دولية

إيران وإسرائيل .. عداء ظاهر وتطبيع خفي

جدة ــ البلاد
يعود تاريخ التحالف الفارسي مع بني إسرائيل لنحو 2500 عام، حين اجتاح الفرس أرض الشام، ومن بينها القدس، وطردوا البابليين وأعادوا الأسرى اليهود من بابل إلى الشام.
ولم ينقطع التحالف بين الجانبين منذ ذلك الحين فعليا، فقد غدر اللاجئون اليهود في مصر بالبلد الذي استضافهم بعد الغزو البابلي، وساعدوا الفرس بقيادة قمبيز خليفة قورش على احتلال مصر في القرن السادس قبل الميلاد، واستمروا في هذا التحالف بشكل معلن أحيانا وخفي أحيانا أخرى، حتى إعلان إيران “فارس سابقا” تأييدها لقيام دولة إسرائيل في فلسطين عام 1950
ورغم أن كلا من إيران وإسرائيل يحملان مشروعا خاصا بكل طرف منهما لاحتلال منطقة الشرق الأوسط- استنادا لمعتقدات دينية كثير منها مصطنع لتبرير الاحتلال- إلا أن كلا منهما عون قوي للآخر في تدمير دول المنطقة، لتخلو الساحة من الجيوش القادرة على مواجهتهما.
وصاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن جوريون في ذلك الوقت مبدأ استراتيجيا في تحالفات إسرائيل، وهو أن تتحالف مع الدول والمكونات غير العربية في المنطقة، سيما إيران لتتقوى بها ضد العرب، وهو المبدأ الذي لاقى قبولا لدى طهران لتكون إسرائيل أداة ردع للبلاد العربية التي تكافح ضد تمدد النفوذ الإيراني.
ولا تصطدم إيران بإسرائيل إلا في حدود إذا ما تعدت إحداهما على نفوذ الأخرى، ولكنهما دائمتا التحالف حين يتعلق الأمر بتدمير دولة عربية.
ولم يختلف التحالف في عهد شاه إيران عن عهد الخميني، إلا في أنه بعد ثورة الخميني عام 1979 أصبح تحالفا مستترا، يجري عبر وسطاء، لتحافظ إيران على صورتها المزعومة بأنها نصيرة للقضية الفلسطينية وقائدة لما تصفه بالصحوة والمقاومة الإسلامية.
وكانت أبرز صفحات هذا التحالف في عهد شاه إيران في مجالي النفط والاستخبارات، وفي عهد ثورة الخميني في حرب الخليج الأولى لتدمير الجيش والمفاعل النووي العراقي، وفي مجالات النفط والملاحة البحرية والاستخبارات والتسليح.
ففي حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق 1981-1988 رفع الخميني شعار “طريق القدس يمر من بغداد” لتبرير حربه على العراق.
وخلال تلك الفترة صدرت إسرائيل إلى إيران أسلحة ليتغلب بها على العراق فيما عرف في الغرب باسم فضيحة “إيران كونترا” و”إيران جيت”.
كما امتد التعاون بينهما إلى عدوهما المشترك “العراق” إلى تعاون استخباراتي لإنجاح الضربة الإسرائيلية للمفاعل النووي العراقي الذي كان قيد الإنشاء.
وفي الفترة من 1989-2002 تحدثت صحف إسرائيلية وغربية عن إجراء مباحثات بين إيران وإسرائيل لإنشاء أنبوب “إيلات- أشكلون (عسقلان)” لنقل النفط الإيراني عبره بدلا من قناة السويس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *