دولية

إعصار (إرما) يطبق على فلوريدا.. هل تعاقب الأعاصير ترامب لانسحابه من اتفاقية المناخ؟

فلوريدا ــ رويترز

بين أنقاض الفوضى التي خلفتها الأعاصير التي تضرب الولايات المتحدة منذ أسابيع، متسببة في خسائر هائلة، يبرز سؤال بشأن ما إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه عقاب الطبيعة لانسحابه من اتفاقية باريس للمناخ؟السؤال الذي سيشغل دوائر البحث العلمي خلال الأسابيع المقبلة بعد ان تحط العواصف أوزاها، يضع الرئيس ترامب في حرج بسبب إصراره على الانسحاب من الاتفاقية في أوائل يونيو الماضي، رغم محاولات مستميتة بذلها قادة العالم خلال قمة العشرين الأخيرة التي عقدت في ألمانيا لإثنائه عن موقفه.وتضع اتفاقية المناخ آلية عالمية لتداول انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يعزى لها الأثر الأكبر في التغييرات المناخية التي تشهدها الأرض وحدد مبادئ غير مسبوقة لحماية الكوكب.

ويعتقد ترامب أن اتفاق المناخ يقف عقبة في وجه نهضة الاقتصاد الأمريكي، بسبب القيود التي يفرضها على حصة كل دولة من انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما سعى الاتفاق لتجنبه في أحد بنوده، بأن سمح بزيادة النسبة المقررة لكل دولة عبر شراء الأرصدة من الدول الأخرى.وطالما قال العلماء إن الاحتباس الحراري سيسبب في المستقبل بعضا من أسوأ العواصف، وربطوا مؤخرًا بين تغير المناخ بالاشتداد السريع في حدة العواصف.

وفى السياق أعلن المركز الوطني الأميركي للأعاصير، امس الأحد، أن شدة الإعصار إرما، ارتفعت إلى الدرجة الرابعة مع اقترابه من أرخبيل كيز في فلوريدا.

ووصل الإعصار إرما إلى اليابسة بولاية فلوريدا الأمريكية امس “الأحد” محملا برياح مدمرة ومنذرًا بارتفاع منسوب المياه بشكل يهدد الحياة مما تسبب في أكبر عملية إجلاء في تاريخ الولايات المتحدة بعدما خلف دمارا كارثيا على ساحل شمال كوبا.

وكانت العاصفة على بعد 145 كيلومترا جنوب شرقي مدينة كي وست بفلوريدا عند منتصف الليل محملة برياح تقترب سرعتها من 193 كيلومترا في الساعة.

ويعتبر إرما الذي أودى بحياة 22 شخصا على الأقل في منطقة الكاريبي خطرًا يهدد الحياة في فلوريدا وقد يتسبب في كارثة طبيعية تلحق أضرارًا بمليارات الدولارات في ثالث أكبر ولاية أمريكية من حيث عدد السكان.ورغم فقدان الإعصار القوة مع مروره فوق كوبا فإنه استعاد قوته وأصبح إعصارًا من الفئة الرابعة ثاني أكبر تصنيف للأعاصير على مقياس سافير-سيمبسون.ومن المتوقع أن يرتفع منسوب المياه في منطقة منخفضة على الساحل الغربي لفلوريدا إلى 4.6 متر مما قد يؤدي إلى فيضان مدمر يغمر آلاف المنازل بالماء. وفرضت مدينة ميامي حظرًا للتجول حتى الساعة السابعة صباح امس “الاحد” وأفادت هيئة المرافق بأن أكثر من 220 ألفًا من عملائها عانوا انقطاع الكهرباء ويأتي الإعصار إرما بعد أيام من الإعصار هارفي الذي اجتاح تكساس وتسبب في هطول أمطار قياسية كما أثار كارثة طبيعية ألحقت خسائر هي الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة.

وأشار موقع فلايت أوير الإلكتروني لمتابعة حركة الطيران إلى إلغاء ما يربو على ألفي رحلة طيران من وإلى فلوريدا أمس السبت كما تعطلت حركة النقل البري مع فرار الملايين إلى بر الأمان.

وفي ظل تحذيرات عاجلة أصدرها مسؤولو الولاية بالإجلاء قبل فوات الأوان بدا وسط مدينة ميامي شبه مهجور أمس السبت.

وعلى ساحل غرب فلوريدا قال أمريكي يدعى تشارلي بول إنه يتوقع أن تغمر المياه بالكامل جزيرة سانيبل التي يعيش فيها.

من جانبه جدد الرئيس الأميركي نداءه إلى من هم في مسار الإعصار إلى الابتعاد عنه، فيما وضعت الحكومة الفدرالية في خدمة المناطق التي ستضربها الإعصار، وذلك بعد إعلان حالة الطوارئ في كل من فلوريدا وجورجيا وقبلهما في ساوث كارولاينا وبورتوريكو وجزر العذراء الأميركية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *