متابعات

الأسباب تنظيمية واجتماعية.. الصيدليات الأهلية .. متى تفتح أبوابها للخريجات؟

جدة – فاطمة آل عمرو

لاتزال خريجات قسم الصيدلة ممنوعات من العمل في الصيدليات الأهلية، الأمر الذي أدى إلى زيادة عدد العاطلات رغم اهمية التخصص وايجابيات العمل في هذا لقطاع ، وحاجة الكثير من المريضات إلى خصوصية في بعض الاستشارات الدوائية التي يصعب التحدث فيها مع الصيادلة الرجال، وهو الأمر الذي يدعو إلى ضرورة الاستفادة من الكوادر النسائية المتخصصة.
“البلاد” تطرح القضية وتناقشها مع عدد من الخريجيات والمعنيين والمهتمين بهذا الأمر.

نبدأ بالصيدلانيات باعتبارهن صاحبات القضية ، حيث أبدت عهود محمد خريجة بكالوريوس صيدلة ، تطلعها إلى توظيف عمل المرأة في صيدليات القطاع الخاص الأهلي، وقالت أن ثمة نساء يفضلن التعامل مع المرأة العاملة في مجال الاستشارات الدوائية، مشيرةً إلى أن هذا الأمر سيرفع الحرج عنها.
في السياق نفسه تتفق سلوى خالد ،وهي أيضا خريجة قسم صيدلة ، مع الرأي السابق ، منتقدة قيام بعض الصيدليات بتوظيف الصيدلي لعدة مهام في وقت واحد، بل تطلب توظيف أكثر من صيدلي ، بينما لايتم الاستفادة من الكوادر النسائية لاستحداث مجالات أكثر للمتخصصات السعوديات.

• لمن يهمه الأمر
وتتساءل سميحة عامر خريجة صيدلة عن سبب عدم توظيف المرأة حتى الآن في صيدليات المجتمع، وقالت أن التخصص بات مطلوبا فقط داخل المستشفيات الأمر الذي أدى إلى زيادة عدد العاطلات عن العمل. وترى أن المجتمع يضع كافة المسؤولية على المرأة في هذا الأمر رغم عدم وجود محاذير أو خطورة.
ومع زميلة أخرى (رفضت الافصاح عن اسمها) حيث قالت أن المجتمع لم يفرق على الاطلاق بين عمل المرأة والاختلاط، وطالبت بتوطين وظائف الصيدليات الخارجية بما يتناسب مع اهتماماتها، وعلى وزارة العمل الاسراع في الاقدام على هذه الخطوة.

من جانبها تقول رانية الاحمد ، متخرجة حديثا: يعتقد البعض في المجتمع أن المرأة إذا عملت في صيدليات المجتمع، قد تتعرض لمضايقات من الرجال، ويتناسوا أن المجتمع السعودي واعي ومثقف ويعي تماماً أهمية عملها.

•• صيدليات المستشفىات
انتقلت بالنقاش إلى أستاذ الكيمياء الصيدلية المشارك بكلية الصيدلة في جامعة الملك عبد العزيز د. عبدالستار منصور عبيد عمر ، حيث أرجع أسباب عدم توظيف خريجات تخصص صيدلة في صيدليات المجتمع الى عوامل اجتماعية في الأساي، حيث تفضل الخريجات العمل في صيدليات المستشفيات سواء كانت حكومية أو خاصة.
ويرى د. عمر أنه لا يوجد مانع علمي، حيث أن نوعية التعليم التي يتلقونها في الكلية تؤهلهن للقيام بدور فعال في صيدلة المجتمع، مشيرا إلى الحراك الموجود الآن وإختراق المرأة السعودية لأكثر من مجال كان يصعب عليها في الماضي .

وأضاف أستاذ الكيمياء الصيدلية ” في الحقيقة نحن نحتاج الى دور فاعل لخريجات الصيدلة في صيدليات المجتمع ، خصوصا وأن هناك الكثير من السيدات التي تتردد على هذه الصيدليات تكون في حاجة الى نوعية معينة من الاستشارات ويصعب عليها الحصول او التحدث فيها مع الصيادلة الذكور . كما ان عمل الخريجات المتخصصات في صيدليات اهلية سيسهم بدور فاعل فيما يتعلق بصحة الام والطفل لكونها أكثر دراية بذلك”.

••حواجز اجتماعية
من جهته أكد المدير التنفيذي للتواصل والتوعية في الهيئة العامة للغذاء والدواء الصيدلي عبدالرحمن السلطان أن دخول الصيدلانية السعودية إلى سوق عمل الصيدليات الأهلية إضافة نوعية لمهنة الصيدلة في المملكة، مشيرا إلى تراجع الحواجز الاجتماعية التي قد تمنع من وجود الصيدلانيات في الصيدليات الأهلية. واضاف: أعتقد اليوم أننا أمام تغير قد يفتح الباب أمام الزميلات لمزيد من فرض العمل وبالذات ذات العلاقة المباشرة مع المجتمع .ذلك أن وجود الصيدلانية قد يسهل ويعمق من دور الصيدلي في الاستشارة الدوائية لأفراد المجتمع المحيط.

•• يحسمها القرار
حول ذلك أكد مصدر في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية أنه لا يوجد قرار حتى الآن لتوظيف خريجات قسم الصيدلة في الصيدليات الخارجية، وأشار المصدر أنه حتى اللحظة لم يصدر قرار مختص بعملها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *