الأرشيف الرياضة

اليوم في نهائي العرس الكروي الأوروبي.. حلم الثيران يصطدم بطموحات الطليان

تقديم – حسن البنا ..

اليوم تعلن العاصمة الأوكرانية كييف عن بطل يورو 2012م من خلال المباراة النهائية التي تجمع بين حامل اللقب المنتخب الأسباني ونظيره الإيطالي على ملعب الاستاد الأولمبي، ولعله من المفارقات الطريفة ان تجمع المباراة النهائية نفس المنتخبين اللذين التقيا في مباراة الافتتاح ضمن منافسات المجموعة الثالثة يوم الأحد 10 يونيو 2012م، وان اختلف المكان والزمان حيث كان لقاء الافتتاح على ملعب مدينة غدانسك البولندية وانتهى بالتعادل الإيجابي بهدف لكل من المنتخبين، وكان الطليان أصحاب هدف السبق الذي سجله البديل انطونيو دي ناتالي في الدقيقة (61) وبعدها بثلاث دقائق تعادل الأسبان عن طريق سيسك فابريغاس في الدقيقة (64)، وبطبيعة الحال فإن لقاء اليوم بينهما يختلف حيث لا مجال للتعويض.
كيف وصل الأسبان
المنتخب الأسباني وصل للمباراة النهائية متصدرا المجموعة الثالثة برصيد (7) نقاط جمعها من فوزين على كل من أيرلندا (4-صفر) وكرواتيا (1-صفر) وتعادله مع نظيره الإيطالي بهدف لمثله.
وفي دور الثمانية فاز على ديوك فرنسا بهدفين دون رد ليلتقي في نصف النهائي مع جاره المنتخب البرتغالي الذي تجاوزه بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة وشوطيها الإضافيين بالتعادل السلبي.
كيف وصل الطليان
المنتخب الإيطالي والملقب بالآزوري تأهل لدور الثمانية إثر احتلاله المركز الثاني في المجموعة الثالثة خلف نظيره الأسباني وبرصيد خمس نقاط جمعها من فوز وحيد على أيرلندا بهدفين دون رد، بعد أن تعادل في مباراة الافتتاح مع المنتخب الأسباني بهدف لمثله، وتعادل في المباراة الثانية مع المنتخب الكرواتي بنفس النتيجة. وفي دور الثمانية التقى مع المنتخب الإنجليزي الذي تصدر المجموعة الرابعة وتمكن من تجاوزه بركلات الترجيح (4-2) ليواجه منتخب الماكينات الألمانية في نصف النهائي ويفوز عليه بهدفين مقابل هدف ليرد على الصحافة الالمانية التي قالت بأن أحدا لا يمكنه أن يقف في وجه الماكينات بعد فوزهم على اليونان بأربعة أهداف مقابل هدفين في الدور ربع النهائي.
الأسبان أصبحوا على بعد خطوة من تحقيق إنجاز لم يسبقهم إليه أحد من قبل في حال فوزهم باللقب الأوروبي للمرة الثانية على التوالي ليجمعوا في خزائنهم ثلاثة ألقاب كبرى بعد لقب يورو 2008م وكأس العالم 2010م في جنوب أفريقيا.
مدرب الثيران فيسنتي دل بوسكي لعب مباراة الافتتاح أمام المنتخب الإيطالي بدون مهاجم صريح معتمدا على سيسك فابريغاس بدلا من فرناندو توريس، الذي اشركه في المباراة الثانية أمام أيرلندا وسجل هدفين من الأهداف الأربعة التي فاز بها الثيران، فهل سيخوض لقاء اليوم بنفس الأسلوب أم أنه سيلجأ لاستثمار وفرة المهاجمين لديه ويغامر من أجل حسم اللقاء في الوقت الأصلي.
ولا شك ان دل بوسكي مطالب اليوم باستخدام كافة اوراقه المؤثرة لتحقيق الحلم الذي ينتظره الأسبان بفارغ الصبر خاصة بعد ان اصبح الثيران قاب قوسين من تحقيقه، وهم مؤهلون لذلك عطفا على ترسانة النجوم التي يضمها المنتخب وعلى رأس القائمة الحارس العملاق كاسياس الذي لم تهز شباكه سوى مرة واحدة في دور المجموعات، ومرتين من ركلات الترجيح في لقاء البرتغال في نصف النهائي بينما سجل الأسبان في البطولة حتى الآن (12) هدفا فيها(4) اهداف من الركلات الترجيحية. ويتسم أداء الماتادور بالجماعية من خلال الوحدة والترابط بين للاعبين داخل الملعب وخارجه مما يمكنهم من الاستحواذ على الكرة والسيطرة الميدانية من خلال التمريرات القصيرة والمتقنة وتقارب اللاعبين في الخطوط الثلاثة.
الأسبان احرزوا اللقب مرتين، الاولى في النسخة الثالثة التي استضافت منافساتها على ارضها عام 1994م وفازوا في النهائي على منتخب الاتحاد السوفيتي (سابقا) بهدفين مقابل هدف، أما المرة الثانية فهي في النسخة السابقة التي تحمل الرقم (13) والتي استضافتها النمسا والسويد عام 2008م وفازوا في النهائي على المانيا الغربية (قبل توحيد شطري المانيا) بهدف دون رد، هذا بالاضافة الى احتلالهم مركز الوصافة في النسخة السابعة التي استضافتها فرنسا عام 1948م والتي احرزت اللقب بفوزها على الأسبان في المباراة النهائية بهدفين دون رد.
ورغم ان المنتخب الايطالي لم يكن من بين المرشحين للمنافسة على اللقب الا انه خالف التوقعات وتوجت مسيرته في البطولة ببلوغ المباراة النهائية تحت قيادة مدربه الجريء سيساري برانديلي الذي غير من ملامح الكرة الايطالية التي كانت تركز على الشق الدفاعي، بالاضافة الى اهتمامه بالدماء الشابة، والدليل على ذلك استعانته بالبديل انطونيو دي ناتالي في مباراة الافتتاح امام الاسبان والذي سجل هدف السبق لمنتخب بلاده، بالاضافة الى نجم مانشستر سيتي الانجليزي ماريو بالوتيلي (21) عاما الذي سجل الهدف الثاني للطليان في شباك ايرلندا في دور المجموعات، وهو في التأهل الى المباراة النهائية في شباك الالمان، مما يؤهله للمشاركة في لقاء اليوم كمهاجم صريح. ويمتلك المنتخب الإيطالي خط وسط متميز يتكون من اربعة اضلاع بوجود لاعب وسط مدافع امام خط الدفاع، ثم ظهيرين أيمن وايسر ولاعب وسط صانع لعب خلف المهاجمين، ويقود هذا الخط المتماسك العقل المفكر اندريا بيرلو ومعه دانييلي دي روسي وكلاوديو ماركيزيو، فيما يتنافس كل من تياجو موتا وريكاردو مونتليفو على خانة صانع الالعاب خلف المهاجمين انتونيو كاسانو وماريو بالوتيلي.
المنتخب الايطالي فاز باللقب مرة واحدة في النسخة الثالثة التي استضاف منافساتها على ارضه عام 1968م اثر فوزه في المباراة النهائية على منتخب يوغوسلافيا (سابقا) بهدفين نظيفين، كما استضاف النسخة السادسة عام 1980 واحتل المركز الرابع بعد خسارته مباراة تحديد المركز الثالث امام منتخب تشيكو سلوفاكيا (سابقا) بركلات الترجيح (8-9)، واحتل المركز الرابع ايضا في النسخة الثامنة التي استضافتها المانيا الغربية عام 1988م، وكان قاب قوسين من تحقيق اللقب للمرة الثانية في النسخة الحادية عشرة التي استضافت منافساتها بلجيكا وهولندا عام 2000، ولكنه خسر المباراة النهائية امام ديوك فرنسا بهدف مقابل هدفين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *