جدة

المقعد.. (الحلقة السابعة والعشرون) .. رحلة لندن والعم عبد الرحمن أبا الخيل

المستشار مروان عبدالفتاح عبدربه
حارة اليمن

كان الوالد رحمه الله حريصاً على تعليمنا وتوفير أعلى سبل التعليم،،،، كيف لا وهو الذي تخرج من قبة الفلاح مُبْتَعَثاً على حساب صاحب مدارس الفلاح الشيخ محمد علي زينل في بعثاته الشهيرة الى الهند هو ومعه عشرة من فلاح مكة وعشرة من فلاح جدة من بينهم العم عبدالكريم بكر والعم إسحاق عزوز والسادة سامي وحسن كتبي رحمهم الله جميعاً.
نجحنا الى المرجلة الثانوية منتقلين الى الاول ثانوي ويفاجئنا الوالد رحمه الله انا واخواني فهد ومجدي برحله الى لندن لتعلم اللغة الانجليزية ولمدة شهرين،،،، كان ذلك في العام ١٩٧٦ الميلادية وطبعا طرنا من الفرح فنحن سوف نسافر لحالنا والى اين. الى مدينة الضباب لندن
كان معانا في الرحلة عدد غير بسيط من زملائنا الذين تفاجئنا ايضا انهم رايحين على نفس المعهد ونفس المدينة من بينهم الاخوان اسامه وبهاء ابا الخيل واسامه وحاتم فتياني وهاني سالم زهران وعيال عمي خالد وعماد ووليد عبدربه ومجموعه اخرى لا تحضرني أسماؤهم
وطبعا وصلنا لندن وكانت سوزي في استقبالنا لإنهاء إجراءات الجوازات ومرافقتنا بالباص حتى نصل الى مدينة توربي التي تشبه الى حد كبير بمدينة بيروت من حيث طبيعتها .
في الباص كنّا نغني ونتراقص فرحا بالأجواء الممطرة والضبابية وبالطبع الخضرة موجودة والمطر موجود والوجه الحسن الذي كان يميزنا ببراءة وعنفوان الشباب،،، المهم اول أغنية غنيناها جماعيا سواقنا فني فني ،، سواقنا زي الجني
قضينا الفترة المرتبة لنا في هذه المدينة الهادئة بين تعلم اللغة الانجليزية وبين محاولة التأقلم مع العوائل التي تم توزيعنا عليهم وبين التسليع في نهاية الاسبوع مما ساهم في معرفة بَعضُنَا البعض فقد توسعت العلاقة الى ابعد بكثير الى زمالة الدراسة وهي علاقة السفر والغربة والتي نتيقن جميعا ان للسفر فوائد عديده فكيف حينما تكون مع زملاء دراسة.
انتهينا من رحلة التعلم متجهين الى القاهرة حيث كانت العائلة تقضي اجازة الصيف في القاهرة مثل كثير من العوائل السعودية.
كان شهر رمضان من ضمن الإجازة الصيفية في السبعينات الميلادية، المهم وصلنا مطار القاهرة وكان النظام وقتها ضرورة صرف مبلغ ٥٠٠ ريال الى جنيه مصري ومن الطبيعي ان نكون مفلسين حيث الوالد في مصر والسائق ينتظرنا في المطار
تجيك الهرجه ،، كان وقتها العم عبدالرحمن ابا الخيل سفيراً للمملكه في مصر وطلبنا الاتصال بالسفير السعودي وكان وقتها حزة المغرب ولأنه من الرجال الذين يشهد لهم الجميع بحب مساعدة المواطنين رد علينا وكلمته شخصيا وعرفته بنفسي وكان صديقا للوالد فرحب بِنَا وأمر بإدخالنا على ضيافة السفير السعودي وكان موقفا لا انساه ما حييت وأذكره دايما كلما جاءت الفرصة لابراز طيبة المسؤولين في تلك الأيام.
المهم اصر العم عبدالرحمن لدعوتنا على زيارته وذهبنا وتعرفنا على ابنه ايمن ابا الخيل الذي كان مشهورا بقفشاته وروحه المرحه وكان على السفره حلى اسمه ام علي وطبعا اول مره نأكلها ونعرف هذه الاكله في منزل ابا الخيل وراحت النكت تنصب على ام علي من لذتها ومكسراتها
طبعا امتحنا الاخ ايمن في جده بعمل ام علي كل بعد فتره ولانهم بيت كرم كان الاخ ايمن لا يتردد في عملها وإرسالها الى منزلنا
كانت تلك الأيام مليئة بالرجال الأفاضل الذين لا يشعرونك بكبر مناصبهم ومسؤولياتهم
رحم الله الوالد وجميع موتى المسلمين وحفظ الله لنا الوالد العم عبدالرحمن ابا الخيل الذي كان وزيرا للعمل وسفيرا للمملكه في جمهورية مصر ألعربيه والذي لا زلت محافظا لزيارته والسلام عليه من فتره لأخرى للاستمتاع بذكرياته الجميله
وألى لقاء قادم والجميع بصحة وعافية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *