متابعات

الحقيل.. والد وزير الإسكان في ذمة الله .. الفقيد كان أديبا بارعا.. جميلا في خلقه وأدبه

جدة- البلاد
انتقل الى رحمة الله الشيخ عبدالله بن حمد الحقيل والد كل من خالد الحقيل ومعالي وزير الإسكان ماجد الحقيل وعبدالملك الحقيل والدكتور مساعد الحقيل.
وقد أديت الصلاة عليه عصر أمس الثلاثاء في جامع الملك خالد بأم الحمام بالرياض ووري الثرى في مقبرة العودة بالدرعية.
وسيكون العزاء في منزله في حي المعذر،تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ورزق أهله الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون).
السيرة الذاتية للراحل الحقيل
ولد الفقيد عبدالله بن حمد بن عبدالله الحقيل في مدينة المجمعة بسدير عام 1352 ه .
حصل على درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها عام 1378 ه – 1958 م .
دبلوم في التربية المقارنة والتخطيط التربوي من معهد الأمم المتحدة في بيروت 1382 ه .
ابتعث إلى جامعة أكلاهوما بالولايات المتحدة الأمريكية للدراسة بها عام 1973 م وحاز على دبلوم الدراسات العليا في الإدارة التربوية .
عمل مدرساً وموجهاً تربوياً ومديراً لمدرسة اليمامة الثانوية في الرياض 1381 ه .
عمل أميناً عاماً للمجلس الأعلى لرعاية الآداب والعلوم والفنون بوزارة المعارف وأمضى في التعليم أكثر من عشرين عاماً في مناصب قيادية .
شارك في عدد من المؤتمرات والندوات بالبحوث والمحاضرات .
عمل أميناً عاماً لدارة الملك عبدالعزيز منذ 1406 ه حتى تقاعد في عام 1413 ه ثم عمل رئيساً لتحرير مجلة الدارة .
أنشأ دار أضواء المعرفة للنشر والتوزيع لنشر الكتب العلمية والفكرية والتاريخية .
عضو في عدة هيئات علمية وثقافية وتاريخية وفي اللجنة العليا لموسوعة تاريخ التعليم في المملكة ورجاه .
صدر له عدة مؤلفات مطبوعة منها كلمات متناثرة – رحلات وذكريات – على مائدة الأدب – مراحل إعداد المعلم في المملكة – رمضان عبر التاريخ -في التربية والثقافة – صور من الغرب – من أدب الرحلات – المفيد في الإنشاء – الشذرات في اللغة والأدب والتاريخ والتربية – رحلات إلى الشرق والغرب – يوم في ذاكرة التاريخ – شعاع في الأفق ديوان شعر – رفقا بالفصحى – توحيد المملكة العربية السعودية واثره في النهضة العلمية والاجتماعية – مسيرة التوحيد والبناء لمحات تاريخية – كتب ومؤلفون – آراء وأحاديث في التربية والتعليم وآفاق فكرية وشجون تربوية بالإضافة إلى بحوث ومقالات في الصحف والمجلات الفصلية والشهرية وأحاديث في الإذاعة والتلفاز إلى جانب عدد من المؤلفات والدراسات الأدبية والتاريخية لم تنشر بعد.
من شعره في مدينته المجمعه
(في ربى الفيحاء)
قف في ربى (الفيحاء وانظر حولها
تجد المكارم عززت بفعالها
كانت مفاخر قومها معروفة
في أنصع الصفحات من أجيالها
فلقد سمت في كل قول صادق
تزهو وتعلو للعلا بجمالها
كم شاعر قد قال في واحاتها
وشدا يردد شعره بدلالها
هي موطن الفضلاء منذ قديمها
فسمت بمن شادت على أترابها
يتسابق النبلاء في ساحاتها
بخلائق تزهو على أندادها
طابت مرابعها وزانت أرضها
خضراء في أشجارها وجبالها
وإذا أتاها الغيث طابت منظرا
وغدت عروسا فاستمع لخطابها
بلد مدى الأيام تبقى جنة
خضراء في صحرائها وظلالها
وبكل صقع روضة معمورة
بالحسن والإبداع فوق ترابها
وطن به كل المفاخر شرفت
زهت الحروف مشيدة بجنابها
إن أنس لا أنسى حياة عشتها
والذكريات الغر في جنباتها
ماذا قال عنه الأدباء في المملكة
أديب بارع ذواقة لا نشاز في تعبيره ولا تكلف في نطقه ولا مبالغة تغلب عليه النزعة الأدبية فيطعم بشارد من الشعر أو سائر من الأمثال أو ماثور من الحكم .
رحالة معاصر جاب الشرق والغرب والشمال والجنوب وترك آثاراً أدبية في هذا المجال .
(عبدالله بن خميس)
أديب رائع في خلقه وأدبه وحسن تعامله ومفكر مهتم بالثقافة (محمد حسين زيدان ) .
عرفته طالبا مجدا ومن أوائل من درسوا وتعلموا وارتقوا في مجال الدراسة والتعليم والأدب والثقافة (الشيخ عثمان الصالح) .
تجد في كتابته واحاديثة ومحاضرته الركائز الثلاثة الوضوح والقوة والجمال .
( د.عبدالله العسكر)
شهدنا قلما رائدا في مشهدنا الثقافي في أدب الثقافة ( د. محمد بن مريسي الحارثي) .
الشيء الذي يشدني دائماً إلى كتاباته جرأته ومصداقيته وتمسكه بالثوابت والأسس الراسخة في بنيان ونسيج هذه الأمة .
(عبد المقصود خوجة)
عرفته كاتبا فأعجبت بعمق طرحه وعرفته صديقا فيه من الوفاء أجمل الصفات ومن الصدق أنبل المعاني يريحك بحديثه ويقترب منك بنقائه أنه حقل خير ورحيق حب .
(حمد القاضي)
من مقالات الأديب الراحل
التربية وأهميتها في بناء الإنسان والمجتمع
من المعروف أن التربية نشاط وعمل هادف يستمد مادته من المجتمع الذي يوجد فيه، أن التربية بوسائلها المختلفة تعد أساس بناء الإنسان وبناء مكونات التنمية الوطنية، والتربية في اللغة هي التنمية وهي إصلاح النشء ورعايته فهي عملية بناء وتحديد مستمرين، ولذا فقد اهتمت بها الأمم عبر تاريخها قديماً وحديثاً وبها تتقدم الأمم وتتطور المجتمعات وتزدهر الحضارات وتعلو الثقافات والمعارف وبغيابها يكون التخلف والتأخر، وتتضاعف رسالة التربية والمربين مع الأيام إذ التربية علم قائم بذاته متطور مع المزمن وهي قديمة قدم التاريخ بدأت بظهور الإنسان فهي تستمد مقوماتها وقواعدها من أساليب الحياة وطبيعتها الاجتماعية.. والتربية توجيه الإنسان نحو الخير والصلاح والاستقامة والفلاح وتربية الفرد تربية سليمة تمكنه من التحكم في مشاعره وعواطفه.. فهي تعنى بالتوجيه والتعليم والتهذيب والإعداد ورسم الأهداف السامية للأجيال الصاعدة وغرس القيم في نفوس النشء بحيث تشيع في نفسه المحبة والمودة والتعاون.. فالفرد الصالح يشكل اللبنة الأولى والدعامة القوية في بناء المجتمع كما أن المربي صاحب رسالة وحامل دعوة ورسالة.. فمهمته جليلة ووظيفته وظيفة الأنبياء والرسل وهذا شرف عظيم ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني بعثت معلماً، حيث أضاء دياجير الظلام بالعلم والمعرفة والهدى والنور والرشاد).
إن المربي الناجح هو من يشعر أنه صاحب رسالة تربوية سامية يغرس الخير والفضائل والأخلاق يسعد كلما رأى طلابه يسيرون في سلم المجد والرقي إذ يشعر بالغبطة وهو يحصد نتائج ماعمله.
والتربية عملية مستمرة متواصلة لبناء الإنسان المؤمن القادر على المشاركة بشكلٍ فعال في عمليات التطوير والبناء.. ولقد منح الإسلام التربية معاني كثيرة تحمل في تضاعيفها القيم السامية والحكم السليمة والمُثل الرفيعة وما يمكن تطبيقه في شتى مجالات الحياة وأنشطتها وفي شتى فروع العلم والمعرفة ويمتد ذلك نحو بناء الإنسان المستقيم الذي يسعى إلى تحقيق قيم الإسلام الروحية والخلقية وتنمية أحاسيسه ووجدانه في إيمان وثقة.
وإن التربية السليمة هي أفضل وسيلة لخلق جيل يتطلع نحو المعرفة بأبعادها المتنوعة ولا يفقد اتصاله بالتقاليد الأصيلة والقيم الخالدة للإسلام التي تهدف إلى توفير رجال ذوي عقيدة ومعرفة فالمعرفة أو التربية المنفصلة عن الإيمان هي معرفة ناقصة لايملك صاحبها إلا ناحيةً ومنظوراً محدوداً.
لذا فإن التربية الحقة هي ما حرصت على غرس العادات الكريمة والمقومات الأساسية لتقريب الإنسان إلى الفهم الصحيح للخلق والإيمان والتعاون والإيثار والأخوة والبر والصلة والمودة والشعور بالمسؤولية أمام الله وغير ذلك مما هو مطلوب في كل الحالات من القيم الأخلاقية والدينية وتنشئة الإنسان الصالح الذي يعبد الله حق عبادته ويعمر الأرض وفق سنته وتحقيق الخير والنفع والفلاح لخير الناس ومنفعتهم.
ولذا يجب أن تهدف التربية دائماً إلى رعاية الإنسان في جوانبه الخلقية والجسمية والدينية والعلمية والاجتماعية وإثراء خبراته العلمية والعملية وتوجيهها وصقلها نحو الخير والصلاح والوصول بها إلى الغايات السامية.. ولذا ينبغي التنبيه دائماً إلى ذلك وتعميق تلك المفاهيم في الأذهان، وكم نحن في حاجة إلى تصحيح الكثير من المفاهيم التربوية وإعادة التربية في مدارسنا وبيوتنا ومجتمعنا على أساس التربية الإسلامية حتى تتبلور المفاهيم ويصح الاتجاه.. وبناء رجال المستقبل ليسيروا في طريق العلم والخلق والرشاد ومسايرة التطور المفيد الذي يحقق أهداف الأمة وغاياتها النبيلة في ضوء العقيدة السليمة ومبادئ الإسلام السديدة.

البشاشة في المعاملة لها آثارها الرائعة
إن البشاشة نفتقدها اليوم في الكثيرين من موظفين وأطباء ورجال أعمال ومدرسين وغيرهم ممن ينبغي أن يكونوا أول من يتحلى بها لإشاعة روح الحب والإخاء والمودة والتقارب والتعاون والوئام، فمتى كان أفراد المجتمع على مختلف فئاتهم على جانب من حسن الخلق والبشاشة والتراحم والتعاون صار الجميع سعيداً هانئاً ينعم بالحبور والمودة والصفاء في ظل ظليل من الحب والوفاء وسمو الأخلاق وصفاء النفس وطمأنينتها، ولكم دعت تعاليم الإسلام إلى ذلك، فالقرآن الكريم والأحاديث النبوية تفيض بالحث على مكارم الأخلاق والدعوة إلى ذلك، وتدعو إلى الفضائل والمثل السامية والآداب الكريمة وتنهى عن المساوئ وتجنب الرذائل وسيئ العادات والصفات.
فالرفق في القول والعمل يضفي على صاحبه صفة النبل والارتقاء، ويرسخ التواصل ويعمق المحبة والتآلف، ومن هنا كان الرفق وحسن الخلق كما قيل:
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقم
إن بشاشة صاحب البيت في وجه الضيف خير من قراه.. ومن هنا تبدو أهمية اللطف والبشاشة والخلق الكريم، وما أجمل أن نحرص على التحلي بذلك قولاً وفعلاً سلوكاً ومنهجاً، فالرجل الذي يلتزم بذلك تجده يفيض بالخير، ويشع بالمحبة ويمتلئ بالمودة والرضا وحب الناس ومساعدتهم والاحسان إلى من يحتاج إلى ذلك منهم.. إن البشاشة خلق كريم وأسلوب في التعامل جميل يزيد الألفة ويقوي أواصر المحبة ووشائج المودة، ويزيل كل تنافر، ويقضي على كل جفوة وتباعد بين الإخوان والأقارب والأصدقاء والزملاء.. إن أناساً كثيرين في حاجة إلى الابتسامة والبشاشة والتسامح والخلق الكريم وحسن الإخاء والمودة.. فأنت حينما تكون بشوشاً حتى الأشخاص الذين لا تعرفهم سوف تدرك أنهم منجذبون إليك، وسوف تميل نحوك قلوبهم ومشاعرهم وسيبادلونك المحبة والمودة والود والصفاء.
فلنعود أنفسنا ونربي أبناءنا على الخلق الرضي والبشاشة والصفاء والمحبة والأدب الكريم ولله در القائل:
بشاشة وجه المرء خير من القرى
فكيف بمن يأتي به وهو ضاحك
وقول الآخر:
ابني إن البر شيء هين
وجه طليق ولسان لين
إن البشاشة لها تأثير بالغ في النفوس وفي القبول من المتلقي فمزيداً من البشاشة أيها الأطباء مع مرضاكم فذلك له أثره الرائع في إشاعة جو من الألفة والمودة والثقة، وتزيل كثيراً من الحواجز النفسية وهي من مكارم الأخلاق، كما قال- عليه الصلاة والسلام-: (إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) وقوله: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *