ملامح صبح

الشعر وموضة التجديد (3)

رؤية: العربي نيتشه

سؤال عريض كان يقض مضاجع الشعراء ، الذين كانوا يتصدرون صفحات المطبوعات أبان حركتهم تلك ” حركة التحديث في النص العامي ” ، هذا السؤال من شقين:الشق الأول:هل ما نكتبه تجديدا بالفعل ؟ أم هو ضرب من الهذيان؟الشق الثاني:هل نحن الوحيدون،الذين حظينا بهذا السبق الأدبي” كشكل جمعي” ؟ وإلا فنحن جميعا نعلم أن هناك أصواتا تحديثية قد سبقت هذه الحركة،لكنها أصوات فردية،وربما اتخذت وسائل مساعدة للوصول لأفئدة الناس وقناعاتهم،كالأغنية مثلا،التي عبرت بتجربة البدر إلى بر الأمان ، وقد لا تنجح تجربته لولا الأغنية ” وهذه حقيقة صادمة،ربما نتعرض لها في حلقات قادمة “.الواقع أن التجربتين،التي يحق لي وضعها تحت مجهر النقد هنا،كانت كالتالي:

١- تجربة الكويت ، وهذه التجربة لم تكن تختص بالكويتين بمفردهم،بل ساهم شعراء سعوديون كثر في النهوض بها، وهذا لا يعني أنها لم تكن لتنهض لولا الأصوات السعودية،كلا،لكني هنا أرصد تأريخا،هذه التجربة كانت تضم على سبيل المثال:فهد عافت و سليمان المانع اللذان تنقلا في أكثر من مكان ومطبوعة ؛ بحكم عومان هويتهما المترددة، وذلك قبل الاستقرار، ومن الكويتيين الأقحاح(مثالا):فهد دوحان وخلف الأسلمي اللذان انقطعا لفترة طويلة،ثم عاد كل منهما بطريقته الخاصة،عبر وسائل التواصل الجديدة،ساهم أيضا في بناء هذه التجربة من السعوديين(مثالا): مساعد الرشيدي ونايف صقر ، وهذان كانا صناعة ” المختلف ” أكثر من أي مطبوعة أخرى ، وإن كان هناك من سبقها ، ك ” غدير ” نايف الحربي مثلا ، لكنها لم تستطع مزاحمة المختلف ، فآثرت الانسحاب ، ولا نعلم:أكان انسحابها كانسحاب ” سوالف ليل ” بحير ، التي حجبت ، ولم تحتجب ؟ أم كان لعدم قدرتها على المزاحمة ؟

٢- تجربة السعودية ، وكانت تتركز فيما تصدره صحيفة الرياضية بشقيها الاسبوعي ، الأحد ل ” سوالف ليل ” التي كان يعدها عبدالرحمن بحير، والثلاثاء ل ” الديوانية ” التي كان يعدها سعد زهير الشمراني ، وقد ضمت هاتان الصفحتان ، مع غيرهما من الصفحات المنافسة ، كالتي كان يعدها عبدالرحمن جمهور في عكاظ ، قبل أن يتولى سليمان المانع إعداد صفحته ” مدى ” في ذات الصحيفة ، كانت تضم هاتان الصفحتان،أعني ( سوالف ليل و الديوانية)-بصفتهما الأبرز- لفيف من الشعراء:فمن الحجاز كان صوت محمد النفيعي ومحمد الزهراني وعواض شاهر والحميدي الثقفي ومحمد غازي الشيباني وفيصل الصياد ” الذي اختفى تماما ” هو الأعلى ، وانضم لاحقا:محمد الرفيدي وماجد البيز وخالد المسعودي وغيرهم .

ومن القصيم:كان صوت إبراهيم السمحان وأحمد الناصر الأحمد ومحمد صلاح يأتي تباعا .ومن الشمال : كان صوت نايف الجهني وعبدالرزاق الهذيل (مع الفارق في التجربة)ثم لاحقا انضم : طلال حمزة ومهدي بن سعيد .ومن المنطقة الشرقية:كان يأتي صوت مشرف الشهري وصالح درهم اليامي(مع الفارق في التجربة) وانضم خالد العتيبي لاحقا.ومن الجنوب:لا أذكر سوى عبدالعزيز الصعب،الذي كان ولازال يراوح في مكانه. ومن الوسطى:كان مساعد الرشيدي ونايف صقر ، وانضم لاحقا بندر الشدادي الذي اختفى بعد ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *