شذرات

تَهَافتُ النَّهَار

فِي‭ ‬مَسَاءٍ‭ ‬قَدِيمْ‭ ‬
مادَتِ‭ ‬الأرضُ‭ ‬بِي‭ ‬
فتَهَاوَيْتُ‭ ‬فِي‭ ‬الماءِ
بَعْضِي‭ ‬يُرَمِّمُ‭ ‬بَعْضِي‭ ‬الرَّمِيمْ‭ ‬
شِبْهُ‭ ‬مُنْدَثرٍ

لَمْ‭ ‬يُدَثّرْ‭ ‬دَمِي‭ ‬غَيْر‭ ‬هذَا‭ ‬العذَابِ‭ ‬العَمِيمْ
الذِي‭ ‬يَمْلأ‭ ‬القلبَ‭
ويُسْلِمُنِي‭ ‬للنهارِ‭
وَاحِدٌ
ووَحِيدْ

يَسْتَبِيحُ‭ ‬البَرَارِي
يُنَادِمُ‭ ‬غِرْبَانَهَا
وَاحِدٌ‭ ‬ووَحِيدْ
هَا‭ ‬أنَا‭ ‬جِئْتُكُم‭ ‬رَاحلاً‭ ‬مِنْ‭ ‬ديَارِي
لأَهْبُطَ‭ ‬فِي‭ ‬وَادِي‭ ‬العَاشِقِيْنَ
فَاتَّقُوا‭ ‬لَوعَتِي‭ ‬
‬لاَ‭ ‬وِجْهَةٌ‭ ‬أَرْتَجِيْهَا

ولا‭ ‬أُمْنَيَاتٌ‭ ‬أُمَنِّي‭ ‬بِهَا‭ ‬الرُّوْحَ
ولا‭ ‬شيءَ‭ ‬يُفْضِي‭ ‬إلِى‭ ‬أيِّ‭ ‬شَيْءٍ
وحيثُ‭ ‬المدينةُ‭ ‬ناَئِيَةٌ
ها‭ ‬أنَا‭ ‬أَهْبِطُ‭ ‬الآنَ‭ ‬فِي‭ ‬وادِي‭ ‬العَاشقيْنَ
وأَرْمِي‭ ‬علَى‭ ‬عَرَصَاتِ‭ ‬الهَوَى
غُرْبَةَ‭ ‬العَاشِقِ‭ ‬المُسْتَهِيمْ
ارْتَجِيْهَا‭ ‬تَجِيءُ
تَهِلُّ‭ ‬على‭ ‬زمانٍ‭ ‬مَالِحٍ‭ ‬

ونَهارٍ‭ ‬أَلِيمْ
فأَطَلَّتْ‭ ‬مُبَرَّأَةٌ‭ ‬مِن‭ ‬عذابَاتِهَا‭ ‬
وأَتَتْنِي‭ ‬منَ‭ ‬الغَيبِ‭ ‬يغْمرُهَا جَمَالٌ‭ ‬
تَهْبِطُ‭ ‬ناصِعَةً‭ ‬مِنْ‭ ‬جَحِيمِ‭ ‬الظَّهِيْرَةِ
والشَّمْسُ‭ ‬تَسْتَوْطِنُ‭ ‬القَلْبَ
تَجْتاحُنِي‭ ‬بالنَّعِيمِ‭.. ‬النَّعِيمْ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
فكَأَنِّي‭ ‬أَسِيلُ‭ ‬على‭ ‬مِرْفَقَيْهَا
رَاحِلٌ‭ .. ‬ومُقِيمْ

فرَأَيْتُ‭ ‬الذِي‭ ‬لَمْ‭ ‬أَرَ
ورأَيْتُ‭ ‬النَّدَى
طَالعًا‭ ‬يَتَشَكَّلُ‭ ‬أَسْئلِةً
فِي‭ ‬فضَاءٍ‭ ‬بَهِيمْ
والأرضُ‭ ‬زَرْقاءُ‭.. ‬زَرقاءُ
والبَحْرُ‭ ‬أَنْقَى
فصَرَخْتُ‭ ‬بِهِمْ‭:‬
ها‭ ‬أَنَا‭ ‬دُونَ‭ ‬رَمْضَاءِ‭ ‬وَحْدِي
علَى‭ ‬الرَّمْلِ‭ ‬مُلْقَى

الأنيق / هاشم الجحدلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *