محليات

الباحث اليمني يحيى أبو حاتم لـ( البلاد): عاصفه الحزم أنقذت اليمن والمنطقة ومصالح العالم

القاهرة – محمد عمر
أكد الباحث والخبير العسكري اليمني العقيد ركن يحيى أبو حاتم ، أن عاصفة الحزم، والدور الاستراتيجي للتحالف بقيادة المملكة ، أنقذ اليمن والشرعية وأمن المنطقة والملاحة البحرية الدولية من مخطط إيراني قطري خطير ، وأنه لولا المسؤولية الرائدة التي تتحملها المملكة، نيابة عن الأمة ، لكانت اليمن كدولة عربية والمنطقة عامة في نفق مظلم من الفوضى، التي تهدد الاستقرار الدولي.
وقال الخبير العسكري أبو حاتم في حوار لـ البلاد: إن النظام الإيراني يقوم بتهريب الأسلحة والمعدات إلى مليشيات الحوثي الانقلابية؛ عبر ميناء الحديدة، وكذلك قاعدة فى بندر عباس، تقوم إيران من خلاله بتهريب الأسلحة إلى داخل جذر بالقرن الإفريقي، ومن ثم إلى اليمن. بداية، نشير إلى أن الخبير العسكري ( أبو حاتم ) يناقش خلال الشهر الجاري رسالته العلمية لنيل درجة الدكتوراه، وتحمل عنوان ” دور المملكة العربية السعودية فى مواجهة التوسع الإيرانى فى الوطن العربى”؛ لذا سألته عن رؤيته للدور الاستراتيجي للمملكة في التصدي للمخطط التوسعي الإيراني الراعي للفوضى والإرهاب.. فقال:
الدراسة تقوم على رصد وتحليل أهمية الدور الرائد، الذي تقوم به المملكة في مواجهة التوسع الإيراني، الذي يستهدف دول ومقدرات الوطن العربي، وتركز الدراسة على الفترة من 2011 الى 2018 ، والتى صاحبها العديد من المتغيرات الهيكلية الخطيرة في النظام الإقليمي والعالمي، بوجود مساحات صراع جديدة؛ نتيجه التدخل الخارجي المتمثل في إيران، ودول إقليمية أخرى وتمويل قطري ، يهدف إلى نشر الفوضى والتخريب، ومن ثم ، تؤكد الدراسة العلمية على الدور القيادي للمملكة لمواجهة تلك الأخطار ، والتزامها بالحفاظ على المنطقة العربية من التدخلات الخارجية الهادفة إلى دول المنطقة، ونجاحها في كشف وفضح الأطماع الإيرانية، و تحديد الآثار التي تحدث نتيجة هذا التوسع.
• ماقراءتكم لطبيعة الدور الإيرانى التخريبى فى المنطقة العربية ؟
– يتمثل الدور الايراني الخبيث بالمنطقه العربية في أقنعة مضللة، عبر التواصل الثقافي لإشعال فتن مذهبية ، واقتصاديا من خلال المنظمات والشركات التي دخلت المنطقة تحت مظلة الاستثمار ، ومن ثم تمويل ميليشيات طائفية مذهبية وجماعات إرهابية، تتقاطع مصالحها مع مخطط نظام الملالي؛ لاستهداف دول المنطقة، وتتدخل مباشرة في الدول غير المستقرة، ومنها تنطلق بأعمال عدائية إلى استهداف الدول المستقرة المؤثرة؛ كالمملكة العربية السعودية، التي تتصدى لتلك المؤامرات ، فالذي يدير الملف السياسي والعسكري لميليشيات الحوثي الانقلابية، هي ايران ، كما توظف طهران أيضا الدور الإعلامي، وتقوم قطر بأبواقها وأموالها في خدمة المخططات الهدامة ، ومن خلال تلك الأبواق ومنصات التواصل الاجتماعي تعمل إيران وقطر على نشر رسائل التحريض والتخريب، وقيادة الحملات الإعلامية التي تستهدف استقرار الدول العربية ، وأكثر من ذلك يتم تمويل منظمات شعارها حقوقي، وباطنها فوضوي؛ لإشاعة التطرف على المستوى العالمى ، كما عملت تلك المنظمات الحقوقية الممولة والموجهة، على تجاهل جرائم نظامي طهران وقطر وغيرهما من قوى إقليمية حاضنة لجماعات إرهابية ، كما تقوم تلك المنظمات المأجورة بغسل وجه مليشيات الحوثي الانقلابية أمام الراي العام الدولي.
استراتيجية عاصفة الحزم
• كيف ترى أهمية عاصفة الحزم ؟
– تعد عاصفه الحزم، التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – بقرار تاريخي ، هو أهم موقف تم إتخاذه لإنقاذ اليمن والمنطقة والملاحة البحرية الدولية ، وقد حققت عاصفة الحزم تلك الأهداف ، ولو لم تتدخل عاصفة الحزم في وقتها، لكانت اليمن في خبر كان ، وتكالب الخطر الداهم في عمق المنطقة العربية بشكل كامل ، خاصه التحكم في مضيق باب المندب.
إن التحالف العربي، بقيادة المملكة حمل على عاتقه دور المجتمع الدولي السياسي والإنساني في تطبيق القرارات الدولية، وعمل أيضا على الدور الإنساني في إغاثة أبناء الشعب اليمني وإعادة تأهيل المناطق المحررة، وإعادة بناء ما تم تدميره من قبل مليشيات الحوثي. وتسعى المملكة جاهدة لدعم الحكومة اليمنية، وتحتضن ملايين من أبناء الشعب اليمني على أراضيها، ولمركز الملك سلمان دور كبير في تقديم الدعم للشعب اليمني.
• ماذا عن أبعاد دور نظام قطر فى نشر الفوضى فى المنطقة العربية عامة، والمشهد اليمنى تحديدا ؟
– الدور القطري التخريبي التدميري، لم يكن وليد اللحظة، ولكن كان منذ الحرب الأولى في اليمن عام 2004 ، حيث قام سفير قطر في صنعاء بعملية الوسيط، ودعا لإيقاف العمليات العسكرية، وقدم تعويضات، تحت مسمى إعادة إعمار صعدة ، لكن في حقيقته، كان دعما للحوثيين لتقوية شوكتهم لإحداث الانقسامات ، ودفعت قطر من أجل ذلك أموالا ضخمة، بعد أن كانت مليشيات الحوثي على وشك السقوط ، فهبط السفير القطري بطائرة خاصة في صعدة، وأوقف العمليات العسكرية و تم إخراج الأسرى الحوثيين، وعلى رأسهم حمزه الحوثي، وكل القيادات الموجودة حاليا في المشهد.
وتم الاتفاق على عدم وجود حرب أخرى، وتم منح قيادات مليشيات الحوثي الإنقلابية أماكن إقامة دائمة داخل دولة قطر، ثم تطور الدعم القطري في عام 2011 حيث عملت قناه الجزيرة على وضع استراتيجية إرهابية لدعم جماعة الحوثي إعلاميا، وتطور الدور عندما شاركت في عاصفة الحزم، وعندما قام النظام القطرى بتقديم الدعم الاستخباراتي واللوجستي لجماعه الحوثي . وهنا أشدد على أن قطر قبل خروجها من التحالف، كانت تقدم معلومات خاطئة عن الحوثي؛ لتضليل أهداف ضربات التحالف ، وكانت جهات قطرية تمثل حلقة الوصل بين جماعة الحوثي الانقلابية، وتنظيم القاعدة الإرهابي؛ من أجل تنشيط عمليات القاعدة في المناطق المحررة؛ لإظهار تلك المناطق أنها غير أمنة ، وفي نفس الوقت، إظهار مناطق سيطرة الحوثي على أنها في وضع مستقر، وعملت أيضا على تسخير المنصات الإعلامية؛ من أجل نشر الأكاذيب والشائعات على المستوى العالمى بتمويل قطرى مباشر.
منظمات مسبوقة الدفع!
• كيف ترى انعكاس دور المنظمات الدولية على المشهد اليمنى ؟
– هى منظمات، إن جاز التعبير، منظمات غير إنسانية، ومنظمات الدفع المسبق، وهي لم تتحرك ضد جرائم الميليشيات الحوثية، التي لم تتوقف عن أبناء الشعب اليمني، وحينما فجرت منازل اليمنيين وهدمت مدارسهم، وتحركت حينما أرادت تلك المنظمات بتمويل قطري لتلميع صوره مليشيات الحوثي الإنقلابية، وإظهار الشرعية اليمنية، و قوات التحالف العربي أنها هى من قامت بتلك الأعمال، بل وصل بها الكذب والافتراء والتظليل أنها تقوم بإظهار صور المنازل التى هدمت على أيدى مليشيات الحوثي الانقلابية على أساس أنها دمرت من قبل طيران التحالف العربي.. للاسف الشديد يبدو أن هناك رغبة دولية للإبقاء على مليشيات الحوثي، ونحن نعلم أن الدول العظمى تحقق مكاسب مالية من بيع الأسلحة داخل مناطق الصراع، ونحن ندعو إلى مزيد من التحرك في المحافل الدولية بكافة اللغات لمواجهة تلك الحملة الشرسة، من قبل رموز الإرهاب والتطرف وداعميه.
• فى نظرك.. كيف يتم تزويد مليشيات الحوثى بالأسلحة ؟
– تمتلك مليشيات الحوثي مسارين، يتم تزويدها بالأسلحة والمعدات من خلالهما، وهما: المنفذ البري والبحري وهو ميناء الحديدة، ويعد المصدر الرئيس، و هناك قاعده لايران فى بندر عباس على مدخل الخليج الفارسي، ومن هناك تقوم إيران بإرسال الأسلحة إلى داخل جذر بالقرن الإفريقي، ثم يتم ارسالها في شحنات صغيرة بالقوارب ، وهي كثيرة في البحر؛ ولذلك توجد صعوبة في رصد واستهداف هذا العدد الهائل من القوارب، و يتم تهريبها الى ميناء الحديدة والمنطقة الرابطة بين الميناء وآخر نقطه تمركز للحوثي ، و تسمى في اللغة العسكرية “مناطق الإنزال” .
وقبل شهر، تم العثور على ألغام كان صنعت في عام 2018 وهذه الألغام لم تكن ضمن المخزون العسكري للجيش اليمني، كما أن الصواريخ الباليستية، التي بحوزة مليشيات الحوثي، هي صناعة إيرانية، يتم تفكيكها على عده أجزاء، تبلغ نحو 6 أجزاء، ويتم تهريبها إلى داخل الأراضى اليمنية .
وبعد ذلك يتم إعادة تجميعها بخبرات إيرانية، و نحن نعلم أنه بعد سيطرت مليشيات الحوثي الإنقلابية على صنعاء، كان هناك جسر جوى متواصل من إيران، كما تم إنشاء ورش لتصنيع وتجميع الأسلحة التي يتم تهريبها داخل الأراضي اليمنية، وتستخدم هذه الصواريخ في أعمالها الإرهابية، ويلعب الحوثي على توفير المواقع المناسبة لإطلاق الصواريخ و يقوم الخبراء الإيرانيون بإطلاقها.
• هل يستغل الحوثيون فترة التهدئة أو التحرك نحو الحل السياسي لتقوية قدراتهم؟
– بالفعل هذا ما يحدث؛ من أجل تمكين مليشيات الحوثي من ترتيب أوراقها وإعادة ترتيب صفوفهم، وتهريب الأسلحة والأموال إليهم من قطر وإيران.
وقد تحدث وزير الخارجية اليمني في وقت سابق، عندما ذهب إلى جنيف في المرة الأولى، ورصد أن المبعوث الأممي، يصدر تصريحات في المؤتمرات الدولية، بعكس ما يتكلم به في الغرف المغلقة، ووصف المبعوث آنذاك بنشر المغالطات وتعمد إخفاء الحقائق .
وهنا، أؤكد على ضرورة الضغط عن مليشيات الحوثي، و استمرار عمليات التحرير؛ من أجل إجبار مليشيات الحوثي على الاستسلام وتطبيق القرارات الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *