوسادة.
ــ أخبرني عن برجك أيها الرجل؟
ــ أنا من مواليد برج «الجدب»، ومواليد هذا البرج يموتون في موسم المطر.
والتهم البحر نصف البرتقالة الصفراء، فبدت كنصف رغيف.. وحينما تجشأ البحر شبعا، كنت قد جلست لتوي على قارعة الرصيف أتأمل قمرا كان يختفي من الشمس خلف ستائر البيوت

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد صادق دياب[/COLOR][/ALIGN]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *